العدو في الجبال... ترفيه قاس

08 اغسطس 2016
في عام 1995، تأسس اتحاد رياضات الارتفاعات (Getty)
+ الخط -
أصبحت ممارسة رياضة العدو في الجبال أو "العدو للسماء"، من الرياضات الشائعة التي تمارس في مضامير طبيعية وقاسية، يتهافت إليها آلاف المشاركين، ويرتحل إليها المشجّعون المعنّيون بروح المغامرة. وهي رياضة متطرّفة القوة، يمارسها العدّائون في الجبال صعودا، وعلى رمال الشواطىء وبين الصخور.

وهي تمثّل تحديّاً كبيراً جدًا حتى بالنسبة للأبطال الأوليمبيين المخضرمين؛ حيث عادة ما تبدأ المسابقة بمئات المتسابقين، ولكن لا يصمد للنهاية إلا القليل. فالهدف الرئيسي هو الوصول إلى أعلى قمة في أقصر وقت ممكن. وهي تقام في أيّ مكان بالعالم تتوفر فيه الطبيعة الجبلية والشاطئية اللازمة للمسابقة.

وعادة ما تتكون المسابقة من سباقات للجري تمتد إلى مسافة 50 كيلومتراً، عبر مدقات الجبال التي ترتفع إلى أكثر من 2000 متر، وعلى الصخور غير المستوية والحصى المفككة والشواطىء الرملية. ثم تعود لتسلق الجبال مرة أخرى في نهاية السباق لامتصاص أية طاقة متبقية في سيقان المتسابقين، وتنهكهم حتى السقوط.


جاءت فكرة هذه المسابقات من متسلق الجبال الإيطالي، مارينو جياكوميتي، ومجموعة من زملائه المتسلقين، وبعضهم رواد سباقات التسلق في "مونت بلانك" و"مونت روزا" في جبال الألب في أوائل التسعينيات. وقد قاموا هم أنفسهم بأول سباق في وقتها، وبعد بضعة أشهر من مسابقتهم تلك، وبدعم من شركة ملابس رياضية شهيرة، انطلقت سباقات "العدو للسماء" عبر نطاقات في جبال سلاسل الألب، وسلاسل جبال الهيمالايا، وجبل كينيا، وبراكين المكسيك الجبلية.


في عام 1995، تأسس اتحاد رياضات الارتفاعات لتلبية الحاجة إلى قواعد تنظيم هذه الرياضة ومسابقاتها وتحديد شروطها. وقد نما هذا الاتحاد بصورة كبيرة، وصار يعد حوالى مئتي سباق حول العالم، ويشارك فيه ما يقرب من 30 ألف رياضي يمثلون 65 دولة. ويعدّ اتّحاد رياضات الارتفاعات، الجهة الوحيدة التي تدرس تأثير الارتفاعات على الرياضيين في مختبراتها.


ويعمل اتحاد هذه الرياضة على إضافة صعوبات عاماً بعد آخر، ليرفع من مستوى التحدي، كما يعدل من تقويم المسابقات ليزيد صعوبة الفوز بسباقين متتابعين. يقول أحد المتسابقين إن تحقيق التوازن بين السباق وإعادة الاستشفاء، والانتعاش من إنهاك الرياضة، هو عنصر أساسي ومن أهم أسلحة المتسابقين، فالمعتاد في هذه الرياضة، هو أن تتقدَّم فيها عاماً وتتراجع عامين، أو تزدهر عامين ثم تنتهي تماماً. فالمجهود فيها فوق طاقة البشر، والفوز يتطلب التخطيط والالتزام والتفاني والصبر.

دلالات
المساهمون