استيقظت الدنمارك اليوم على خبر العثور على أم سورية وطفلتيها (7 و9 سنوات)، جثثاً هامدة موضوعة في ثلاجة داخل الشقة السكنية التي تقطنها العائلة، أقصى جنوب البلاد، على الحدود مع ألمانيا.
حالة من الصدمة عاشها تلاميذ ومدرس, مدرسة "كولستروب" في مدينة أوبنرو، حيث كانت الطفلتان تواظبان على التعلم فيها، دفعت بالإدارة إلى تنكيس العلم حتى منتصف السارية، تعبيراً عن الحزن الكبير، على مقتل العائلة. وصرح مدير المدرسة كارستن هانسن بعد ظهر اليوم الإثنين للصحافة المحلية، بأن "المدرسة عقدت في وقت سابق اليوم حفل تأبين وأضاءت الشموع لروح الطفلتين".
ولم تتوقف الصدمة عند التلاميذ الصغار في المدرسة، فقد انتشرت إلى الشارع الدنماركي، الذي اعتبر بأن ما جرى "جريمة مروعة بحق لاجئة سورية وطفلتيها"، وفقا لصحيفة محلية عن جارة دنماركية للعائلة، أبقت هويتها مجهولة، وأضافت "كان الخوف بادياً على العائلة خلال الفترة الماضية، وهم لا يتحدثون اللغة الدنماركية".
وفي تفاصيل تتعلق بوضع هذه العائلة، فقد صرحت الشرطة بأنها حضرت إلى الدنمارك صيف العام الماضي 2015 وحصلت على اللجوء. ولا تزال الوالدة تتعلم اللغة، ولكنها لم تكن "تعرف الكثير من الدنماركية" وفقا لصحيفة "اكسترا بلاديت" ونقلاً عن جارة الضحية.
واكتشفت الشرطة الجريمة المروعة، بعد اتصال من أقارب العائلة، أفادوا بأنهم قلقون على الأم والطفلتين بعد انقطاع أخبارهما منذ الخميس. وتبحث الشرطة عن زوج الضحية ووالد الطفلتين كـ"شخص مشتبه به" بعد أن فقد الاتصال به.
واستمرت الشرطة الدنماركية طيلة اليوم بالبحث عن الزوج الذي اختفى من دون أثر، وفقا للمتحدث باسم الشرطة بنت ثوسين، والذي قال لقناة محلية "من غير الواضح كيف جرى قتل الضحايا بعد، لكن ما نعرفه بأن الضحايا جرى التواصل معهم آخر مرة الأربعاء أو الخميس الماضيين".
وقال المتحدث باسم الشرطة، بنت ثوسين، "إن الأب والزوج حميد فريد محمد، 33 سنة، أصبح مطلوبا داخل وخارج الدنمارك بتهمة ارتكاب جريمة قتل ثلاثية".
ووفقا لما قال ثوسين مساء اليوم للصحف المحلية فإن حميد "مطلوب بناء على نظرية ترى الشرطة من خلالها بأنه لعب دورا في عملية القتل، وبدأنا الآن رسميا البحث عنه داخليا ودوليا. وهو بالنسبة لنا متهم بهذه الجريمة". وتخشى الشرطة بأن الجاني "انتقل عبر الحدود الألمانية في فلاسنبورغ، ولهذا تم إخبار الشرطة الألمانية بالمساعدة في إيجاده".