أم عبد الله، امرأة فلوجية نزحت إلى كردستان العراق هرباً من المواجهات العسكرية والبراميل المتفجرة، التي كانت تثير فيها وفي أبنائها الفزع. هي تسكن اليوم ومعها أبناؤها الأيتام في أطراف مدينة أربيل، في بيت متهالك من الداخل والخارج. يقول الناشط الذي يعمل في إغاثة وتعليم النازحين، رافع الحلبوسي، "عندما سمعت بقصة هذه العائلة، وحكاية فقرها، قررت الذهاب لزيارتها، رغم بُعد مسكنهم، وكنت أحمل معي بعض المواد الغذائية وكيلوغراماً من اللحم، فلما رأتنا أم عبد الله، بكت وهي تقسم بأنها لم تذق طعم اللحم هي وأبناؤها الصغار منذ أربعة أشهر".
ويضيف الحلبوسي، في حديث مع "العربي الجديد"، "أم عبد الله، هي قصة واحدة من آلاف القصص التي سمعناها وعاينّاها بأنفسنا، ولا أنسى تلك المرأة الصابرة بعدما فقدت خمسة من أولادها دفعة واحدة، جراء القصف بالبراميل المتفجرة، كما لا أنسى قصة الشيخ الضرير الذي ذهبتُ لأقدّم له سلّة غذاء فبادرني بالقول، إنه يملك ما يكفيه اليوم وغداً، بينما جارته لديها عدة بنات أيتام وربما تكون أحوج منه لهذه السلة الغذائية".
اقرأ أيضا: بالشهادات... منظمات "إنسانية" تعيث فساداً في العراق
المدير التنفيذي لمنظمة سبل السلام للإغاثة الإنسانية، ضرغام الدليمي، يتحدث بدوره لـ"العربي الجديد"، عن الأوضاع الإنسانية السيئة التي تسبب بها النزوح في العراق. ويبدأ حديثه عن جسر بزيبز حيث "يعد هذا الجسر المعبر الوحيد الذي يربط محافظة الأنبار بالعاصمة بغداد من جهة عامرية الفلوجة، والذي أغلقته الحكومة العراقية بوجه النازحين الفارين من مناطق القتال، علماً أن الجسر يبعد عدة كيلومترات عن ناحية العامرية، ما أجبر النازحين على الجلوس تحت ظلال الأشجار لعدة أيام، في أيام الحر الشديد والتي تجاوزت فيها درجة الحرارة 47 مئوية، ما تسبب بوفاة أكثر من 7 أطفال و5 من كبار السن، ووضعت بعض النساء حملهن عند هذا الجسر. أما مخيم عربد في السليمانية، فحصلت فيه 9 وفيات بين أطفال ونساء، بالإضافة إلى انتشار الأمراض في هذه المخيمات، ومنها أمراض جلدية غير معهودة سابقاً".
من جهة أخرى، يضيف الدليمي، إن "الأطفال، الذين يعيشون في المخيمات الآن لا يذهبون إلى المدارس، ما يهدد بضياع مستقبلهم، أما النازحون في المدن، فقد فتحت لهم بعض المدارس التي استوعبت بعضهم، ولم تستوعب آخرين ممن لم تكن أسرهم قادرة على دفع بعض النفقات من أجور نقل وغيرها".
وبخصوص مصادر الدخل، يقول الدليمي: "لا توجد مصادر دخل لدى النازحين سوى الموظفين منهم، ولكن حتى هؤلاء الآن لا يتقاضون أي راتب بعد القرار الحكومي الأخير بوقف الرواتب عمّن لم يلتزم وظيفته، ويؤكد الخبراء أن الكوارث ستحل بالنازحين في الفترة المقبلة، ونحن على أبواب الشتاء، إذا لم تظهر مبادرات بحلول سريعة".
اقرأ أيضا: العراقيون يعيشون الفقر فوق بركة نفط
الدليمي يقدّر "عدد النازحين في العراق بـ5 ملايين نازح، بينهم 10% تقريباً من السوريين الذين هربوا بدورهم بسبب الصراع الدائر في بلدهم، وأكثر هذه العوائل تعيش اليوم داخل إقليم كردستان العراق"، بينما قدّر بيان صادر عن بعثة يونامي التابعة للأمم المتحدة، أعداد النازحين بـ3.25 ملايين نازح تقريباً، منذ بداية العام الماضي ولغاية منتصف الشهر السادس من العام الحالي".
