العراق: الإعلان عن تقديم ثلاثة وزراء استقالاتهم

24 فبراير 2016
الوزراء يلقون الكرة في ملعب العبادي (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت كتلة المجلس الإسلامي الأعلى، أحد مكونات التحالف الوطني الحاكم في العراق، عن تقديم وزرائها استقالاتهم إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما وضعت شروطا على العبادي للقبول بها، في وقت فسّر هذا الإجراء على أنّه محاولة لإلقاء الكرة في ملعب العبادي وخطوة للكسب الإعلامي.


ويأتي الإعلان بعد يومين من نشر "العربي الجديد" تقريرا أكد فيه تقديم الوزراء الثلاثة استقالاتهم.

وقال رئيس المجلس، عمّار الحكيم، خلال كلمة له مساء الأربعاء، إنّ "الوضع السياسي في العراق شهد أخيرا أحداثا متسارعة اختزلت إلى درجة أن ظنّ البعض أنّ أزمة البلد محصورة بالتغيير الوزاري، وأنّه في حال حدث التغيير فإنّ الأوضاع ستكون مثاليّة وتختفي كل المشاكل والأزمات".

اقرأ أيضاً: العراق: ثلاثة وزراء يقدمون استقالاتهم للعبادي تمهيدا للتعديل الحكومي

وأضاف أنّ "هناك حاجة إلى معرفة أسباب وتقييم الإصلاح"، مؤكّدا أنّ "مساواة الكفوء بغير الكفوء والناجح بالفاشل هو هروب إلى أمام".

وأشار إلى أنّ "وزراء كتلته قدّموا استقالاتهم للعبادي، لكنّ تلك الاستقالات ليست مفصولة عن إصلاح حقيقي واضح وشفّاف"، مشدّدا على أن "يكون قبول أيّ استقالة مبنيّا على أساس السبب الذي تبديه اللجنة المختصّة".

وأبدى دعمه لـ"رؤية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتشكيل لجنة لتقييم أداء الوزراء".

اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يحرّض الشارع العراقي لمظاهرات واسعة الجمعة المقبلة

وتأتي استقالات وزراء كتلة المجلس الأعلى في وقت يجري فيه الحديث عن مخالفة كتل التحالف الوطني، وخصوصاً كتلة المجلس الأعلى لتوجه العبادي نحو التغيير الوزاري. وكان زعيم المجلس عمّار الحكيم، أول من انتقد مشروع التغيير الوزاري الذي أطلقه العبادي.

من جهته، حذّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من "أزمات شديدة قد تعصف في العراق". وقال المتحدّث باسم الصدر، صلاح العبيدي، في حديث متلفز، إنّ "البلد قد يمرّ بأزمات شديدة منها أمنية، وقد تؤدي إلى انهيار العراق"، مشيرا إلى أنّ "العبادي يشكو من تكبيله من قبل بعض الكتل ما يعيقه عن الخوض بعملية التغيير الوزاري".

وأشار إلى أنّه "لم يظهر، حتى الآن، من كتل التحالف الوطني موقف موحد تجاه التغيير، إذ إنّ بعض الكتل أيّدت التغيير الوزاري وبعضها عرضت تغيير وزرائها مشترطة أن يكون لها دور بترشيح الشكليات المستقبلية للعمليّة السياسيّة، وبعضها ساكتة، وأخرى تعدّ التغيير لا ضمانات فيه للاستحقاقات الانتخابية".

وأكّد أنّ "العبادي لم يحسن التصرف واستثمار التفويض السابق الذي منح له من البرلمان".

بدوره، رأى الخبير السياسي صباح النعيمي، أنّ "عرض كتلة المجلس الإسلامي استقالة وزرائها، هو مجرّد محاولة لإلقاء الكرة في ملعب العبادي وخطوة للكسب الإعلامي".

وأوضح النعيمي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكيم أول من اعترض على توجه العبادي نحو التغيير، وحديثه اليوم هو محاولة لتلميع صورة كتلته أمام الكتل الأخرى، وإلّا فكيف يتحدث عن استقالات وزرائه ويفرض شروطا لقبولها؟".

وأشار إلى أنّ "العبادي يتعرض إلى مؤامرة من داخل تحالفه الوطني، وهناك شبه اتفاق بين كتلتي الصدر والحكيم على وضع العراقيل بوجه العبادي، في وقت يتحدثان فيه عن رغبتهم بالتغيير والإصلاح".

وأشار إلى أنّ "كتل التحالف الوطني حريصة على الحفاظ على مكاسبها السياسيّة من خلال الحفاظ على دورها الكبير في الحكومة الحاليّة، وستتمسّك بذلك الدور مهما كلّفها".

وكشفت دعوة رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي لإجراء تغيير وزاري شامل، عن الجهات غير الداعمة له من داخل تحالفه الوطني، والتي تحاول استغلال الفرص للإيقاع بحكومته في حال مسّت بمصالحها.

يشار إلى أنّ دعوة العبادي لإجراء تغيير وزاري جوهري أثارت انتقاد كبيرا من داخل كتل تحالفه الوطني، إذ كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمّار الحكيم، وهو من أكبر حلفاء العبادي داخل التحالف، عن رغبته بأن يطاول التغيير رئيس الوزراء، فيما قدّم زعيم التيار الصدري ورقة إصلاحات جديدة تتعارض مع إصلاحات العبادي، ليحتدم الصراع داخل كتل التحالف مع رئيس الوزراء.