رغم أن المعركة التمهيدية لنيل ثقة الحزب الديمقراطي لم تحسم كليا بعد لصالح المرشحة، هيلاري كلينتون، إلا أن هذه الأخيرة وفريقها الانتخابي شرعوا من الآن في البحث عن الشخص الذي سيحمل قبعة نائب الرئيسة، بعدما باتت الأوفر حظا لنيل ترشيح حزبها، على حساب غريمها، بيرني ساندرز، الذي رغم انحسار حظوظه فضّل مواصلة السباق التمهيدي حتى موعد المؤتمر الوطني للحزب في يوليو/ تموز، حين سيعلن رسميا عن اسم مرشح الحزب.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مستشاري كلينتون وحلفاءها شرعوا في مشاورات معمّقة لتحديد الوجه الذي سيمثل منصب نائب الرئيس، وينكبون في الوقت الحالي على وضع لائحة تضم ما بين 15 و20 مرشحا محتملا لشغل المنصب.
وسيتعيّن على فريق حملة كلينتون الانتخابية التعامل مع عدد من الأسئلة المعقدة من قبيل إن كانت الولايات المتحدة مستعدة لتقبّل وجوه نسائية كرئيسة ونائبة لها في منصب هيمن عليه الرجال طويلا، وما إذا كان المرشح أو المرشحة ممن سيقع عليه الاختيار سيتمكن أو ستتمكن من التأقلم مع ظروف الاشتغال داخل البيت الأبيض، الذي ما زال يتمتع الرئيس السابق، بيل كلينتون، بنفوذ واسع داخله في ما يتعلق برسم السياسات، بحسب "نيويورك تايمز".
من جهته، أعلن ساندرز أنه سيتحفظ على إعلان دعمه لمنافسته بالحزب حتى يرى برنامجها السياسي، قبل اتخاذ القرار لدعم ترشيح كلينتون في الأشهر القادمة بعد الحصول على ثقة الحزب الديمقراطي رسميا. جاء ذلك في مقابلة مع قناة أميركية، ردا على سؤال حول ما إذا كان سيسعى لإقناع أنصاره في صفوف الشباب بدعم كلينتون، مثلما فعلت قبل سنوات، حين دعت أنصارها لمساندة الرئيس باراك أوباما، بعدما خسرت انتخابات الحزب أمامه في 2008.
في الجهة الأخرى بمعسكر الحزب الجمهوري، يستمر الملياردير دونالد ترامب في إثارة الجدل، ولم يسلم من لسانه السليط حتى كبار المسؤولين بالحزب، إذ هدد بمقاضاة لجنة قيادة الحزب، ووصف نظام التعيين الذي يتبعه الحزب بـ"المزور"، و"الخادع"، و"المعيب"، ملمحا لإمكانية السعي إلى الإطاحة برئيس الحزب، حسب تقرير لـ"واشنطن بوست".
من جهته، دعا رئيس لجنة الحزب، رينس بريبوس، أمس الجمعة، القادة داخل الحزب إلى الالتفاف حول مرشحهم المحتمل للرئاسة، ملمحا بعدم الاكثرات للهجمة التي شنها ترامب على نظام تعيين ممثل الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن بريبوس لم يشر إلى ترامب بالاسم مباشرة خلال خطاب أدلى به أمام لقاء حزبي، لكنه خصص الجزء الأكبر من خطابه للحديث عن المشاكل والمتاعب التي يتسبب بها المرشح الجمهوري للحزب.