اكتشف علماء أنّ العدسات اللاصقة قد تنقل البقّ من الجلد إلى العين، وتعرّض الأشخاص إلى مخاطر أحياناً. وبيّنت دراسة حديثة أنّ مستخدمي العدسات اللاصقة بانتظام، يلتقطون البكتيريا، ما ينتج عنها احتمالية الإصابة بالتهابات. ويحدث ذلك نتيجة استخدام العدسات اللاصقة الذي قد يخلّ بتوازن الكائنات الدقيقة التي تحيا على سطح العين، ويؤدي إلى التهاب العين لدى بعض المستخدمين.
وارتكزت الدراسة على تسعة من مستخدمي العدسات اللاصقة قورنت حالاتهم بأحد عشر شخصاً لا يستخدمونها. وقام العلماء بتحليل جينيّ مفصّل لتمييز الجراثيم التي تحيا في العين ومنطقة الجلد القريبة منها.
توضح ماريا غلوريا دومينغوزبيللو، من مركز لانغون الطبي في نيويورك، أنّ نتائج الدراسة ينبغي أن تساعد العلماء على فهم سهولة إصابة العين بالالتهاب لدى مستخدمي العدسات اللاصقة مقارنة بغيرهم. من جهتها، أشارت منظمة العدسات اللاصقة البريطانية، إلى أنّ العدسات اللاصقة المتّسخة، قد تتسبب بإزعاج أو احمرار في العين، بيد أنّ تلك العوارض تتحسّن غالباً مع إزالتها من العين. وتبقى الالتهابات الأكثر خطورة هي التي قد تصيب قرنيّة العين، فإصابة الغشاء الشفّاف الذي يغطي بؤبؤ العين نادراً ما يحدث وتقدّر نسبته بأربعة أشخاص من أصل 10 آلاف مستخدم للعدسات اللاصقة.
وتقول المديرة التنفيذية للمنظمة شيريل دونيللي لـ"العربي الجديد" إنّ "استخدام العدسات اللاصقة مريح، خصوصاً لدى ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة الخارجية"، لافتة إلى تنوّعها. وتشدّد على أنّ "الخطوة الأولى هي استشارة الطبيب ومناقشة احتياجات الشخص البصرية للحصول على العدسات المناسبة، وكيفية استخدامها بشكل سليم. أمّا المشاكل الناجمة عن استخدامها فنادرة وغالباً ما تحدث نتيجة إهمال العناية بالعدسات أو بالعينَين. وللابتعاد عن الالتهابات، من الضروري تنظيف العدسات وغسل اليدين وتجفيفهما قبل لمسها، بالإضافة إلى ضرورة إزالة العدسات من العينين قبل النوم إلاّ في حال نصح الطبيب بعكس ذلك".
وتشير البيانات إلى أنّ فقدان البصر بسبب التهاب القرنية المرتبط بالعدسات اللاصقة، نادر جداً، وهو يصيب ستّة أشخاص من أصل 100 ألف في العام الواحد.
من جهته، يقول الطبيب المتخصص في أمراض العيون، جاك دودنيك، من مركز لاغون، إنّ "نسبة المصابين الذي يعانون من قرحة القرنية ارتفعت في عام 1970 تاريخ بدء استخدام العدسات اللاصقة". لذلك يعتقد أصحاب الدراسة أنّ "البكتيريا تأتي من الجلد، وينبغي توفير المزيد من النظافة للجفن واليدين".
اقرأ أيضاً: الأذكياء يعيشون حياة أطول