للمرة الثانية منذ توليه منصبه، وصل رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء، في زيارة سريعة التقى خلالها بعدد من المسؤولين الإيرانيين وبحث معهم سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بما يصب في مصلحة مكافحة الإرهاب.
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن العبادي قوله إن الهدف من زيارته هو مناقشة الحرب على التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى ضرورة تشكيل جبهة إيرانية عراقية لتحقيق هذا الهدف، مشيداً بالمساعدات الإيرانية المقدمة للعراق في وقت يحتاج فيه هذا البلد لمساعدة الأصدقاء.
وكانت أبرز لقاءات العبادي مع المرشد الأعلى، علي خامنئي، والذي قال إن صمود العراقيين بوجه الإرهاب كفيل بتحقيق أمن واستقرار المنطقة كلها، مؤكداً على التبعات الإيجابية التي تحققها المشاركة الشعبية للعراقيين في مواجهة هذا الخطر، معتبراً أنه خطر مؤقت.
ونقل الموقع الرسمي لخامنئي اتهامه خلال اللقاء، لبعض أجهزة الاستخبارات الغربية التي تعمل على إثارة الفتن والبلبلة بين السنّة والشيعة والعرب والأكراد في العراق، داعياً العراقيين لتوحيد صفوفهم، والمسؤولين للحذر من هذه المخططات، مضيفاً أن الولايات المتحدة الأميركية وأطرافاً أخرى تريد السيطرة على ثروات العراق، مشدداً على ضرورة الوقوف بوجه هذا الأمر.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال لقائه بالعبادي أهمية العلاقات الإيرانية العراقية التي اعتبر أنها لا تصب في مصلحة هذين البلدين وحسب بل تنعكس إيجاباً على كل ملفات المنطقة، موضحاً أن أمن العراق من أمن إيران، وأن بلاده لن تتوانى عن تقديم الدعم اللازم للعراق الذي يقع على عاتق مواطنيه أولاً الوقوف بوجه الإرهاب.
أما أمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، فأشار خلال لقائه العبادي إلى أن القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ممكن خلال فترة وجيزة، لافتاً إلى أن حديث الغرب عن الحاجة لسبع سنوات للقضاء على "داعش" يحمل بين طياته أهدافاً أخرى تتلخص بنية بعض الدول التواجد في المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن إيران لن تسمح بهذا الأمر، وهذا هو السبب الأساس الذي يدعوها لتعامل صادق وبناء مع بقية دول المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن شمخاني قوله، إن أعداء المنطقة لديهم مخططات للإبقاء على التوتر في سورية كذلك بهدف نشر عدم الاستقرار في كل المنطقة، مضيفاً أن استمرار هذه السياسات يعني أن الخطر سيصل للأطراف المعادية للمنطقة في النهاية.
كذلك دعا نائب الرئيس الإيراني، اسحاق جهانغيري، خلال لقاء العبادي إلى تطوير العلاقات الإيرانية العراقية على كل المستويات، مؤكداً أن بلاده ستقف بوجه من يعيق هذا التعاون، داعياً الأطراف الإقليمية لاتخاذ موقف موحد من "داعش" في كل من سورية والعراق.
اقرأ أيضاً: العبادي يتحايل على الاتفاق السياسي ويقرّ قانون العفو العام