العراق: حملات شبابية رمضانية للتكافل الاجتماعي وإغاثة الفقراء

30 مايو 2018
توزيع اللبن والتمر والماء على المارة والفقراء (فيسبوك)
+ الخط -
تحوّلت الحملات الخيرية الشبابية في العراق إلى ظاهرة ميّزت شهر رمضان الحالي في عموم مدن البلاد، إذ تركزت على مساعدة الفقراء والمحتاجين والنازحين في غياب أي دعم حكومي لمساندة هذه الفئات.

ويشارك في هذه الحملات عادة، إعلاميون وشعراء وناشطون من كلا الجنسين يقومون بتنظيم أنفسهم على شكل فرق وبلباس موحد في بعض الأحيان، وتكون منصة فيسبوك منطلقاً لهم ومنبراً لنشر أعمالهم المصورة، بينما يجمعون مبالغ تلك الحملات من رجال الأعمال وأرباب الفنادق والمطاعم والوكالات التجارية الضخمة، من خلال زيارات يقومون بها إليهم، ومطالبتهم بالمساهمة، وهو ما يلقى تجاوباً كبيراً يُسهم في نجاح مثل هذه المبادرات.

ويتركز عمل شباب هذه الحملات على إيصال الماء البارد، وتوفير الأدوية وملابس العيد، مروراً بالأطعمة وانتهاءً بسقف المنازل المهدمة، وإيجاد مأوى للعوائل التي تفتقده.

"حملة ينابيع الخير"، كانت واحدة من تلك الحملات الإنسانية التي أطلقتها مجموعة من الشعراء والكتاب والإعلاميين في مدينة الفلوجة، لتوزيع المياه المعقمة والثلج على الأسر الفقيرة في المدينة.

وأوضح الناشط عمر الدليمي أحد المشرفين عليها لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحملة جاءت تزامناً مع اشتداد الحر وانقطاع التيار الكهربائي في شهر رمضان، في وقت تحتاج فيه آلاف الأسر الفقيرة إلى الماء البارد، وقررنا أن نبدأ بجولة ميدانية لتوزيع الثلج والماء لعدم امتلاك معظمهم ثلاجات لحفظ الماء أو الثلج".

وأضاف الدليمي، "هذه الحملة من ضمن سلسلة حملات مستمرة لإغاثة الفقراء والمحتاجين، إذ نعلن عن الحالات الإنسانية الصعبة على مواقع التواصل الاجتماعي ثم يتقدم متبرعون بتلك المساعدات ونقوم نحن بتوزيعها على الفقراء".

وفي مدينة كربلاء جنوب العراق، انطلقت حملة إنسانية يقودها فريق مكون من مجموعة من الشباب المتطوعين يقفون على جوانب الطرقات قبيل موعد الإفطار لتوزيع اللبن والتمر والماء على المارة والفقراء والمحتاجين.

وقال الناشط حسن الكربلائي، أحد أعضاء الحملة، لـ"العربي الجديد"، إن "كثيراً من سائقي المركبات القادمين من مسافات بعيدة قد يتأخرون عن موعد الإفطار إلى منازلهم، لذلك نقف على جانب الطريق ونقدم لهم اللبن والماء والتمر".

وتابع الكربلائي أن "الحملة تشمل أيضاً الفقراء والمحتاجين، وقد أطلقناها في عدة مدن مثل بغداد وذي قار ثم كربلاء، لتقديم المساعدات الإنسانية للأسر ولدينا خطط لإطلاق الحملة في مدن أخرى في الأيام القادمة".

وفي مدينة الموصل شمال البلاد، أطلق شباب متطوعون حملة واسعة حملت اسم "فرحة يتيم" لجمع التبرعات على مواقع التواصل الاجتماعي لشراء ملابس للأطفال الأيتام استعداداً لعيد الفطر، فيما أطلق متطوعون آخرون حملة "إفطار صائم" لطلبة الأقسام الداخلية في الجامعات من مختلف المدن العراقية.

واعتبر مراقبون أن هذه الحملات التطوعية تأتي بسبب التقصير الحكومي تجاه المواطنين وخاصة شريحة الفقراء والنازحين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية جداً.

وقال رئيس منظمة "الأمل القادم" راضي الدليمي، لـ "العربي الجديد"، إن "العراقيين أدركوا تماماً أنه لا فائدة تُرجى من الحكومة ومؤسساتها، لذلك قرر الشباب العمل على إطلاق حملات شعبية في مختلف المدن لإغاثة الفقراء والمحتاجين".

وبين الدليمي أن "أغلب القائمين على هذه الحملات من متوسطي الدخل أو الدخل المحدود، لكنهم يجمعون التبرعات من الميسورين لإيصالها إلى مستحقيها وقد أثبتوا فعلاً جدارة كبيرة بإنقاذهم مئات الأسر من الجوع والمرض والعطش".

وبحسب الخبراء، فإن نسبة الفقر ارتفعت كثيراً خلال السنوات الأربع المنصرمة، جراء الدمار الذي لحق بالمدن العراقية بسبب الحرب وارتفاع نسبة الأرامل والأيتام نتيجة الخسائر البشرية الفادحة أمام غياب الدعم الحكومي وانتشار البطالة.

وتعتمد مئات الأسر العراقية في معيشتها على ما تقدّمه الحملات التطوعية الشبابية، من مساعدات إنسانية غذائية أو طبية أو إنسانية مختلفة، وصلت إلى علاج كثير من الحالات الصعبة عبر الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي ليتكفل بها الميسورون.

المساهمون