العراق: العبادي يواجه انقلاباً داخل حزبه بقيادة المالكي

08 أكتوبر 2015
محاولات للإطاحة بالعبادي من داخل حزبه (Getty)
+ الخط -

تصاعدت حدّة الخلاف بين رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، مع سلفه نوري المالكي، لتصل إلى طريق مسدود، الأمر ‏الذي دفع الأخير إلى التآمر على الأوّل حزبيّا، لعزله من حزب الدعوة الإسلامي.‏


مصدر في التحالف الوطني الحاكم في البلاد، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخلاف بين العبادي والمالكي وصل إلى حدٍّ خطيرٍ ‏جدّا، بعد أن حاول الأوّل محاسبة الأخير على قضايا فساد خطيرة، كقضيّة سقوط الموصل التي ورد اسمه في تقرير لجنتها، فضلا ‏عن التصعيد الإعلامي بين الطرفين".‏

واعتبر أنّ "المالكي يمارس ضغوطا كبيرة على العبادي، لصرف نظره عن تلك الملفات، ويستخدم أوراق ضغط خطيرة ضد ‏العبادي، الأمر الذي وصل إلى حد الانشقاق داخل حزبهما (حزب الدعوة)"، لافتاً إلى أنّ "المالكي بدأ بشق صفوف الحزب لعزل ‏العبادي، من خلال شروعه في تشكيل (حزب الدعوة الإصلاحي)".‏

كما أشار إلى أنّ "التشكيل الجديد منبثق من داخل حزب الدعوة، لكنّ العبادي خارجه، وقد حظي (الحزب الجديد) بتأييد كبير من ‏قبل القادة الكبار لحزب الدعوة، الذين استطاع المالكي أن يجمعهم حوله"، مبينا أنّ "المالكي يعدُّ الآن النظام الداخلي للحزب الذي ‏سيتزعمه".‏

من جهته، رأى الخبير السياسي، رعد رشيد، أنّ "العبادي اليوم أصبح في وضع لا يُحسد عليه، بعد أن تنصلت عنه أكثر قوى ‏التحالف الوطني".‏

وقال رشيد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي على الرغم من خلافه المتجذّر مع المالكي، لكنّه أيضاً لم يحسن إدارة ‏الملفات السياسيّة داخل حزبه وتحالفه الوطني"، مبيناً أنّ "العبادي لم يبن لنفسه دعائم حكمه بعد، ولم تصبح له القوة الكافية، حتى ‏حاول التفرّد بالحكم وبإصدار القرار السياسي، من خلال إطلاق حملة الإصلاحات التي لم يستشر فيها أحدا".‏

وأضاف أنّ "العديد من قادة التحالف الوطني، وقادة حزب الدعوة هم قادة لمافيات الفساد في البلد، وأنّ الإصلاحات وإن لم ‏تطاولهم، لكنّها تهديداً لهم ولمشاريعهم في البلد، الأمر الذي جعلهم في صف واحد ضد العبادي".‏

وأشار إلى أنّ "المالكي وهو من قادة التحالف، استغلّ الموقف واستطاع أن يشق حزب الدعوة ويحشده ضدّ العبادي، الأمر الذي ‏سيتسبب في عزلة خطيرة للعبادي داخل الحزب وداخل التحالف".‏

إلى ذلك، أكّد أنّ "نتائج ذلك ستظهر على أداء العبادي الذي سيصبح مكبّلا بقيود الحزب والتحالف، الأمر الذي سيسلبه الكثير من ‏سلطته وصلاحياته، كما حدث من خلال توقيع قادة التحالف الاتفاق الرباعي بمعزل عن العبادي"، مضيفا "هذه الخطوة ‏ستتبعها بالتأكيد خطوات أخرى، قد تتسبب في الإطاحة بالعبادي من داخل حزبه وتحالفه".‏

اقرأ أيضا: واشنطن تمنع العراق من أيّ اتفاق عسكري مع روسيا