الطفل الفلسطيني آدم مصاروة.. براءة الطفولة في مواجهة جنود الاحتلال

20 ديسمبر 2017
تعرض الطفل للضرب خلال اعتقاله (فيسبوك)
+ الخط -



لا يزال والدا الطفل الفلسطيني آدم أحمد ربحي مصاروة (6 سنوات) من سكان مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، قلقين على طفلهما، الذي يعيش حالة من القلق والتوتر، بعد أن اعتقله جنود الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت الماضي، لعدة ساعات، حينما كان يلهو في مدرسة المخيم، المقابلة لمستوطنة بيت إيل المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك.

رغم قصر مدة اعتقال آدم، إلا أن ساعات قليلة كانت كافية أن تترك توتراً وحالة نفسية لدى الطفل، الذي لم يكن يدرك أصلاً أنّ من اعتقلوه وأخذوه بواسطة مركبتهم العسكرية إلى مستوطنة "بيت إيل" هم جنود الاحتلال.

ويقول آدم لـ"العربي الجديد" "كنت خلف المدرسة، جاؤوا ومن ثم أخذوني معهم، ثم صفعني جندي، ووضعوني في الجيب، وأنزلوني على باب المستوطنة".

بدوره يوضح الوالد لـ"العربي الجديد" أن "آدم كان يلعب خلف المدرسة، بالتزامن مع رشق بعض الشبان قوات الاحتلال بالحجارة، فأخذ الجنود آدم معهم إلى داخل المستوطنة. ولم أدرك أنه معتقل إلا حينما أخبرني الأطفال بذلك، ثم ذهبت أنا ووالدته لنعيده لكن دون جدوى، وطلبوا منا بعدها أن نتسلمه من الارتباط الفلسطيني".



رغم مرور عدة أيام على الإفراج عن آدم، إلا أنه يعاني من حالة إرباك وخوف. ويشير والده، إلى أن الاعتقال انعكس على حالة الطفل النفسية حتى أنه لا يذهب إلى مدرسته، وما زال منزوياً ومنعزلاً عن الآخرين برغم وجوده بين عائلته المكونة من أربعة أفراد إضافة لوالديه، وتحاول عائلته إدماجه وإزالة الخوف عنه.



ورغم أن والد آدم كان أسيراً سابقاً كعدد من أعمامه، وله خال شهيد، استشهد قبل خمس سنوات، إلا أن والده لم يكن يتوقع يوماً أن يتم اعتقال طفله آدم بهذه الطريقة ويحصل كل ذلك معه.

بدوره، يقول مدير جمعية "مساءلة العنف ضد الأطفال"، صيام نوارة، لـ"العربي الجديد": "قانونياً يمنع اعتقال الأطفال حتى لو تم ارتكاب مخالفة، والمفترض أن لا يسكت والد آدم عمّا جرى، وأن يتقدم بدعوى رسمية يقدمها للأمم المتحدة، لأن ما حصل خرق للقانون الدولي بما يخص حماية الأطفال القاصرين، إذ إنه يمنع اعتقال أي طفل تحت سن 12 عاماً".

ويشير نوارة إلى وجود العديد من الحالات النفسية التي يعاني منها أطفال فلسطينيون نتيجة اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحتى بعد خروجهم من سجون الاحتلال، فالعديد منهم لا يزالون يعيشون أوضاعاً نفسية صعبة جداً.