يُعرف نظام التعليم والدراسات العليا في العراق، بأنه من أرقى الأنظمة التعليمية عربياً. إلا أنه وبعد الغزو الأميركي عام 2003 أصيب بالخلل في منظومته التطبيقية. ومن أبرز ما عُرف به التعليم العالي في فترة ما قبل الغزوبضوابطه القانونية التي لا تميز أحداً على أحد إلا بالرصانة والخبرة العلمية؛ لكي يعطي مخرجاً متزناً من الخبرات؛ تتميز بالقدرة على التدريس وإيصال المعلومة المتكاملة للطلبة في جوانب البحث العلمي وتحليل المشاكل.
ويعتمد نظام التعليم العالي العراقي باتباعه لنظام "الكورسات" والبحث العلمي في آن واحد، بجامعات علمية ذات كفاءات عالية؛ يتخرج منها آلاف الطلبة سنويا بمختلف التخصصات. وهو يعاني اليوم، من سوء الإدارة والتطبيق، ويفتقد لأياد أمينة ترعاه، كما يفتقر لمراكز بحثية.
ويعتمد نظام التعليم العالي العراقي باتباعه لنظام "الكورسات" والبحث العلمي في آن واحد، بجامعات علمية ذات كفاءات عالية؛ يتخرج منها آلاف الطلبة سنويا بمختلف التخصصات. وهو يعاني اليوم، من سوء الإدارة والتطبيق، ويفتقد لأياد أمينة ترعاه، كما يفتقر لمراكز بحثية.
"عُمر عبد الكريم جاسم الغريري"، رئيس سابق لقسم علوم الحاسب بكلية المعارف الجامعة الأهلية بمحافظة الأنبار غرب العراق. ساهم بتنظيم وإعداد المؤتمرات والندوات العلمية داخل وخارج البلاد، ومثل كليته في محافل دولية عدّة، يرى أن مشكلة التعليم العراقي عامةً، والعالي خصوصاً تكمن في "غياب الاعتقاد بأن أساس نجاح البلدان بالبحث العلمي، وليس بعدد الباحثين".
الطائفية تُدخل التعليم بأسوأ مراحله
وبحسب "عُمر" فإن التعليم العالي بالعراق يمر بأسوأ مراحله "بسبب الطائفية السياسية التي دخلت عليه من كل جانب، فوزارة التعليم العالي بحاجة لإعادة تقييم وتشكيل وإعطاء أهل الاختصاص حقوقهم؛ فمن غير المعقول أن يكون وزير التعليم العالي الذي يدير آلاف الاساتذة حاصلاً على درجة الماجستير من "حوزة" -مؤسسة تعليم دينية-، بدل أن يحصل عليها من جامعات معترف بها عالميا؛ فجرح الوزارة عميق".
ويعتقد "عُمر" بأن القائمين على التعليم العالي بالعراق "هم عقبة أمام التطور؛ تغيب عنهم أبسط الأمور الإدارية، فترى الوزارة متخبطة في كل يوم بقرار جديد هدفه طائفي بامتياز".
ويجيب "عُمر" عن سؤال، الفرق بين استياء التعليم العالي في القطاع العام والخاص؟ "لا يفرق كثيرا سوى أن "العام" يغطي على الفساد. بينما "الخاص" يُظهر كل صغيرة وكبيرة للعلن، سعيا منه للحفاظ على الأرباح واشاعة سمعة مهنية عالية، لجلب عدد أكبر من الطلبة.
ضعف الأساتذة الجدد
وعن أسباب ضعف أساتذة الجيل الجديد بالعراق، وغياب أو محدودية الإعداد الكافي في دراساتهم العليا من ناحية بناء القدرات والمهارات في البحث العلمي، يعتقد "عُمر" بأن "هذا يرجع لأساس الطالب في دراسته؛ عاصرت طلابا لا يملكون من الاختصاص العلمي إلا اسمه، والسبب في ذلك الباحث نفسه، نعم للبيئة المحيطة تأثير لكن بناء المعلومة الذاتية تأتي من الممارسة العملية وليس النظرية. وهذا ادى بدوره إلى عدم ثقة الطالب بأستاذه مما ينعكس على المخرج العام للطلبة وممارستهم للذي تعلموه بالحياة العلمية".
