على الرغم من مرور يومين على انتهاء العاصفة الترابية التي ضربت شمال وشرق ووسط السعودية وبعض دول الخليج، إلا أن ضررها ما زال قائماً في المطارات السعودية والخليجية.
ومنذ الأمس تعاني الخطوط الجوية السعودية الناقل الوحيد المصرح له بالعمل في السعودية، إلى جوار طيران ناس محدود الإمكانات، من أزمة حقيقية في نقل المسافرين الذين تعطلت رحلاتهم، ويعج مطار الملك خالد في الرياض، ومطار الملك فهد في الدمام، ومطار الملك عبد العزيز في جدة بالمسافرين الغاضين الذين تأخرت رحلاتهم أو ألغيت بسبب العاصفة، ولم تستطع الخطوط الجوية السعودية توفير البديل لهم لأسباب تقنية، وكاد الأمر يتسبب في تعطيل مباريات الدوري السعودي لعدم قدرة بعض الفرق على السفر، فلم تقلع طائرة فريق الهلال التي كان يفترض أن تتجه في الرابعة عصرا أمس إلى القصيم إلا بعد منتصف الليل، فيما تأجلت مباراة هجر ونجران إلى آخر الشهر لعدم توفر طائرة، واضطر فريق النصر لاستئجار طائرة خاصة تنقله لجدة لمواجهة الاتحاد.
ويتكدس مئات المسافرين في مطاري الملك خالد الدولي في الرياض، والملك فهد الدولي في الدمام منذ مساء الأربعاء، بسبب حالة الارتباك التي سببها تغيير الرحلات.
ولم يجد المسافرون الذين تم تأجيل رحلاتهم سوى النوم على أرضية المطار، واتهم المسافرون موظفي الخطوط بالتعامل معهم بشكل سيئ، فقال أحمد العازمي: "حاولت أن أناقش موظف الخطوط السعودية حول الوضع المزري الذي كنا فيه، وقلت له أين حقوق المسافر، فقال ليس له شيء عندنا".
وتكرر الأمر ذاته في مطار دبي الدولي، الذي غص بالمسافرين السعوديين الذين ينتظرون طائراتهم للعودة إلى بلادهم، وسادت حالة من التذمر للمسافرين بعد تأخر رحلاتهم الملغية منذ مساء الأربعاء، في وقت لم يتم فيه تعويضهم عن الوقت الضائع أو حتى إسكانهم حتى تقلع طائرتهم كما هو متبع في مثل هذه الحالات، ويقول عبدالرحمن المرشد: "منذ يومين وأنا أنتظر مع عائلتي موعد الإقلاع الذي تأخر بسبب العاصفة، ولكن لا أحد في الخطوط الجوية السعودية يعطينا أجوبة شافية، الكل مستاء ويفترش المطار منذ أول أمس".
من جهتها، اعتبرت الخطوط السعودية ما حدث من فوضى استثنائياً، وقال المتحدث الرسمي للخطوط السعودية عبد الرحمن الفهد لـ "العربي الجديد": "كان وضع التشغيل استثنائياً، فقد توقفت الرحلات تماما يوم أمس، وبقت الطائرات خارج المحطات المجدولة لها كما أن ساعات عمل الملاحين امتدت لأقصاها، مما ترتب عليه إعادة جدولة جميع الرحلات المتأخرة والمرتبطة بنفس الطائرات والملاحين من جديد".
وأضاف: "الموظفون بالمطارات يعملون بحدود المتوفر لهم من إمكانات ومعلومات، حيث لم يبدأ انكشاف الحالة الجوية إلا في الصباح الباكر من يوم أمس، ونحن نأسف لما لاقاه الركاب في هذه الظروف الخارجة عن إرادة الجميع".
وشدد الفهد على أن ما حدث كان ظرفاً استثنائياً "مقدرين للجميع تفهمهم، حيث سيتم تحديث معلومات الحجوزات لتصلهم من خلال أرقام الهواتف المسجلة في حجوزاتهم، كما أن لهم الحق في تغيير الحجز أو إلغاء السفر، وستبقى التذاكر صالحة لرحلات أخرى كما يمكنهم استرجاع قيمتها".
اقرأ أيضاً:
العاصفة تغلق 9 موانئ وتصيب طائرات مصرية (صور)