ووفقاً لوكالة "رويترز" فإن مصادر أسترالية قالت إن هجوم واشنطن على الصين منح بكين فرصة لتجادل بأن طلب أستراليا إجراء تحقيق مستقل إنما هو جزء من حملة تقودها الولايات المتحدة لتحميلها مسؤولية تفشي فيروس كورونا المستجد. وكان وزير التجارة الأسترالي سايمون برمنجهام قد شدّد على عدم وجود صلة بين الطلب الأسترالي والاتهامات الأميركية، قائلاً "نحن لا نقوم بذلك كنوع من التبعية للولايات المتحدة. هناك بعض الاختلافات الواضحة بين بعض الأشياء التي تقولها الحكومة الأسترالية وبعض التعليقات الصادرة من الولايات المتحدة، وهذا يعود إلى أننا نقوم بتحليلنا الخاص ونعتمد على أدلتنا الخاصة ونصيحتنا الخاصة وسنقوم بهذا الأمر من خلال مجتمع الصحة العالمية". وكانت وزارة الخارجية الصينية قد قالت إن الدعوات لإجراء تحقيق هي "تلاعب سياسي"، وإن على أستراليا "الكفّ عن انحيازاتها الأيديولوجية المسبقة".
وفي سياق متصل نقلت "رويترز" عن مجلة "دير شبيغل" الألمانية، اليوم الجمعة، أن تقريراً للمخابرات الألمانية شكك في المزاعم الأميركية القائلة بأن فيروس كورونا مصدره مختبر صيني، ورأى المصدر أن الاتهامات هي محاولة لتحويل الانتباه عن فشل الولايات المتحدة في السيطرة على المرض.
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد ذكر الخميس، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن "معرفة مصدر الفيروس ستسمح بتجنّب مثل هذه الحلقات"، مضيفاً أن "الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يدخل في لـعبة الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين".
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الصين ضغوطاً عالمية متزايدة منذ أسابيع للسماح بتحقيق دولي بشأن مصدر الوباء، وكيفية انتقاله إلى البشر ومراحل انتشاره الأولى. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت، اليوم الجمعة، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ أن الصين تدعم تأسيس لجنة تقودها منظمة الصحة العالمية لمراجعة استجابة العالم لتفشي فيروس كورونا، وقالت إن عملية المراجعة يجب أن تتم "بشكل منفتح وشفاف وشامل للجميع"، وتحت إشراف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدانوم غبريسوس. لكنها أضافت كذلك أنها يجب أن تجرى "في وقت مناسب بعد انتهاء الوباء".
ودعت دول عديدة، بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الصين إلى مزيد من الشفافية بشأن تعاطيها مع أزمة فيروس كورونا، بينما قادت الولايات المتحدة وأستراليا الدعوات إلى فتح تحقيق دولي بشأن مصدر الوباء. وسبق أن رفضت الصين دعوات فتح التحقيق، متهمة الولايات المتحدة بـ"تسييس القضية". ونفت الصين بشدّة التهم بأنها أخفت معلومات على صلة ببداية تفشي الوباء، مصرّة على أنها لطالما تشاركت المعلومات مع منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى دون تأخير.