الطبيب الجراح عامر شيخوني وكتابه "قصة القلب"

07 يوليو 2015
+ الخط -



يطلق الدكتور عامر شيخوني، أحد رواد جراحات القلب في سورية والعالم العربي، تسمية العضو النبيل على القلب، الذي أصدر كتاباً عنه بعنوان "قصة القلب... كيف كشفه رجاله".

وقام شيخوني بإجراء أول عملية قلب مفتوح في حلب عام 1996، وكذلك أول عملية زراعة كلية بها عام 2008، هو خريج كلية الطب بحلب في 1974، وأكمل دراسته في الجراحة العامة وجراحة القلب والصدر في الجامعات الأميركية، ثم عمل أستاذاً مساعداً في الجامعة الطبية بكارولاينا الجنوبية في أميركا.

ويفتح جراح القلب وأحد رواد هذا المجال في بلاد الشام، من خلال كتابه، نافذة معرفية على سيرة ومسيرة تعرف الإنسان على أحد أهم أعضاء جسده. ليرى أن ما بات مستقراً ومعلوماً بالضرورة لدى ملايين البشر الآن، هو خلاصة طريق حافل بالتعب والإصرار والمثابرة والجهد، ومواجهة أجيال متعاقبة من العلماء والباحثين للمخاطر، ونتاج مسيرة طويلة من التجارب المضنية والأخطاء الفادحة.

ويستعرض الطبيب الجهود المتراكمة في تقصي طرق تطبيب "العضو النبيل"، المستقر في صدر الإنسان، والذي يحمل علامات حياته وأمارات صحته أو مرضه. ويقدم الفوائد المتعلقة بالقلب، ويعالج مفاهيم خاطئة سادت عبر الأجيال حوله، بدءًا من التعريف بمعناه، ونظرة الأطباء لتلك العضلة ذات التجاويف الأربعة التي تضخ الدم للجسم كله، مزيلاً الالتباس التاريخي حول علاقة القلب بالمشاعر والعواطف، بعد تطور عمليات جراحة القلب.


ويجول شيخوني في مسيرة تطور المعرفة البشرية بتشريح أجسامهم ومكوناتها، وتحديد علامات صحتها واعتلالها، واكتشاف وسائل تطبيبها وعلاجها، واختراع أدوات التكشف والتنظير، ومساهمة الباحثين الذين أرسوا بجهودهم وتجاربهم وعملياتهم، وخطوا بنجاحاتهم وإخفاقاتهم، ملامح علوم طب القلوب.

ويستعرض الكتاب مسيرة تطور معارف الناس عن القلب ودوره ووظيفته داخل الجسم، والتي أصبح بعضها مستقراً لدى الجميع كباراً وصغاراً، في حين أن عصوراً مضت لم يكن هناك من يدرك تلك القيمة أو طبيعة هذا الدور.

ويتناول تاريخ دراسات القلب في الحضارات والعصور المختلفة، من الفراعنة إلى الهند إلى الصين واليونان عبر مئات القرون، بداية من بُردية إيبرس قبل أكثر من 1500 سنة قبل الميلاد، مروراً بإسهامات الحكيم الهندي كانادا، أبو الطب الهندي التقليدي، وجهود أبو الأطباء أبوقراط وتلاميذه، وإبداعات ابن سينا في كتابه "القانون"، وابن النفيس في "شرح القانون"، وصولاً إلى ويليام هارفي، في القرن السابع عشر، أول مَنْ وضع التصور الحديث لمفهوم الدورة الدموية في جسم الإنسان.

ويفرد شيخوني مساحة واسعة لتتبع خطوات الثورة التي انطلقت خلال القرنين الأخيرين في علوم أمراض القلب وجراحته، وجهود أطباء ومهندسين وتقنيين أسهموا في تطوير طرق وأدوات تشخيص أمراض القلب، عبر مسيرة نضال حقيقي، بدءاً من اكتشاف طريقة الإصغاء للصدر واختراع السماعة الطبية، ثم المناظير الطبية وأدواتها، واكتشاف كهربة القلب والقدرة على تسجيلها، والاستخدام العملي لتخطيط القلب الكهربائي، ثم التطور الكبير بالقدرة على تصوير الصدر مع اكتشاف الأشعة السينية عام 1895، والتمكن من عمل الإيكو القلبي.

ويتقصى الطبيب الجراح خبرات جراحي القلب المختلفة عبر دول العالم، التي أسهمت في تطور هذا المجال الذي كان دائماً محفوفاً بالمخاطر والتحديات عبر "فتح صدر المريض من دون أنْ يؤدي ذلك إلى وفاته"، والجهود الرائدة لولادة "جراحة القلب" وتطورها.

ويشرح الكاتب الجهود والمحاولات والنجاحات والإخفاقات التي أحاطت بهذا المجال، والتي لم تتوقف عند تطوير قدرات التخدير وفتح الصدر وإجراء جراحة على القلب الحي، بل وصلت لإنجازات مشهودة في جراحات صمامات القلب والصمام التاجي وزراعة القلب، وعمل جراحات دقيقة لقلوب الأطفال، و"إحياء الموتى" بالصدمات الكهربائية وتنظيم نبض القلب، وما زالت الجهود مستمرة في رفع سقف الأمل في الحفاظ على حياة من فشلت قلوبهم، في تطوير "القلب الصناعي".

اقرأ أيضاً:دراسة: قصار القامة أكثر عرضة لأمراض القلب

المساهمون