وانتقل الملك المغربي مباشرة بعد المقدمة التي خصصها لمشاعره الشخصية بعودة بلاده للاتحاد الأفريقي، إلى استعراض عدد من أوجه التعاون بين المغرب وبلدان القارة السمراء، موضحا أن منظور المغرب للتعاون واضح وثابت، باعتبار أن المغرب يتقاسم ما لديه دون مباهاة أو تفاخر.
وتابع الملك المغربي قائلا: "إننا ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر، إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقا في التفرقة، كما قد يزعم البعض، وستلمسون ذلك بأنفسكم، فبمجرد استعادة المملكة المغربية لمكانها فعليا داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام".
واستطرد الملك المغربي "لقد ساهمنا في انبثاق هذه المؤسسة الأفريقية العتيدة، ومن الطبيعي أن نتطلع إلى استرجاع مكاننا فيها، وطيلة هذه السنوات، وعلى الرغم من عدم توفره على موارد طبيعية، استطاع المغرب أن يصبح بلدا صاعدا، بفضل خبرته المشهود بها، وقد أضحى اليوم من بين الدول الأكثر ازدهارا في أفريقيا".
ولم يفت الخطاب أن يتطرق إلى مصير الاتحاد المغاربي المشكل من خمسة بلدان هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، وقال في هذا الصدد "المغرب ظل يؤمن دائما بأنه ينبغي، قبل كل شيء، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي، بينما اتضح أن شعلة الاتحاد المغاربي قد انطفأت".
وأوضح الملك المغربي أن "الاتحاد المغاربي يشكل اليوم، المنطقة الأقل اندماجا في القارة الأفريقية، إن لم يكن في العالم أجمع؛ ذلك أنه في وقت تصل المعاملات التجارية البينية إلى 10 في المائة بين بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، و19 في المائة بين دول مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية، فإن تلك المبادلات تقل عن 3 في المائة بين البلدان المغاربية".
وذهب العاهل المغربي إلى أنه "آن الوقت لكي تستفيد أفريقيا من ثرواتها؛ فبعد عقود من نهب ثروات الأراضي الأفريقية، يجب أن نعمل على تحقيق مرحلة جديدة من الازدهار"، موردا أن الاستعمار ليس السبب الوحيد للمشاكل التي تعرفها أفريقيا، و"لكن آثاره السلبية ما زالت قائمة".