العراق: المالكي يلجأ الى الخنادق... ومقبرة جماعيّة في معسكر

08 يوليو 2014
استمرار تراجع القوات العراقية (فريق فارق/الأناضول/Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر محلية عراقية في محافظة الأنبار العثور على مقبرة جماعية داخل قاعدة عسكرية صغيرة للجيش العراقي، في منطقة إبراهيم بن علي، على بُعد 40 كيلومتراً شمال غرب بغداد، في وقت يستمر مسلسل انهيار القوات العراقية، وسط عجز عشرات الآلاف من المتطوعين وأفراد المليشيات من تغيير مجرى العمليات العسكرية في مدن شمال وغرب العراق، ما دفع رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، الى حفر المزيد من الخنادق حول بغداد وبابل وديالى، منعاً لسقوطها في يد الجماعات المسلّحة.

وكشف المسؤول العسكري العراقي في الفرقة السابعة المرابطة في محيط بغداد، المقدم عبد الغني الساعدي، لـ"العربي الجديد"، أن "شركتي نصر وحمورابي التابعتين لوزارة الصناعة باشرتا، اليوم الثلاثاء، بحفر خندق جديد حول بغداد، من الاتجاهين الجنوبي والغربي، بناءً على أوامر المالكي".

وأوضح الساعدي أن "الخنادق الجديدة ستكون خط حماية فعّال في صد تقدم المسلحين وعرباتهم، أو محاولة تسللّهم الى بغداد من غير منافذ الدخول الأربعة". وأشار الى أن "الخندق الأول يمتد لأكثر من 40 كيلومتراً جنوباً، و67 كيلومتراً غرباً، ليكون مكملاً لخندق سابق، تم حفره قبل أشهر لكنه غير عميق كفاية".

ولفت الى أن "عمليات الحفر تجري في البساتين والمناطق المفتوحة، ولن يتم هدم أي منزل كما يشاع الآن". وكشف عن "خطة مماثلة لحفر خنادق في بابل وديالى، بسبب وجود تهديد جدي من دخول الجماعات المسلحة الى الحلة وبعقوبة، مركز المحافظتين".

وتتزامن خنادق المالكي مع استمرار اندفاع الفصائل المسلّحة، للسيطرة على المزيد من المدن العراقية، من دون أن يكون للمتطوعين أو للمليشيات، أي أثر في تحقيق النصر على هذه الجماعات، التي بسطت سيطرتها على مدن، الخمسة كيلو والتأميم في الأنبار، وجنوب أبو غريب، وإبراهيم بن علي، غرب وشمال غرب بغداد، والهاشمية جنوب وشمال تكريت، فضلاً عن منطقة البحيرات وعرب جبور، شمال الحلة وجنوب بغداد.

كما يواصل الطيران الحكومي شنّ غاراته على المدن، بواسطة البراميل المتفجرة أو الصواريخ الموجّهة، والتي تؤدي الى سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، فضلاً عن المقاتلين الذين يعتبرون نجاح القوات العراقية في تحديد مواقعهم، ناجم عن وجود جواسيس أو خيانة من داخلهم.

في السياق ذاته، كشف الزعيم القبلي في محافظة الأنبار، الشيخ عبد الفتاح الفلاحي، لـ"العربي الجديد"، أن "المسلحين عثروا على مقبرة جماعية تضم رفات 50 شخصاً، تم إعدامهم ودفنهم خلف ساحة تدريب داخلية، في قاعدة صغيرة للجيش في منطقة إبراهيم بن علي".

وأشار الى أنه "عُثر على مقبرة، عبارة عن حفرة كبيرة، أُلقيت فيها 50 جثة لمعتقلين، أعدمهم الجيش، بعد يوم واحد من سيطرة الثوار على قاعدة للجيش في منطقة ابراهيم بن علي".

وأوضح الفلاحي أنه "تمّ التعرّف الى 22 ضحية، وهم من سكان المنطقة، والآخرون لا علم لنا بهم ونحاول الاتصال بمنظمة الصليب الاحمر لتسلمهم". وأشار الى أن "جثث الضحايا كانت مكبّلة الأيدي بواسطة قيود بلاستيكية ومعصوبة الأعين، وتبدو عليها آثار عيارات نارية في الرأس والصدر". ولفت الى أن "عمر المقبرة لا يتجاوز الثلاثة أشهر كما يبدو".

من ناحية أخرى، أثار الوضع الأمني المتردي والمعارك المستمرة، ذعر الشركات الأجنبية والمستثمرين الغربيين العاملين في بغداد، وكشف مسؤول في البنك المركزي العراقي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن مغادرة موظفي مصرف "ستي كروب" و"ستاندرد" من بغداد، وتخفيف نشاطهم الى النصف، فضلاً عن مغادرة 81 مستثمراً أجنبياً من البلاد منذ الشهر الماضي. وأوضح أن "عملية مغادرة المستثمرين وفرار رؤوس الاموال من بغداد مستمرة".