العبادي في الكويت: أمن واقتصاد.. ووساطة

22 ديسمبر 2014
العبادي طلب توسط الكويت مع دول الجوار(ياسر زيات/فرانس برس)
+ الخط -
"الإرهاب، النفط، التعويضات، والوساطة بين العراق وجيرانه"، هي عناوين أساسية للزيارة الأولى لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى الكويت، والتي تجاوزت لقاء أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والقيادات المهمة في هذه البلاد، إلى عقد اجتماعات مغلقة مع مسؤولين أمنيين واقتصاديين.
وجاء الهدف المعلن للزيارة تقديم شكر العراق على موافقة الكويت تأجيل دفع بغداد تعويضات حرب الخليج والمتبقي منها نحو 4 مليارات دولار، قبل أن تتجاوز ذلك الى ملفات أخرى مهمة وحساسة تتعلق بإرث المشاكل الثقيل بين البلدين والحرب على الإرهاب والمساعدة في مسألة انخفاض أسعار النفط على الوضع العراقي المالي.


وقال مسؤول عراقي في حكومة العبادي لـ"العربي الجديد" إنّ "زيارة الأخير للكويت لا يمكن اعتبارها مكملة لجولته في المنطقة التي استهلها بزيارة الإمارات الأسبوع الماضي، لكن هناك ملفات حرجة ومهمة للعراق والكويت البلد المجاور والأمثل لمساعدة العراق حالياً".

وأوضح المسؤول الذي يشغل منصباً وزارياً، وفضّل عدم نشر اسمه، أن "رئيس الحكومة حيدر العبادي طلب بشكل شخصي من أمير الكويت مساعدة العراق في ملف تسليح وتجهيز القوات العراقية بشكل عام، وقوات الحرس الوطني بشكل خاص، والتي يستعد البرلمان لإقرار قانون تشريعي لها مطلع الشهر المقبل"، مشيراً إلى أنّ هذه القوات الأخيرة "تمثل جيشاً رديفاً للجيش الحالي، وهي تتولى حماية المناطق السنية شمال وغرب البلاد، فضلاً عن ملف انخفاض أسعار النفط، وتهاوي سوقها بشكل أدخل العراق في أبشع أزمة مالية يشهدها منذ سنوات طويلة".

وقال المصدر نفسه إن العبادي "طلب من الكويت لعب دور الوساطة في إعادة الثقة بين حكومة العراق الجديدة وجيرانه وعدد من دول المنطقة، بسبب استمرار التوجس من بعض الدول الخليجية والعربية من عراق ما بعد (رئيس الحكومة السابق نوري) المالكي".


وبيّن المصدر أنّ "أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وافق على مساعدة عاجلة للقوات العراقية خلال اللقاء الذي عُقد صباح (أمس) الأحد بين الجانبين، ودعمه في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فضلاً عن تعهده بالسعي إلى تجميد دفع العراق التعويضات إلى حين تجاوز أزمته الحالية. وفي هذه الأثناء، تتولى حكومة الكويت الاستمرار في تعويض مواطنيها المتضررين من غزو العراق لها عام 1990 من موازنتها، على أن تدفع كاملة من قبل العراق على شكل دفعات بعد تجاوز الأزمة المالية الحالية".
وأضاف المصدر أن "لجاناً عراقية كويتية ناقشت عقب لقاء العبادي مع أمير الكويت مواضيع أخرى مختلفة، كملف الحدود البرية والبحرية المشتركة في الخليج العربي، والحقول النفطية الحدودية، والمفقودين الكويتيين في العراق والممتلكات الكويتية التي نُهبت عقب غزو البلاد"، واصفاً تلك اللقاءات بالممتازة.
وفي السياق نفسه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي حميد السهلاني، إنّ زيارة العبادي للكويت تتركز بالمقام الأول على مساعدة العراق وحشد الدعم في مواجهة الإرهاب والسعي إلى إعادة الاستقرار للبلاد بكل مدنه.

وأوضح السهلاني في حديث لـ"العربي الجديد" أن "زيارة العبادي للكويت ستعقبها زيارة قريبة جداً الى أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك، وهي تندرج بنفس الإطار؛ فلا يمكن للعراق أن يغفل عن دور الجوار المهم في المساعدة والدعم ضد (داعش)". وبيّن أنّ "الزيارات كلها يمكن وضعها في خانة حشد الدعم الدولي والإقليمي لصالح العراق في أزمته الأمنية الحالية".