حمَّل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الجزائر مسؤولية تردّي الأوضاع في الصحراء، والتوتر الجاري حالياً في المنطقة العازلة، وذلك ضمن رسالة خطية وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بشأن ما اعتبرته الرباط "توغلات خطيرة" للبوليساريو في المنطقة الواقعة شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء.
وكشف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عن فحوى هذه الرسالة والمباحثات التي أجراها الملك مع غوتيريس، مساء أمس الأربعاء، وقال إن الملك أكد أنه "في هذا النزاع الإقليمي الذي امتد لأزيد من 40 عاماً، تتحمل الجزائر مسؤولية صارخة، لكونها تمول وتحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبوليساريو".
وأضافت الرسالة "لهذه الدوافع دعت الرباط دائماً إلى أن تتحمّل الجزائر مسؤولياتها في البحث عن حل، وأن تضطلع بدور على قدر مسؤوليتها في نشأة وتطور هذا النزاع الإقليمي".
وخلال حديث بوريطة بنيويورك عن التطورات الأخيرة في ملف الصحراء أمام ممثلي وسائل الإعلام الدولية المعتمدين لدى الأمم المتحدة، ذكر أن الملك حذَّر من "تدهور الوضع في منطقتي بئر لحلو وتيفاريتي الواقعتين شرق الجدار الأمني الدفاعي، أو أن لا تتم تسويته كما كان الحال بالنسبة لمنطقة الكركرات".
ووفق بوريطة، شدد العاهل المغربي على "التعبير باسم كافة القوى الوطنية الحية، بمختلف توجهاتها وانتماءاتها، عن رفض المغرب الصريح والحازم والصارم لهذه الاستفزازات والتوغلات غير المقبولة التي تقوم بها البوليساريو في هذه المنطقة".
كما لفت العاهل المغربي انتباه الأمم المتحدة إلى أن هذه الأعمال "تشكل تهديداً لوقف إطلاق النار المعلن في الصحراء منذ 6 سبتمبر/ أيلول 1991، وانتهاكاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة"، كما "تقوض بشكل جدي المسلسل السياسي الجاري تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي هورست كوهلر".
وبيَّن وزير خارجية المغرب، خلال لقائه مع رئيس مجلس الأمن لشهر أبريل/ نيسان، الممثل الدائم للبيرو، غوستافو ميزا كوادرا، أن رسالة العاهل المغربي هي "رسالة تنبيه"، لأن ما يقع في المنطقة العازلة يؤشر على "تغيير للوضع القانوني والتاريخي للمنطقة الواقعة شرق منظومة الدفاع".
وكشف بوريطة عن أن الممثل الخاص للأمين العام، كولن ستيوارت، رئيس بعثة المينورسو، "لم يتم استقباله بعد من قبل البوليساريو، لأن البوليساريو وضعت أمامه شرطاً: أن يتم استقباله في تيفاريتي أو في بير لحلو، وليس في تندوف بالجزائر، كما كان الحال منذ إحداث المينورسو".
إلى ذلك، لفت الوزير المغربي إلى أن بلاده أطلعت الأمين العام على صور ملتقطة عبر الأقمار الصناعية تظهر إنشاء بعض المباني. وقال إن "صوراً التقطت في 8 أغسطس/ آب، أظهرت وجود أساسات في هذه المنطقة، وأخرى ملتقطة في 26 مارس/ آذار بيّنت أنه تم استكمال عملية البناء، وأن الثكنات العسكرية قائمة هناك. وقد تم بناء العديد من المباني منذ شهر أغسطس/ آب وحتى الآن في هذه المنطقة".