وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" جو ستورك، في بيان صحافي إنّ "محاكمة المدانين الـ 24 بارتكاب جريمة سبايكر، والتي تمت محاكمتهم في الثامن من تموز الحالي غير عادلة".
وأضاف أنّ "محاكمة هؤلاء استمرت لساعتين فقط، ومُنع فيها الدفاع من ممارسة حقه في تقديم شهود وأدلة"، مشيراً الى أنّ "قتل المئات من الطلاب جريمة مروّعة، ولذلك فإن إجراء محاكمة عادلة في حق المتهمين دليل على التزام العراق بإصلاح منظومته القضائية".
اقرأ أيضاً: إعدامات "سبايكر": اتهامات بالتسييس وانتقام من صدّام
وأكّد أهمية "إطلاع عائلات ضحايا المذبحة وجميع العراقيين على الرواية الكاملة لما حصل في القاعدة، وتحديد المسؤول عن عمليات القتل المأساوية"، مشيراً إلى أنّ "الإدانات التي وجهت إلى 24 شخصاً في هذه القضية وحُكم عليهم بالإعدام، لم تستغرق سوى ساعتين، ولم يُسمح لهم بتقديم أدلة أو الاعتراض على الأدلة المستخدمة ضدّهم"، لافتاً إلى أن "هذه المحاكمة الجائرة لم تضمن تقديم الجناة الحقيقيين المسؤولين عن مقتل 1700 طالب إلى العدالة". وشدّد أنّه "يتعين على السلطات العراقية أن تعيد المحاكمة".
بدوره، قال المحامي العراقي حبيب القريشي الذي أكد بيان المنظمة أنّه حضر المحاكمة كملاحظ مستقل، إنّ "المحكمة لم تمض أكثر من خمس دقائق لدراسة قضايا المتهمين على حدة"، موضحاً أنها "أصدرت أحكامها بعد مداولات لم تتجاوز دقيقتين".
وبحسب القريشي فإن "جميع المتهمين أنكروا التهم الموجهة إليهم، وزعموا أنّ مسؤولين انتزعوا منهم اعترافات تحت التعذيب أثناء الاحتجاز السابق للمحاكمة، وتم اعتماد هذه الاعترافات كمصدر رئيسي للأدلة المستخدمة ضدّهم"، معتبراً أنّ "المحكمة تجاهلت مزاعم المتهمين بالتعرض إلى التعذيب، ومنعتهم من تقديم أدلة قد تشكك في صحة التهم".
وأكّد القريشي أن "بعض المتهمين زعموا أنهم لم يكونوا في تكريت يوم المجزرة، وأنّ المحكمة لم تسمح لهم باستدعاء شهود ليؤكدوا مزاعمهم".
وأضاف "جميع المتهمين الـ28 لم يحصلوا على تمثيل قانوني من اختيارهم أثناء المحاكمة، بل قامت المحكمة بتعيين محامين من اختيارها، ولم يتقابلوا معهم بشكل مسبق، ولم يرافعوا عنهم أثناء المحاكمة".
وكان القضاء العراقي، قد أصدر في الثامن من يوليو/تموز الحالي، أحكاماً بإعدام 24 متهماً شنقاً بعد إدانتهم بارتكاب مجزرة "سبايكر". الأحكام صدرت في جلسة واحدة، ما أثار انتقادات حول سرعة النطق بالحكم وتسييسه، خصوصاً أن بعض المدانين من أقرباء الرئيس السابق صدام حسين، وسط أنباء عن عدم وجودهم بتكريت إبان وقوع المجزرة التي راح ضحيتها المئات من الطلبة والجنود في قاعدة سبايكر العسكرية.
اقرأ أيضاً: العراق: "داعش" ينشر شريطاً لمجزرة "سبايكر"