اعتصم عدد من العاملين في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية في لبنان، بعدما أبلغتهم إدارتها بقرار صرف 40 موظفا من العمل في مختلف الأقسام، مع وجود النية لفصل المزيد منهم.
وروي المعتصمون لـ"العربي الجديد"، أن أخباراً وصلتهم بأن الإدارة ستحيل من تجاوز سن السابعة والخمسين إلى التقاعد، وأنها قررت التعاقد مع شركات لتوظيف آخرين من خارج المستشفى، بهدف التخلص من أعباء اشتراكات الضمان والتعويضات التي تدفعها.
وشكى أحد المعتصمين من تأخر الإدارة في تبليغ قرار الصرف، قائلاً إنه أبلغ قبل عشرة أيام فقط من الموعد الوارد في قرار الصرف. فيما شكى معتصم آخر من اعتماد المستشفى على التعاقد مع الموظفين عبر عقود محددة المدة كأسلوب لتتمكن من صرفهم دون منحهم أي حقوق.
وأكد معتصم ثالث أن المستشفى لم يدفع راتبه منذ ثلاثة أشهر، رغم أنه خسم نسبة 25 في المائة من رواتب الموظفين.
ويلفت المعتصمون إلى أن المستشفى يعاني من نقص عدد الموظفين، "خمسة موظفين كانوا يعملون في مكتب الدخول، أما الآن فيعمل في المكتب اثنان فقط، ومطلوب منهما إدارة المكتب طيلة 24 ساعة متتالية، وهو ما يتخطى قدرتهما".
ونقل المعتصمون عن مدير المستشفى، بلال المصري، أن قرار صرفهم قد اتخذ بالفعل، لكنه طلب منهم الانتظار لمدة أسبوعين، وأن إعادتهم إلى العمل يمكن أن تتم عبر عقود جديدة محددة المدة، وهو ما رفضوه.
ونفى المصري في اتصال مع "العربي الجديد"، أن يكون قد عرض على الموظفين فكرة الاستمرار في العمل بعقود جديدة، وقال: "المسألة ليست صرف موظفين، بل عقود عمل تنتهي في 30 سبتمبر/أيلول، وللمؤسسة أن تقرر ما إذا كانت ستجدد العقود أم لا. هذه العقود انتهت ولم يطرح قرار بتجديدها".
وبعد لقاء مدير المستشفى، حاول ستة من المعتصمين مقابلة مفتي لبنان، عبد اللطيف دريان، لكنهم لم يتمكنوا من مقابلته، ووُعدوا بأن يتم التواصل معهم.
وقال رئيس جمعية المقاصد، فيصل سنو، والذي يعتبره المعتصمون مسؤولاً عن اتخاذ قرار صرفهم، لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفى يخسر سنوياً، لذلك اتخذ قرار التقشف. إدارة المستشفى تبحث عن الأماكن التي يحصل عبرها الهدر، وتعمل على إيقاف الهدر. ولدينا فائض في عدد الموظفين. وتعمل الإدارة على إجراء تبديلات للموظفين في مختلف أقسام المستشفى لتخفف المصاريف".
ونفى سنو أن يكون لإجراءات التقشف تأثير على أداء المستشفى، مؤكداً: "مستشفى المقاصد يعمل حاليا بمعدّل أفضل من معدل عمله خلال السنوات الثلاث الماضية".