بين لحظة الطفولة الأولى حين صعدت إلى المسرح لأغني بصوت قويّ أمام المعلمات والطالبات: عيوننا إليك ترحل كل يوم، للقدس التي تربينا على حبّها ومحاولة زرع تحريرها في نفوسنا.
هيام عز الدين (24 عاماً)، فتاة عراقية لاجئة في الأردن، تركت العراق قبل سنوات بسبب الحرب، تشارك هيام في كل الفعاليات التي تخص القضية الفلسطينية المقامة في عمّان، وتحرص على قراءة ومتابعة والكتابة عن القضية الفلسطينية التي تهتم بها كثيرا، حين سألتها عن اهتمامها هذا، وكيف استطاعت الحفاظ عليه رغم ما عاشته في العراق، وإبقاءه ضمن أولوياتها أجابت: إن معاناتي هي الدافع الأول لاهتمامي بالقضية الفلسطينية، لطالما عايشت مآسي القضية الفلسطينية من خلال الكتب والأخبار، لكن بعد الاحتلال الأميركي وتدهور أوضاعنا في العراق لمست حجم معاناة الشعب الفلسطيني، وقد كنت أقوم بزيارة الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات عمّان، كانت وجوههم الدامية تبث كل تفاصيل الحرب، لكنها كانت تعزّز الإيمان في قلبي، وتجعلني أقوى على مواجهة حزني العراقيّ الخاص، ومعاناتي التي عشتها.
بعد الاحتلال الأميركي للعراق، انشغل العراقيون بالاحتلال والحروب التي اشتعلت في أراضيهم، والموت، والطائفية التي بدّدت آخر الأحلام العراقية بوطن متوحّد وحر، لم يعد العراقيون يكترثون كثيرا لما يجري في البلدان العربية الأخرى، بل صار العراقيون يرون أن البلدان العربية، كانت السبب في حال العراقيين وما وصلوا إليه من خراب وحروب ودمار، لكن هذا لم يمنع الكثير من الشباب العراقيين من الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فالشباب العراقي كان يرى أن مأساة وطنه جزء من مأساة أكبر، ابتدأت منذ احتلال فلسطين، فكل ما يجري في بلداننا ينبغي ألاّ يجعلنا ننشغل عن فلسطين.
الاهتمام الحكومي تجاه القضية الفلسطينية لم يعد كالسابق أيضا، فبينما كان صدام ينصّب نفسه قائداً للقضية الفلسطينية ويقدّم الكثير من الشعارات العروبية التي تحرّك الجماهير دون أن يفعل شيئاً حقيقياً من أجل القضية الفلسطينية، انشغلت الحكومات العراقية بعد الاحتلال بالعمل في عراق مفكّك وضائع، لا يكترث كثيراً لما يجري حوله، تأكله الحروب والانقسامات الداخلية.
هيام عز الدين (24 عاماً)، فتاة عراقية لاجئة في الأردن، تركت العراق قبل سنوات بسبب الحرب، تشارك هيام في كل الفعاليات التي تخص القضية الفلسطينية المقامة في عمّان، وتحرص على قراءة ومتابعة والكتابة عن القضية الفلسطينية التي تهتم بها كثيرا، حين سألتها عن اهتمامها هذا، وكيف استطاعت الحفاظ عليه رغم ما عاشته في العراق، وإبقاءه ضمن أولوياتها أجابت: إن معاناتي هي الدافع الأول لاهتمامي بالقضية الفلسطينية، لطالما عايشت مآسي القضية الفلسطينية من خلال الكتب والأخبار، لكن بعد الاحتلال الأميركي وتدهور أوضاعنا في العراق لمست حجم معاناة الشعب الفلسطيني، وقد كنت أقوم بزيارة الجرحى الفلسطينيين في مستشفيات عمّان، كانت وجوههم الدامية تبث كل تفاصيل الحرب، لكنها كانت تعزّز الإيمان في قلبي، وتجعلني أقوى على مواجهة حزني العراقيّ الخاص، ومعاناتي التي عشتها.
بعد الاحتلال الأميركي للعراق، انشغل العراقيون بالاحتلال والحروب التي اشتعلت في أراضيهم، والموت، والطائفية التي بدّدت آخر الأحلام العراقية بوطن متوحّد وحر، لم يعد العراقيون يكترثون كثيرا لما يجري في البلدان العربية الأخرى، بل صار العراقيون يرون أن البلدان العربية، كانت السبب في حال العراقيين وما وصلوا إليه من خراب وحروب ودمار، لكن هذا لم يمنع الكثير من الشباب العراقيين من الاهتمام بالقضية الفلسطينية، فالشباب العراقي كان يرى أن مأساة وطنه جزء من مأساة أكبر، ابتدأت منذ احتلال فلسطين، فكل ما يجري في بلداننا ينبغي ألاّ يجعلنا ننشغل عن فلسطين.
