العراق: العشائر تنسّق مع القوات الأميركية بمعزل عن الحكومة

17 يناير 2015
سلّح الجيش "الحشد الشعبي" (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من التصريحات الأميركية والحكومية العراقية، عن "عدم وجود تنسيق مباشر بين قوة المارينز المتواجدة غرب العراق والعشائر"، أكد زعيم قبلي بارز، وجود تنسيق عالٍ مع قنوات اتصال مباشرة بين مسلحي العشائر والقوات الأميركية، "في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب".

وأشار القائد العسكري لقوات العشائر في محافظة الأنبار، الشيخ ناظم عطا الله الجغيفي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الحكومة العراقية تخلّت عن العشائر، ولم تفِ بوعودها في تسليحها، في الوقت الذي تفتح مخازن السلاح أمام متطوعي الحشد الشعبي".

وأوضح الجغيفي، الذي تحدث من مدينة حديثة، غرب العراق التي تشهد معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أن "العبادي لا يريد تسليح العشائر، وهو يخشى ذلك لأسباب معروفة، على الرغم من صمودها بوجه داعش أكثر من أي تشكيل آخر".

ويضيف "تخلّى العبادي عن تسليحنا، مع أننا حاولنا معه، لكنه تذرّع بعدم امتلاكه السلاح، علماً أنه وضع مقدرات الجيش في تصرّف الآخرين". وتابع "طلبنا منه ذخيرة للأسلحة المتوسطة، لكنه اعتذر، على الرغم معرفته بخطورة الوضع لدينا، ووصول قوات إضافية لداعش من أجل إسقاط كل مدن الأنبار". وكشف الجغيفي "بات اتصالنا مفتوحاً مع القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد منذ أيام عدة، وننسّق سوياً الهجمات، وهم يوفرون غطاءً جوياً لذلك".


ولفت إلى أن "الاتصال الأخير مع القوات الأميركية تم يوم الأربعاء، بعد رصدنا أرتالاً كبيرة من داعش، تقدمت إلى المدينة، فدمّرتها طائرات تابعة للتحالف سريعاً". وشدد على أن "التنسيق مع الولايات المتحدة أفضل حالياً، لأنه لا يُرجى شيء من الحكومة".

وفي السياق، أفاد عميد ركن في الجيش العراقي، رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، أن "الجيش الأميركي المتواجد في قاعدة عين الأسد، أوجد وجوهاً قبلية جديدة للتعامل معها، وتخلّى عن تلك التي شكلت قوات الصحوة في العام 2006". وذكر أنه "بتنا نسمع عن زعامات عشائرية وشخصيات قيادية قبلية جديدة، تنسق وتجتمع مع الأميركيين. ويتم هذا الأمر خارج إطار الجيش والحكومة الاتحادية".

وشدد على أن "جميع الجهود تصبّ في إطار محاربة داعش، بالتالي جاء تواصل الأميركيين معهم، لتيقنهم من تحقيقهم نتائج عسكرية على الأرض ضد التنظيم. كما أنهم باتوا أكثر تماسكاً من بعض وحدات الجيش، التي تشهد حالات هروب شبه يومية في صفوفها".

المساهمون