كشفت مصادر محلية وأمنية في مدينة الموصل العراقية، اليوم الخميس، عن العثور على مبلغ مالي كبير تحت أنقاض مبنى كان تنظيم الدولة "داعش" يستخدمه كمقر لـ"ديوان الحسبة وبيت المال"، وذلك خلال عمليات رفع الأنقاض.
وقال مسؤول محلي في الموصل لـ"العربي الجديد"، إنه تم العثور على مبلغ مالي يقدر بنحو 10 ملايين دولار تحت أنقاض المبنى الواقع داخل جامعة الموصل، والذي كان تنظيم داعش يستخدمه كمقر لما يعرف بديوان الحسبة وبيت المال".
ووفقا للمسؤول نفسه، فإن "عمالا وجدوا المال تحت أنقاض المبنى الذي قصفته مقاتلات أميركية عام 2017، خلال عمليات انتزاع المدينة من سيطرة التنظيم، والذي تسعى الجامعة حاليا لإعادة إعماره وتأهيل مباني الجامعة المختلفة"، مؤكدا أن "بعض العمال الذين يعملون بأجر يومي، استحوذوا على مبالغ مالية متباينة، وغادروا موقع العمل مسرعين إلى مناطقهم ومنازلهم"، في حين تم التحفظ على الجزء الأكبر من المبلغ.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، عايد اللويزي، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم تسليم المبلغ للجهات الأمنية بعد أن تبين أنه يعود إلى تنظيم داعش"، مبينا أن "لجنة تحقيق تعمل على معرفة مصدر هذا المال، والأغلب أنه سيوجه لجهود الإعمار في الموصل، حيث نعاني من قلة الاهتمام والمخصصات المالية لتنظيف المدينة من آثار الحرب".
وقال العقيد في شرطة نينوى، خالد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم داعش كان يفرض الإتاوات على الناس، ويبيع النفط الخام، ويجمع الضرائب من المناطق التي كان يسيطر عليها، ويهرب الآثار من المدينة، وكل هذه مصادر دخل كان يجمع من خلالها المال"، مبينا أن "هذه ليست أول مرة يعثر فيها على أموال في مقرات مدمرة لداعش".
ويعتبر هذا الاكتشاف الثاني من نوعه، إذ استولى جهاز المخابرات العراقي في وقت سابق، على مبلغ مالي كبير، لم يعرف قدره على وجه التحديد، بعد العثور عليه في مبنى مهدم كان يعود لتنظيم "داعش" في منطقة البعاج غرب الموصل قرب الحدود العراقية السورية.
وقال رئيس مجلس نينوى (الحكومة المحلية)، إنه "بين الحين والآخر يتم العثور على مبالغ ومتعلقات لداعش في مبان كان يستخدمها كمقرات له، كما حصل في البعاج، والآن في جامعة الموصل"، مؤكدا أن "مكتب الأمن الوطني يتولى مهمة التحقق من تلك الأموال التي عثر عليها بالتعاون مع لجنة تم تشكيلها من قبل الجهات الحكومية المختصة".