النازح عمر الطيب يؤكد بدوره، أنه "لولا إغاثة بعض المنظمات لكانت مأساة النازحين أكبر بكثير ممّا هي عليه". أما النازح علي العبيدي، فيوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة هي السبب في ما يمر به الشعب العراقي، وذلك بسبب الفساد الإداري والمالي، ما جعلنا فقراء في بلد الخيرات"، ويضيف العبيدي، "هناك إجراءات حكومية تجاه النازحين، تقابلها إجراءات سلبية عديدة، كتضييق الإجراءات الأمنية على النازحين وإغلاق أكثر المنافذ، وقطع الرواتب عن الموظفين، ومنع النازحين من دخول بغداد إلا بكفيل، وعدم نقل الحصة التموينية من المناطق الساخنة إلى مناطق النزوح".
ويضيف الحلبوسي، في حديث مع "العربي الجديد"، "أم عبد الله، هي قصة واحدة من آلاف القصص التي سمعناها وعاينّاها بأنفسنا، ولا أنسى تلك المرأة الصابرة بعدما فقدت خمسة من أولادها دفعة واحدة، جراء القصف بالبراميل المتفجرة، كما لا أنسى قصة الشيخ الضرير الذي ذهبتُ لأقدّم له سلّة غذاء فبادرني بالقول، إنه يملك ما يكفيه اليوم وغداً، بينما جارته لديها عدة بنات أيتام وربما تكون أحوج منه لهذه السلة الغذائية".
اقرأ أيضا: بالشهادات... منظمات "إنسانية" تعيث فساداً في العراق
المدير التنفيذي لمنظمة سبل السلام للإغاثة الإنسانية، ضرغام الدليمي، يتحدث بدوره لـ"العربي الجديد"، عن الأوضاع الإنسانية السيئة التي تسبب بها النزوح في العراق. ويبدأ حديثه عن جسر بزيبز حيث "يعد هذا الجسر المعبر الوحيد الذي يربط محافظة الأنبار بالعاصمة بغداد من جهة عامرية الفلوجة، والذي أغلقته الحكومة العراقية بوجه النازحين الفارين من مناطق القتال، علماً أن الجسر يبعد عدة كيلومترات عن ناحية العامرية، ما أجبر النازحين على الجلوس تحت ظلال الأشجار لعدة أيام، في أيام الحر الشديد والتي تجاوزت فيها درجة الحرارة 47 مئوية، ما تسبب بوفاة أكثر من 7 أطفال و5 من كبار السن، ووضعت بعض النساء حملهن عند هذا الجسر. أما مخيم عربد في السليمانية، فحصلت فيه 9 وفيات بين أطفال ونساء، بالإضافة إلى انتشار الأمراض في هذه المخيمات، ومنها أمراض جلدية غير معهودة سابقاً".
من جهة أخرى، يضيف الدليمي، إن "الأطفال، الذين يعيشون في المخيمات الآن لا يذهبون إلى المدارس، ما يهدد بضياع مستقبلهم، أما النازحون في المدن، فقد فتحت لهم بعض المدارس التي استوعبت بعضهم، ولم تستوعب آخرين ممن لم تكن أسرهم قادرة على دفع بعض النفقات من أجور نقل وغيرها".
وبخصوص مصادر الدخل، يقول الدليمي: "لا توجد مصادر دخل لدى النازحين سوى الموظفين منهم، ولكن حتى هؤلاء الآن لا يتقاضون أي راتب بعد القرار الحكومي الأخير بوقف الرواتب عمّن لم يلتزم وظيفته، ويؤكد الخبراء أن الكوارث ستحل بالنازحين في الفترة المقبلة، ونحن على أبواب الشتاء، إذا لم تظهر مبادرات بحلول سريعة".
اقرأ أيضا: العراقيون يعيشون الفقر فوق بركة نفط
الدليمي يقدّر "عدد النازحين في العراق بـ5 ملايين نازح، بينهم 10% تقريباً من السوريين الذين هربوا بدورهم بسبب الصراع الدائر في بلدهم، وأكثر هذه العوائل تعيش اليوم داخل إقليم كردستان العراق"، بينما قدّر بيان صادر عن بعثة يونامي التابعة للأمم المتحدة، أعداد النازحين بـ3.25 ملايين نازح تقريباً، منذ بداية العام الماضي ولغاية منتصف الشهر السادس من العام الحالي".
النازح عمر الطيب يؤكد بدوره، أنه "لولا إغاثة بعض المنظمات لكانت مأساة النازحين أكبر بكثير ممّا هي عليه". أما النازح علي العبيدي، فيوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة هي السبب في ما يمر به الشعب العراقي، وذلك بسبب الفساد الإداري والمالي، ما جعلنا فقراء في بلد الخيرات"، ويضيف العبيدي، "هناك إجراءات حكومية تجاه النازحين، تقابلها إجراءات سلبية عديدة، كتضييق الإجراءات الأمنية على النازحين وإغلاق أكثر المنافذ، وقطع الرواتب عن الموظفين، ومنع النازحين من دخول بغداد إلا بكفيل، وعدم نقل الحصة التموينية من المناطق الساخنة إلى مناطق النزوح".