العراق: "داعش" يتقدّم في الأنبار ويقتل ويأسر أمراء أفواج

11 ديسمبر 2014
"داعش" يستغل انشغال الأمن بمراسم عاشوراء (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

استطاع تنظيم "الدولة الاسلامية"، (داعش)، أن يسحب البساط من تحت أقدام الأجهزة الأمنية ليمسك بزمام المبادرة على جبهات عدة في الأنبار وصلاح الدين وديالى.

وتمكن التنظيم، اليوم الخميس، من تحقيق تقدم نوعي بمعركة حسمها خلال ساعات قليلة في قضاء هيت بمحافظة الانبار، مستغلاً انشغال الأجهزة الأمنية بتأمين مراسم زيارة عاشوراء.

وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، مزهر الملا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "(داعش) شن هجوماً مباغتاً على قضاء هيت واشتبك مع القطعات العسكرية المتواجدة في القضاء، وخاض معركة معها لساعات قليلة، تمكن خلالها من حسم المعركة والسيطرة على قريتين مهمتين في القضاء قرب الدولاب"، مضيفاً أن "التنظيم أنهى معركته اليوم وفرض سيطرته على القريتين، فيما تحاول القوات الأمنية لملمة نفسها وإعادة ترتيب قطاعتها لمحاولة استعادة المنطقة".

وأشار الملا إلى أنّ "خسائر الجيش لم تتضح بشكل جلي بعد، لكن المعلومات المتوفرة تؤكّد مقتل وإصابة العديد من الضباط، وأسر أمراء أفواج وضباط آخرين، فضلاً عن أسر العديد من الجنود".

وحمّل الحكومة مسؤولية هذا "الانهيار في ساحة المعركة، وذلك بسبب انشغالها بخطة تأمين الزيارة وترك جبهة الأنبار، فضلاً عن ترك عشائر المحافظة بلا سلاح"، مضيفاً أننا "فقدنا الثقة بالحكومة التي تتجاهل مطالب المحافظة وتتركها لقمة سائغة لـ(داعش)، وسنلجأ إلى جهات خارجية للحصول على دعمها لأبناء الأنبار".

واستطاع تنظيم "داعش" أن يحرز تقدماً على جبهات عدة، في الأنبار وصلاح الدين وديالى، خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي دفع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى إصدار بيان طالب فيه بالتأهب لإعلان الجهاد خلال 48 ساعة، "نظراً للظروف الراهنة الاستثنائية والخطر المحدق بمدينة سامراء".

وكان ضابط في الجيش العراقي برتبة مقدم، يدعى نوفل الحسني، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم (داعش) شن هجوماً عنيفاً على بلدتي دجلة والمعتصم من عدة محاور مستخدماً انتحاريين والمئات من المقاتلين، ما اضطر الجيش والميليشيات التي تسانده إلى الانسحاب تكتيكياً من البلدتين بعد سقوط خسائر في صفوفه".

من جهته، برّر قائد شرطة ديالى، الفريق الركن جميل الشمري، في بيان صحافي، تأخر حسم المعركة مع (داعش) إلى "وجود المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وأن القوات الأمنية تخشى وقوع ضحايا بينهم"، مؤكداً أنّ "وجود المدنيين يعيق ويؤخر من تحرير مناطق المحافظة".

في غضون ذلك، وصل وزير الدفاع، خالد العبيدي، اليوم الخميس، إلى محافظة كربلاء لمتابعة سير خطة تأمين الزيارة الأربعينية.

وذكر بيان للوزارة أن "العبيدي قام بجولة تفقدية للاطلاع على أداء القوات الأمنية المنتشرة في المحافظة المسؤولة عن توفير الحماية للزائرين"، مضيفاً أن "الوزير التقى بعدد من الزائرين وأصحاب المواكب الذين عبّروا عن ارتياحهم من الإجراءات الأمنية المتخذة ولدور القوات الأمنية في توفير الحماية لهم".