العراق: تنظيم "داعش" يعود إلى صلاح الدين

07 فبراير 2017
مخاوف من فوضى أمنية بصلاح الدين (فرانس برس)
+ الخط -

عادت معظم القوات العراقية التي غادرت محافظة صلاح الدين شمال البلاد إلى مواقعها مجددا؛ فعددٍ من مدن المحافظة مرشحة للسقوط مرة أخرى، بيد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) بأي لحظة. لكن ضباط الجيش يؤكدون أن هجمات التنظيم الجديدة لا تستهدف إسقاط المدن الرئيسية، أو الثانوية بالمحافظة الشمالية وعاصمتها تكريت، وإنما هدفها استنزاف قوات الجيش وايقاع خسائر كبيرة.

مقابل ذلك، فإن السكان من بعض المدن بدأوا رحلة نزوح جديدة إلى مناطق في كردستان وبغداد؛ خوفاً من الهجمات التي ينفذها تنظيم "داعش" وردود فعل المليشيات الطائفية، التي عادة ما تكون على حساب الأهالي بعمليات قتل واعتقال، سمتها الأبرز الانتقام الطائفي منهم.

وتختزل هذه الصورة، المشهد الكامل لمدن محافظة صلاح الدين؛ فالسيارات المحملة بأثاث المنازل والعربات التي تقل العوائل عند مخارج بعض مدنها، تعيد للأذهان يوم السابع عشر من يونيو/ حزيران 2016، عندما اجتاح التنظيم المحافظة، وأسقطها بقبضته، وفر الجيش ومن معه، بعد تمكنه من الموصل المجاورة بأيام قليلة.

وشهدت محافظة صلاح الدين، هجمات عدة في مدن وبلدات الشرقاط والدور والبو عجيل وتكريت وسامراء وبيجي، وفي قرى سلسلة جبال حمرين وبلدة الصينية، وخلفت عشرات القتلى من الجيش والمليشيات والشرطة، كما سقط مدنيون بقصف صاروخي لتنظيم "داعش" على مناطق عدة في المحافظة نفسها.

ويقول ضباط الجيش العراقي إن "الهجمات الجديدة للتنظيم، محاولة لتخفيف الضغط على عناصره في الموصل، عبر فتح أكثر من جبهة"، بينما يؤكد آخرون أن الهجمات للاستنزاف وليس للسيطرة.




وأصبح أكثر ما يثير استفزاز القيادات العسكرية العراقية منذ أيام؛ هو مكان تجمع عناصر التنظيم، وطريقة هجومهم ثم اختفائهم خلال وقت قياسي.

وفي هذا السياق، حذر برلمانيون عراقيون اليوم الثلاثاء، مما وصفوها بالانتكاسة الأمنية في محافظة صلاح الدين، بينما دعا زعماء قبليون إلى إرسال تعزيزات عسكرية، خشية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مناطق شمال المحافظة.

وأكد عضو البرلمان العراقي كاظم الشمري، نزوح عدد كبير من السكان المحليين، في عدد من مناطق محافظة صلاح الدين، بسبب هجمات التنظيم. وأشار إلى أنّ "بلدة الدور ومنطقتي الحسان والعيث تشهد انهيارا أمنيا تاما". كما طالب في بيان له رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بالتدخل الفوري، وبشكل شخصي لإيقاف حالة الانهيار الأمني قبل تفاقمها، وتعرض المحافظة إلى انتكاسة أمنية خطيرة.

إلى ذلك، بيّن عضو مجلس شيوخ صلاح الدين، أركان المجمعي، أن المحافظة تعاني من تدهور أمني خطير، بسبب الخلافات الداخلية على إدارة شؤونها، مؤكداً في حديث لـ "العربي الجديد" أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استغل الصراعات على الحكومة المحلية بين بعض الجهات السياسية، ليعود إلى بعض القرى التي حررتها القوات العراقية في وقت سابق". ودعا الحكومة الاتحادية في بغداد إلى إرسال تعزيزات عسكرية عاجلة، لتفادي سقوط مناطق جديدة بيد تنظيم "داعش"، محذرا من تنامي الصراع الداخلي بين إدارة محافظة صلاح الدين، وقيادات مليشيا "الحشد الشعبي" في المحافظة.

يشار إلى أن محافظة صلاح الدين تعاني منذ عدة أيام من صراع محموم بين محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري، الذي اتهم القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" يزن الجبوري؛ الخميس الماضي، بإيصال تجهيزات عسكرية ومواد غذائية إلى "تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)" في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته شمال محافظة صلاح الدين، موضحاً في بيان له أن القيادي بـ "الحشد الشعبي" يعتمد على مجموعة مهربين في المحافظة.

وأوضح محافظ صلاح الدين أنه يحمل الأشخاص الذين أوصلوا مساعدات لـ "داعش" مسؤولية أي خرق أمنى يحصل في المحافظة، معتبراً أن قيادات "الحشد الشعبي" تحاول كسب أصوات أسر "داعش" في الانتخابات المقبلة.

المساهمون