لم يترك العدوان الإسرائيلي أي نشاط اقتصادي في قطاع غزة إلا وصوّب نيرانه لتدميره، معتمداً سياسة التدمير الممنهج لكل النشاطات، ووجه نيرانه إلى مرافئ الصيد المنفذ الأساسي لأغلبية سكان غزة.
وتعرضت مرافئ الصيادين في أنحاء قطاع غزة للقصف الإسرائيلي المباشر خلال الثلاثين يوماً الماضية من العدوان، مما أدى إلى حصول خسائر مادية فادحة في شبكات الصيد.
وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عايش لـ"العربي الجديد": "دمر جيش الاحتلال 45 غرفة للصيادين الفلسطينيين و52 قارباً صغيراً وكبيراً مع محركاتها ومعدات الصيد الخاصة بها خلال عدوانه على غزة".
أضاف:"إن العدوان الإسرائيلي أوقع خسائر غير مباشرة في قطاع الصيد الفلسطيني (نتيجة توقف عمل الصيادين على مدار 30 يوماً متواصلاً من الحرب) تقدر بأكثر من مليوني دولار أميركي، ناهيك عن خسائر تدمير مراكب الصيد.
مصدر للرزق
لا يزال الصياد الفلسطيني محمد الشنتف (45 عاما) لا يصدق أن قارب ومعدات وشباك الصيد التي كانت تشكل مصدر رزقه الوحيد، قد أحرقت بشكل كامل بعد تعرض مرافئ مدينة غزة للقصف خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ولا يستطيع الشنتف التمييز بين قاربه الخشبي الصغير ومحركه، وشباكه وأجهزة تحديد المواقع، فكل شيء تحول إلى رماد، وعلى ما يبدو أن قذيفة صاروخية إسرائيلية سقطت على معداته بشكل مباشر، مما أدى لإحراقها وتلفها بشكل كامل.
وقال الشنتف لمراسلة "العربي الجديد": " لقد صدمني هذا المشهد، لا أدري ماذا سأفعل الآن، لقد ضاع مصدر رزقي الذي كنت أعتمد عليه لإعالة أفراد أسرتي العشرة، فقد احترق قاربي ومعدات الصيد ".
وأضاف الشنتف:" تحاول إسرائيل توقيع أكبر قدر من الخسائر الاقتصادية والبشرية بصفوف الفلسطينيين لكي تكسرهم وتجبرهم على الاستسلام، وإن كانت كما تقول تستهدف المقاومين فقط، فماذا فعلت قواربنا لكي تقصفها وتحرقها بهذا الشكل، وتحرم أطفالنا وعائلاتنا من مصدر رزقهم الوحيد".
ويقدر الشنتف خسائره جراء القصف الإسرائيلي لقاربه ومعدات الصيد الخاصة به، بأكثر من أربعين ألف دولار أميركي.
وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عايش: " دمرت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي 51 قارباً للصيد مع محركاتها ومعداتها، وتقدر تكلفة كل قارب بعشرين ألف دولار، كما قصفت الزوارق التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، قارب صيد كبيراً في مرفأ صيادي مدينة غزة تقدر تكلفته بمائة ألف دولار".
وأضاف: "إن الخسائر الأولية المباشرة لقطاع الصيد الفلسطيني تقدر بمليونين و370 ألف دولار، تضاف إليها قرابة مليوني دولار خسائر غير مباشرة".
كما أدت الغارات الإسرائيلية إلى تدمير مصانع عدة في المنطقة الصناعية ببيت حانون والورش الصناعية المنتشرة في شرق مدينة غزة، وتعمّد الاحتلال الإسرائيلي تدمير البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني، عبر استهدافه عدداً كبيراً من المصانع الحيوية في القطاع.
من جهة أخرى، يخوض الوفد الفلسطيني الموحد الذي يفاوض وفداً إسرائيلياً بطريقة غير مباشرة في مصر، نقاشات حادة لتوسيع المساحة البحرية التي تسمح لصيادي القطاع بالصيد فيها، ويطلب المفاوضون الفلسطينيون وصولها إلى 12 ميلاً بحرياً، فقد كانت قبل ذلك تتراوح بين 3- 6 أميال بحرية فقط.