الاهتمام الحكومي تجاه القضية الفلسطينية لم يعد كالسابق أيضا، فبينما كان صدام ينصّب نفسه قائداً للقضية الفلسطينية ويقدّم الكثير من الشعارات العروبية التي تحرّك الجماهير دون أن يفعل شيئاً حقيقياً من أجل القضية الفلسطينية، انشغلت الحكومات العراقية بعد الاحتلال بالعمل في عراق مفكّك وضائع، لا يكترث كثيراً لما يجري حوله، تأكله الحروب والانقسامات الداخلية.
مها حسين ( 45 عاما) مدرّسة تعمل في إحدى مدارس بغداد، وناشطة مجتمع مدني.. ترى مها، التي عاشت معاناة كبيرة من خلال اعتقال القوات الأميركية لزوجها سنة 2004، أن اهتمامها قلّ تجاه القضية الفلسطينية بعد الاحتلال الأميركي، وتأسف لذلك بقولها: يبدو أنهم أرادوا شغلنا بهموم كثيرة، لإبعادنا عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية التي تربّينا على حبّها، لأن الاحتلال الأميركي وما جاء بعده، جعلنا نغفل عن القضية الفلسطينية، وننشغل بمعاناتنا الخاصة في العراق، لم أعد كالسابق، لم أعد اكترث كثيراً لما يجري في فلسطين، صرنا غارقين في مأساتنا، عن مآسي الآخرين، كما انني حين كنت أشاهد الصراع بين الفصائل الفلسطينية أشعر باليأس، وأقول أحيانا إن القضية الفلسطينية انتهت.
وعن كيفية إحياء القضية الفلسطينية في الأجيال تقول مها: علينا أولا أن نركّز في تربية أطفالنا على الاهتمام بقضايا وطنهم، فإن لم يستطيعوا أن يعيدوا لأوطانهم حريّتها وأمنها، فكيف سيمكنهم فعل ذلك مع فلسطين؟ إن الشاب الذي لا يهمّه وطنه، لن يهمّه أي وطن آخر، كنا في السابق نقوم بعمل مهرجانات للأطفال في المدارس حول المعاناة الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا لم يعد موجوداً اليوم.
بين اللحظة الأولى، وبين الساعات الأخيرة التي كان علينا أن نغادر الأنبار فيها، ونسير في طريق نزوح طويل، وبينما كنت منشغلة بهمّي الخاص، فلا أستطيع التفكير في شيء آخر غير هذه اللحظة التي أعيشها، كانت أمي على النقيض مني، تلملم الأغراض بهدوء وتقول لنا: لا بأس، لسنا وحدنا الذين سنخرج، قبلنا خرج الفلسطينيون وما عادوا إلى بلادهم، اكتشفت أيضاً كم أنني بعيدة عن القضية الفلسطينية بالتحديد، التي كنت أكرّس الكثير من وقتي لها، حتى حفظت كلّ أغاني المقاومة الفلسطينية، فهذا الجرح العراقي، امتداد لجروح أمتنا العربية والإسلامية المختلفة، وكلها ابتدأت باحتلال فلسطين.. ولمداواة الجروح، علينا أن نداوي الجرح الأول ليُشفى الجسد كلّه.
(العراق)
وعن كيفية إحياء القضية الفلسطينية في الأجيال تقول مها: علينا أولا أن نركّز في تربية أطفالنا على الاهتمام بقضايا وطنهم، فإن لم يستطيعوا أن يعيدوا لأوطانهم حريّتها وأمنها، فكيف سيمكنهم فعل ذلك مع فلسطين؟ إن الشاب الذي لا يهمّه وطنه، لن يهمّه أي وطن آخر، كنا في السابق نقوم بعمل مهرجانات للأطفال في المدارس حول المعاناة الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذا لم يعد موجوداً اليوم.
بين اللحظة الأولى، وبين الساعات الأخيرة التي كان علينا أن نغادر الأنبار فيها، ونسير في طريق نزوح طويل، وبينما كنت منشغلة بهمّي الخاص، فلا أستطيع التفكير في شيء آخر غير هذه اللحظة التي أعيشها، كانت أمي على النقيض مني، تلملم الأغراض بهدوء وتقول لنا: لا بأس، لسنا وحدنا الذين سنخرج، قبلنا خرج الفلسطينيون وما عادوا إلى بلادهم، اكتشفت أيضاً كم أنني بعيدة عن القضية الفلسطينية بالتحديد، التي كنت أكرّس الكثير من وقتي لها، حتى حفظت كلّ أغاني المقاومة الفلسطينية، فهذا الجرح العراقي، امتداد لجروح أمتنا العربية والإسلامية المختلفة، وكلها ابتدأت باحتلال فلسطين.. ولمداواة الجروح، علينا أن نداوي الجرح الأول ليُشفى الجسد كلّه.
(العراق)