العراق: الحلبوسي يتسلم مهامه وتحديد موعد انتخاب رئيس الجمهورية

16 سبتمبر 2018
استمرار الخلافات بشأن الكتلة الكبرى (مهند فلاح/Getty)
+ الخط -
تسلّم رئيس البرلمان العراقي الجديد، محمد الحلبوسي، اليوم الأحد، مهامه بإدارة البرلمان رسمياً، بعدما تمّ الانتهاء من انتخاب نائبين له، هما حسن كريم ورشيد الحداد، محدداً يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الحالي، موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية.

ويعتبر انتخاب رئيس للجمهورية من المكون الكردي، الخطوة الثانية بعد استكمال اختيار هيئة رئاسة جديدة للبرلمان، وسيقوم رئيس الجمهورية بدوره بتكليف مرشح الكتلة الأكبر عدداً بتشكيل الحكومة، وهي الفقرة التي تعتبر أساس الخلافات الحالية بين الكتل الشيعية، إذ لم يحسم حتى الآن لصالح من سيكون لقب "الكتلة الأكبر عددا".

الحلبوسي إلى البصرة

وعند اكتمال مهمة حسم هيئة الرئاسة، سلّم رئيس السن في البرلمان العراقي الجديد، محمد علي زيني، إدارة الجلسة إلى الحلبوسي ونائبيه، ليعلن الحلبوسي أنّ "الدورة البرلمانية الحالية ستعمل على إعادة الإعمار وتوفير الخدمات في البلاد، وسنعمل على تكثيف الرقابة ومحاسبة الفساد، وسنلبي طموح الشعب".

وأكد الحلبوسي أنه "لن أكون لمكون معين، بل لجميع العراقيين، وسنعمل مع المؤسسة التشريعية لخدمة الشعب العراقي، وسنبذل جهودنا من أجل الدفاع عن العراق واستقلاله"، مشدداً على "ضرورة تحقيق عملية الإصلاح وإنهاء الشعارات الزائفة، والعمل على الإيفاء بالوعود"، مؤكدا "ستتم محاسبة كل من يستهدف المؤسسة التشريعية كائنا من يكون".

ووافق الحلبوسي على طلبٍ موقع من عدد من النواب، لـ"استضافة وزراء الصحة والبلديات والموارد المائية، بشأن أزمة البصرة"، مؤكداً "التوجه غداً إلى البصرة، للاطلاع على واقعها الخدمي والبحث عن حلول لأزمتها".

وبخصوص انتخاب رئيس الجمهورية، أكّد أنّ بعد غد، الثلاثاء، "سيكون موعداً للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية"، مبينا أنّ "فتح باب الترشح سيكون إلكترونياً، من خلال إعلان الموعد عن طريق الموقع الإلكتروني للبرلمان". ومن ثمّ أعلن رفع الجلسة إلى يوم الثلاثاء المقبل.

ووفقاً لتسريبات من داخل أروقة المنطقة الخضراء، فإنّه من المقرر أن يسمي الجانب الكردي، خلال اليومين المقبلين، مرشحه لرئاسة الجمهورية، وسط تداول أسماء عديدة لهذا المنصب، الذي يعد تشريفياً، ولا يملك صلاحيات تنفيذية. 

ومن بين الأسماء المرشحة، نائب رئيس الوزراء الأسبق برهم صالح، ووزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري، ورئيس هيئة المستشارين في ديوان الرئاسة حالياً عبد اللطيف رشيد. 

وأكد مسؤول حكومي عراقي لـ"العربي الجديد"، أنه "من المفترض أن يحسم الكرد مرشحهم للمنصب خلال اليومين المقبلين، وهناك مباحثات بين القوى الكردية حيال الموضوع".

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن "الأسماء المرشحة حالياً تخضع للدراسة، ويجب أن يوافق عليها الشيعة والسنة قبل تمريرها إلى البرلمان"، واصفاً المنصب بأنه "خارج حسابات الإيرانيين أو الأميركيين، كونه تشريفياً ومن دون صلاحيات"، على حدّ قوله.

من جهته، دعا رئيس تحالف "الحكمة"، عمار الحكيم، إلى "عدم جعل البرلمان حلبة للنزاعات الفئوية وتصفية الحسابات الشخصية"، مضيفاً في بيان صحافي، أنه "يجب أن يكون هناك عمل دؤوب في البرلمان لإنصاف شعبنا، من خلال تمرير القوانين المعطلة منذ عدة دورات بفعل المناكفات السياسية".

وشدّد الحكيم على "ضرورة ألا تكون قبة المجلس النيابي حلبة للصراع، بل يجب أن تكون مجالاً لمراعاة المصلحة الوطنية العليا، وتغليبها على المصالح الخاصة".

وبرفع الجلسة، تكون الجلسة البرلمانية الأولى قد انتهت بعد جدل سياسي أثير بشأن تركها مفتوحة لمدة 14 يوماً، بسبب الخلافات والصراعات السياسية.




الحداد نائباً ثانياً

وكان البرلمان العراقي قد استكمل، اليوم الأحد، رئاسته، باختيار بشير الحداد نائباً ثانياً لرئيس البرلمان، وذلك بعد توافق كردي بشأن تسميته للمنصب.

ومع انتهاء عملية اختيار النائب الثاني، يكون البرلمان العراقي قد انتهى من بناء نفسه دستورياً، وبات السلطة الشرعية الوحيدة حالياً في البلاد.

وحول اختيار الحداد، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، فارس البريفكاني، في تصريح صحافي في وقت سابق، إنّ "هناك توافقاً سياسياً بين الاتحاد والديمقراطي على ترشيح الحداد لهذا المنصب"، مبينا أنّ كتلته "لم تتلق أي طلب رسمي بشأن استبدال الحداد بشخصية أخرى، وما تتم إثارته بهذا الخصوص عار من الصحة".

وكان البرلمان العراقي قد ترك جلسته مفتوحة، أمس، بعدما أخفق في اختيار النائب الثاني لرئيس المجلس، بعد تنافس ثلاثة مرشحين، هم بشير الحداد وأحمد حمه ومثنى أمين، ولم يحصل أي منهم على الأصوات التي تؤهله للمنصب.

وأمس، السبت، اختير محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، بدعم من المعسكر المعروف بقربه من إيران، على حساب مرشحي المعسكر الثاني (حيدر العبادي - مقتدى الصدر)، فيما اختير حسن كريم الكعبي، وهو عضو في التيار الصدري، نائباً له.