طافت ساحات وشوارع العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات الجنوبية، تظاهرات حاشدة، ليل السبت - الأحد، رافضة لمرشحي الأحزاب لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.
ورفع متظاهرو ساحة التحرير في بغداد، شعارات منددة بإصرار الأحزاب الحاكمة على تقديم مرشحين من قبلها لرئاسة الوزراء، على الرغم منن الرفض المتكرر من قبل المتظاهرين لهذه الوجوه.
واشترط المحتجون في ساحة التحرير، أن يكون رئيس الحكومة الجديدة مستقلاً ومن خارج الأحزاب الحاكمة، وأن يكون مقبولاً من قبل المواطنين، مؤكدين أن الاحتجاجات ستستمر حتى تحقيق جميع المطالب وفي مقدمتها اختيار رئيس وزراء مستقل.
كما شهدت ساحة الوثبة في بغداد حدوث حالات اختناق بين المتظاهرين بسبب تجدد إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل القوات الأمنية على المتظاهرين.
وفي البصرة جنوباً، شهدت ساحة البحرية والشوارع القريبة منها تجمع الآلاف الذين رددوا هتافات رافضة لتولي الوزير السابق محمد شياع السوداني، أو محافظ البصرة أسعد العيداني، رئاسة الوزراء. كما احتشد متظاهرو محافظة ذي قار في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية رافضين ترشيح السوداني أو أي شخص آخر تقدمه الأحزاب لرئاسة الوزراء، بينما عطلت السلطات المحلية الدوام الرسمي بالمحافظة، يومي الأحد والإثنين.
وشهدت محافظة كربلاء تظاهرة رافضة لتمسك الأحزاب الحاكمة بمرشحيها لرئاسة الوزراء، حيث شدد المتظاهرون أن حكام العراق الجدد ينبغي أن يخرجوا من رحم الاحتجاجات.
إلى ذلك، قالت مصادر أمنية في محافظة كربلاء، إن الشرطة بالمحافظة دخلت حالة الإنذار (ج) لمدة ثلاثة أيام، عازية ذلك، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى استمرار التوتر الأمني الذي يرافق الاحتجاجات.
كما شهدت محافظة ميسان، التي ينحدر منها السوداني، تظاهرات طافت شوارع مدينة العمارة (مركز محافظة ميسان) ومزق المتظاهرون صور السوداني رافضين توليه رئاسة الوزراء.
وفي محافظة المثنى، دعا متظاهرو المحافظة إلى التنسيق مع المحتجين في ساحة التحرير ببغداد وبقية المحافظات من أجل توحيد الرفض لترشيح السوداني أو أي مرشح آخر يأتي من الأحزاب لرئاسة الوزراء، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة تترأسها شخصية وطنية مشهود لها بالاستقلالية والنزاهة.
وأكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي) محمد كريم، وجود اتفاق بين القوى السياسية على حسم موضوع المرشح لرئاسة الوزراء، خلال الساعات المقبلة، مبيناً، في حديث لوسائل إعلام محلية، أن أبرز المرشحين هما محمد شياع السوداني، وأسعد العيداني.
وأشار إلى موافقة تحالف القوى العراقية (بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي) والقوى الكردية توافقت على طرح اسم السوداني، لافتاً إلى وجود اعتراضات من قبل بعض الكتل السياسية على ترشيحه.
وبيّن أن تحالف "سائرون" المدعوم من التيار الصدري وضع منذ البداية "فيتو" على ترشيح السوداني لأنه شغل مناصب سابقة وينتمي إلى "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.
ويرفض نواب تحالف "سائرون" الذين يمثلون الكتلة الأكثر عدداً في البرلمان ترشيح السوداني لرئاسة الوزراء كونه أحد رجالات المالكي الذين تسببوا بتفشي الفساد، وتراجع الاستقرار السياسي، من وجهة نظرهم.