الضرائب.. السبب الوهمي لأزمة الكرة الإيطالية

ما هو سبب تراجع الاندية الايطالية؟ كيف اصبحت الأندية التي كانت تتنافس على شراء أكبر النجوم بأغلى ثمن فجأة غير قادرة على تقديم عرض قادر على إقناع لاعب متوسط المستوى بالقدوم الى الدوري، الذي كان الأجمل عالمياً؟

الأسباب مختلفة ولكن عكس ما نشر وقيل واُعلن أن الضرائب ليست السبب الأساسي في تراجع الكرة الايطالية مقارنة بالدوريات والأندية الأوروبية، فالضرائب في الدول الأوروبية متقاربة، وتتساوى تقريباً وذلك منذ أن تم تأسيس المفوضية الأوروبية والبنك الأوروبي المركزي في اوائل التسعينيات.

وهنالك بعض الاستثناءات المعدودة مثل برشلونة وريال مدريد كونهما جمعيات غير ربحية ولا أحد في إداراتهما يتقاضى راتباً ولا يوجد مجلس شركاء يتقاسم الأرباح في نهاية الموسم عكس أغلبية الأندية الأوروبية التي بالفعل تعتبر شركات استثمارية، ولكن كم هي قيمة الضرائب في إيطاليا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى؟ ننطلق من الضرائب على الدخل والتي تقع على عاتق رب العمل وفي هذه الحالة الأندية.

في ايطاليا رب العمل يدفع حوالي 48% بالإضافة الى الراتب الصافي. اي انه في حالة تقاضى الموظف 1000 يورو غير صافٍ، يحصل الموظف على 480 يورو، بينما تكون 520 يورو لمصلحة الضرائب لذلك عندما نتحدث عن راتب صافٍ يجب ان نحسب ضعفه كقيمة غير صافية يدفعها رب العمل وهذا المعدل يتغير حسب قيمة الراتب.

النظام في الدول الأوروبية الأخرى
ولتفادي التوغل في دهاليز القوانين الضرائبية المعقدة والتي تحتاج الى دراسة عميقة ومطولة لشرح كل التفاصيل سنسعى لتفسير الفوارق وتسليط الضوء عليها بشكل مبسط، ففي ايطاليا ثقل الضرائب يتركز أكثر على المدخول المتوسط ولا يُعاقب بشكل صارم الرواتب الضخمة.

 وهنا يمكن تذمر المواطن من الضرائب بينما لا يمكن للاعب أو الرياضي (الذي ينتمي لفئة مرفهة) التذمر أو التظلم، في الجدول أدناه نرى الفوارق البسيطة بين مختلف الدول الاوروبية من ناحية الضرائب المباشرة على الدخل.