ويلفت "عُمر" إلى أن "بعض المشرفين على البحوث تغيب عنهم منهجية البحث بصورة شبه كاملة، وهذه مشكلة تجعل طالب الماجستير تائهاً لمدة لا تقل عن أربعة أشهر في بداية بحثه، كون المشرف لا يعرف شيئا عن موضوع طالبه وتفاصيله". وعن المكتبات العامة، والمراكز البحثية التي يجب توفرها لخدمة الباحثين الشباب، وهل توجد مراكز لطلبة الدراسات العليا ام يعتمد الطالب العراقي على نفسه في كل مقتضيات البحث، فإنها "بمستوى ضعيف جدا مقارنه بأفقر دول العالم". ويتفق "عُمر" مع ان الثقافة السائدة في المجتمع ومؤسساته لا يتوافر فيها القدر الكافي من القيم الخاصة بأهمية البحث العلمي أو جدوى دعم الدراسات العليا. ويرى أن سبب ذلك هو اللهاث خلف الالقاب والشهادات الخاوية من المبدأ العلمي والأكاديمي.
استلال علمي
ويكشف "عُمر" وجود الكثير من نسب "الاستلال في البحوث العلمية بالعراق، ولكن من الصعب التحري فيها لعدم وجود مجلات مصنفة تستطيع فحص تلك النسبة. مما يؤدي بالمُقيّم إلى الاعتماد على ذاكرته وخبرته في حال مرور هذه الورقة البحثية عليه سابقا او عدمه. الوزارة لم تعالج ولم تحاول معالجة هذه الظاهرة، الحالات التي تكتشف في هذا المجال؛ فردية تعتمد على خبرة المُقيّم".
ويلفت "عُمر" إلى أن "المشكلة الكبرى الغائبة عن الجميع أن العراق يفتقر لمجلات ومؤتمرات مصنفة في قواعد بينات البحث العلمي الرصينة كـ springer, IEEE, DBLP, Elsieve. وهذا ما يمثل أكبر مشكل للباحث العراقي عندما يقارن بغيره من باحثي العالم".
ويعتقد "عُمر" بإمكانية صياغة تصور مبدئي لمقدار الهدر والفاقد الناتج عن عدم الاستفادة من الرسائل العلمية التي تم إعدادها ببرامج الدراسات العليا في الجامعات العراقية، وذلك "بمدى قدرة تطبيقها على أرض الواقع وهذا يتطلب دعما من رئاسات الجامعات والوزارة".
ويقترح "عُمر" آليات تحقق الاستفادة من الرسائل العلمية المقدمة في الجامعات العراقية، بعمل "حوسبة سحابية -شبكة معلومات عبر الإنترنت- تضم كل الرسائل العلمية الرصينة حصرا. وتكون مهيئة ومنشورة على شبكة الإنترنت لينتفع منها لاحقا من قبل الأجيال".
(العراق)
الطائفية تُدخل التعليم بأسوأ مراحله
وبحسب "عُمر" فإن التعليم العالي بالعراق يمر بأسوأ مراحله "بسبب الطائفية السياسية التي دخلت عليه من كل جانب، فوزارة التعليم العالي بحاجة لإعادة تقييم وتشكيل وإعطاء أهل الاختصاص حقوقهم؛ فمن غير المعقول أن يكون وزير التعليم العالي الذي يدير آلاف الاساتذة حاصلاً على درجة الماجستير من "حوزة" -مؤسسة تعليم دينية-، بدل أن يحصل عليها من جامعات معترف بها عالميا؛ فجرح الوزارة عميق".
ويعتقد "عُمر" بأن القائمين على التعليم العالي بالعراق "هم عقبة أمام التطور؛ تغيب عنهم أبسط الأمور الإدارية، فترى الوزارة متخبطة في كل يوم بقرار جديد هدفه طائفي بامتياز".
