تصاعدت عمليات اغتيال وتهديد الأطباء في العراق، خلال الآونة الأخيرة، إثر تحريض وتهديد علني أطلقه عدد من الأشخاص بحجج مختلفة بعد وفاة أحد المرضى في صالة العمليات، أو صعوبة علاج آخر.
وقال الدكتور ظافر التميمي إنَّ "التهديد والتحريض ضدّ الأطباء تصاعد في الآونة الأخيرة، إذ إنّ عمليات اغتيال أو تهديد الأطباء بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة، حيث قتل اثنان من الأطباء بأسلحة كاتمة للصوت جنوب شرق العاصمة بغداد، وأصيب طبيب ثالث بجروح بليغة".
ويضيف التميمي لـ"العربي الجديد": "أطباء العراق أصبحوا أمام ثلاثة مخاطر وهي التهديدات العشائرية إثر وفاة مريض خلال عملية جراحية لخطورة حالته لينتهي المطاف بدفع فصل عشائري" تعويضاً" لعشيرة المتوفى، أومواجهة "كواتم" الصوت والرّصاص الحي في عمليات اغتيال منّظمة ومدروسة، أو الهجرة من البلاد".
وأطلق أطباء وناشطون حملة على مواقع التواصل بعنوان "أوقفوا قتل الأطباء العراقيين"، وأنشؤوا مجموعات خاصة بهم على "فيسبوك" للتداول فيما يتعرّضون له ويضعون الحلول والمقترحات اللازمة لمواجهة الخطر الذي يدهمهم.
وبرزت ظاهرة دمغ منازل الأطباء مؤخراً في البلاد بعبارات "مطلوب دم" بعد وفاة أحد أفراد عشيرة ما بعملية جراحية حتى يدفع الطبيب فصلاً عشائرياً "تعويضا" لعشيرة المتوّفى، وإن رفض فالخيار الأخير له هو الهجرة أو مواجهة الموت "ثأراً".
ويؤكدّ الطبيب حسن الحسيني أنَّ "تخلّف المجتمع العشائري، والأجندات الدولية، تقفان وراء قتل وتهديد الأطباء العراقيين لإفراغ البلاد من الكفاءات العلمية وهو أمر مدروس ومحسوب بدقة".
ويرى الحسيني أنَّ من يقف وراء عمليات التحريض والتصفية المنظمة ضدّ الأطباء "عصابات ومليشيات تابعة لإيران، والتي قتلت مئات الأطباء والعلماء منذ 2003 وحتى اليوم، فيما تقف الحكومة العراقية عاجزة عن حمايتنا، ولم يعد أمامنا سوى الهجرة، لكن ما يجبرنا على البقاء هم المرضى المساكين الذين لا حول لهم ولا قوّة".
ويلقي ناشطون باللائمة على الأطباء والمجتمع العراقي، وفي الوقت نفسه يتهمون الحكومة العراقية بالتقاعس عن وضع حلول ناجعة.
وقال الناشط عثمان جميل إنّ التهديدات والفصل العشائري "التعويض" ضدّ الأطباء يتحمّلها الأطباء أنفسهم، والعشائر، فضلاً عن الحكومة العراقية التي تكتفي بموقف المتفرّج على المشهد الدموي.
ويتابع جميل أنّ مهنة الطب أصبحت لدى العديد من أطباء التخصّص تجارة مربحة أكثر منها رسالة إنسانية، وبالمقابل يقبع العراق تحت سيطرة التخلّف العشائري وغياب القانون.
يذكر أنّ عدد الأطباء الذين هاجروا البلاد منذ 2003، بسبب التهديدات، في ارتفاع، إذ وصل إلى أكثر من 8000 آلاف طبيب حتى اليوم، فيما قتل العشرات منهم على يد مليشيات مرتبطة بإيران وجماعات إرهابية تابعة للقاعدة وتنظيم داعش.
ويؤكدّ مختصون أنَّ العراق بحاجة إلى أكثر من 100 ألف طبيب، فيما لا يتواجد سوى 20 ألف طبيب لتغطية حاجة المستشفيات.