اعتبر تحالف القوى العراقية أن استمرار انتهاكات المليشيات في المجتمع العراقي يساعد على بقاء دورة الإرهاب بالعراق بلا توقف، مبيناً أن حقوق المواطنين تسلب منهم على يد تلك المليشيات.
وقال بيان صدر عن المتحدث باسم تحالف القوى العراقية، ظافر العاني، إن المليشيات بدأت بالتمادي بعد اشتباكها مع القوات الأمنية وترويعها للمواطنين واحتلالها بنايات حكومية "عنوة".
وأشار العاني إلى أن حقوق العراقيين تسلب منهم في وضح النهار من قبل هذه العصابات، منتقداً تجاهل الدولة لهذه التجاوزات واللامبالاة أمام شكاوى المسيحيين الذين أعلنوا في أكثر من مناسبة تعرضهم للتهجير القسري، والاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم وخضوعهم للابتزاز المالي في بغداد.
وأوضح القيادي في اتحاد القوى أن المليشيات تبتز العراقيين بذريعة التبرع للمقاتلين في ساحات المعركة، مستغلين غياب المؤسسات القانونية والحيادية والكفؤة، محذرا من المتاجرة بتضحيات المتطوعين الذين انضموا لمليشيا "الحشد الشعبي" بناء على فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الديني العراقي علي السيستاني، التي أصبحت منهجا وسلوكا لمحترفي اللصوصية والتسلق على أكتاف المقاتلين، بعد ارتباطها بأعمال الخطف والسلب والقتل وامتهان كرامة الناس.
وأبدى العاني تأييده لدعوة وزير الداخلية، محمد الغبان، إلى كبح جماح الجماعات المسلحة غير المنضبطة، مبيناً أنّ هذه الدعوة تثبت عجز الدولة العراقية عن حماية نفسها بسبب تداخل الاختصاصات وتهميش وزارتي الدفاع والداخلية بعد تشكيل قيادة للعمليات المشتركة، التي مثلت استمرارا لنهج التفرد بالسلطة الذي وعد رئيس الوزراء حيدر العبادي بتغييره.
من جهةٍ أخرى، أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل وإصابة 45 ألف عراقي، خلال المعارك المستمرة منذ عام ونصف العام، مؤكدة في تقرير لها أن عمليات التهجير الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان مستمرة في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأوضح التقرير، الذي أعدته بعثة "اليونامي" في العراق ومنظمة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن المعارك تسببت بمقتل 15 ألف عراقي وإصابة 30 ألفا آخرين، مبينة أن الإحصائية تشمل ضحايا العنف للفترة الممتدة بين يناير / كانون الثاني 2014 وحتى نهاية شهر إبريل / نيسان 2015.
وحذر تقرير المنظمة الدولية من تدهور أحوال المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التي تضم أعدادا كبيرة من المدنيين، مشيرا إلى عمليات اختطاف للمدنيين وقتلهم بشكل ممنهج.
وأوضح أن الأقليات الدينية والعرقية تتعرض للاضطهاد، مبينا أن أكثر من 3000 أسرة إيزيدية لاتزال أسيرة لدى تنظيم "داعش".
كما وثق التقرير الانتهاكات التي ترتكبها القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" المتحالفة معها، وبضمنها الضربات الجوية والقصف العشوائي، دون مراعاة مناطق تواجد المدنيين ومدى تأثرهم بها، مؤكدا قيام "الحشد الشعبي" بتنفيذ هجمات انتقامية ضد المدنيين الذين ينظر لهم على أنهم تنظيم ضمن "داعش".
اقرأ أيضا معركة الفلوجة: تنسيق أميركي إيراني وحقول الألغام تعرقل التقدم