ويجيب "عُمر" عن سؤال، الفرق بين استياء التعليم العالي في القطاع العام والخاص؟ "لا يفرق كثيرا سوى أن "العام" يغطي على الفساد. بينما "الخاص" يُظهر كل صغيرة وكبيرة للعلن، سعيا منه للحفاظ على الأرباح واشاعة سمعة مهنية عالية، لجلب عدد أكبر من الطلبة.
ضعف الأساتذة الجدد
وعن أسباب ضعف أساتذة الجيل الجديد بالعراق، وغياب أو محدودية الإعداد الكافي في دراساتهم العليا من ناحية بناء القدرات والمهارات في البحث العلمي، يعتقد "عُمر" بأن "هذا يرجع لأساس الطالب في دراسته؛ عاصرت طلابا لا يملكون من الاختصاص العلمي إلا اسمه، والسبب في ذلك الباحث نفسه، نعم للبيئة المحيطة تأثير لكن بناء المعلومة الذاتية تأتي من الممارسة العملية وليس النظرية. وهذا ادى بدوره إلى عدم ثقة الطالب بأستاذه مما ينعكس على المخرج العام للطلبة وممارستهم للذي تعلموه بالحياة العلمية".
ويلفت "عُمر" إلى أن "بعض المشرفين على البحوث تغيب عنهم منهجية البحث بصورة شبه كاملة، وهذه مشكلة تجعل طالب الماجستير تائهاً لمدة لا تقل عن أربعة أشهر في بداية بحثه، كون المشرف لا يعرف شيئا عن موضوع طالبه وتفاصيله". وعن المكتبات العامة، والمراكز البحثية التي يجب توفرها لخدمة الباحثين الشباب، وهل توجد مراكز لطلبة الدراسات العليا ام يعتمد الطالب العراقي على نفسه في كل مقتضيات البحث، فإنها "بمستوى ضعيف جدا مقارنه بأفقر دول العالم". ويتفق "عُمر" مع ان الثقافة السائدة في المجتمع ومؤسساته لا يتوافر فيها القدر الكافي من القيم الخاصة بأهمية البحث العلمي أو جدوى دعم الدراسات العليا. ويرى أن سبب ذلك هو اللهاث خلف الالقاب والشهادات الخاوية من المبدأ العلمي والأكاديمي.
استلال علمي
ويكشف "عُمر" وجود الكثير من نسب "الاستلال في البحوث العلمية بالعراق، ولكن من الصعب التحري فيها لعدم وجود مجلات مصنفة تستطيع فحص تلك النسبة. مما يؤدي بالمُقيّم إلى الاعتماد على ذاكرته وخبرته في حال مرور هذه الورقة البحثية عليه سابقا او عدمه. الوزارة لم تعالج ولم تحاول معالجة هذه الظاهرة، الحالات التي تكتشف في هذا المجال؛ فردية تعتمد على خبرة المُقيّم".
ويلفت "عُمر" إلى أن "المشكلة الكبرى الغائبة عن الجميع أن العراق يفتقر لمجلات ومؤتمرات مصنفة في قواعد بينات البحث العلمي الرصينة كـ springer, IEEE, DBLP, Elsieve. وهذا ما يمثل أكبر مشكل للباحث العراقي عندما يقارن بغيره من باحثي العالم".
ويعتقد "عُمر" بإمكانية صياغة تصور مبدئي لمقدار الهدر والفاقد الناتج عن عدم الاستفادة من الرسائل العلمية التي تم إعدادها ببرامج الدراسات العليا في الجامعات العراقية، وذلك "بمدى قدرة تطبيقها على أرض الواقع وهذا يتطلب دعما من رئاسات الجامعات والوزارة".
ويقترح "عُمر" آليات تحقق الاستفادة من الرسائل العلمية المقدمة في الجامعات العراقية، بعمل "حوسبة سحابية -شبكة معلومات عبر الإنترنت- تضم كل الرسائل العلمية الرصينة حصرا. وتكون مهيئة ومنشورة على شبكة الإنترنت لينتفع منها لاحقا من قبل الأجيال".
(العراق)