في الوقت الذي اختارت فيه أميركا الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، البروفسور بيتر نافارو، الخبير الاقتصادي المعروف بمواقفه المتشددة تجاه الصين لرئاسة المجلس الوطني للتجارة الذي أنشئ حديثاً في البيت الأبيض، تسعى بكين إلى توسيع تجارتها عالمياً، لتعويض أية انتكاسة محتملة لصادراتها الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وتستهدف الصين زيادة حجم تجارتها مع الكتل والدول الاقتصادية الكبرى، مثل روسيا ودول أميركا الجنوبية والهند وبعض دول أوروبا. في هذا الصدد، قال السفير الصيني في روسيا، لي هوي، "إن الصين هي أكبر شريك تجاري لروسيا لست سنوات متتالية، وسوف يستمر التعاون الثنائي في النمو رغم تباطؤ النمو العالمي". وذكر لي، في مقابلة أمس مع وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية، أن روسيا هي أحد أكبر موردي الطاقة والمنتجات الإلكترونية - الميكانيكية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة، بل إن استمرار انخفاض أسعار السلع العالمية لم يمنع التحسن المستقر للتعاون الثنائي.
وسيوفر ربط مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا، الذي وافق عليه رئيسا البلدين في 2015، فرصة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وتضم مبادرة الحزام والطريق، الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا عبر طرق الحرير القديمة. ويضم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أرمينيا وبيلاروسيا وقازاخستان وقرغيزستان وروسيا. وقال لي إن الاستثمارات الصينية المباشرة في روسيا تجاوزت بالفعل 10 مليارات دولار، ويضع البلدان 66 مشروعاً تصل قيمتها الإجمالية إلى 90 مليار دولار، على رأس أولوياتهما. وأضاف أن التعاون يتطور في قطاعات مثل الطاقة النووية والطاقة الكهربية وصناعة الكيماويات والزراعة والتعدين وصناعات أخرى.
وأشار لى، إلى أن إقامة خط أنابيب المسار الشرقي تتقدم بسلاسة، ومن المتوقع بدء توصيل الغاز للصين في 2018 بمعدل 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.
تأمل الشركات والهيئات الأخرى في النرويج، في تحقيق مزيد من التعاون مع الصين، حيث قرر البلدان تطبيع علاقاتهما بعد ست سنوات من تجميدها.
اقــرأ أيضاً
وعلى الصعيد الأوروبي، تتطلع الصين إلى زيادة حجم تجارتها مع دول منطقة اليورو وزيادة استثماراتها في بريطانيا. وتستثمر الصين حوالى 30 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا. وهناك خلافات تجارية بشأن وضع الصين في أوروبا، وهل هي دول ذات اقتصاد مختلط أم دولة تعتمد على الحرية الاقتصادية. وهذا الوضع يعقّد إلى حد ما صادرات الصين إلى دول منطقة اليورو. ولكن الصين تعمل على حل هذا الخلاف عبر منظمة التجارة العالمية، وبناء علاقات منفردة مع دول أوروبا.
في هذا الصدد، قالت كريستين سوجن لوند، المديرة العامة لاتحاد الشركات النرويجية الذي يعد المنظمة الرئيسية لأرباب العمل في النرويج، إن الشركات النرويجية تعمل على زيادة علاقاتها الاستثمارية والتجارية مع الصين. وذكرت لوند أن اتحاد الشركات النرويجية، الذي يمثل أكثر من 24 ألف شركة ويتكون من 19 من الاتحادات القطاعية و15 مكتباً إقليمياً
"شركاتنا مستعدة الآن لتطوير سلع وخدمات يحتاج إليها السوق العالمي، في شراكة وثيقة مع الصينيين"، لافتة إلى "وجود توافق بين الشركات النرويجية والصينية، ونتطلع إلى استئناف التعاون الكبير الذي كان بيننا منذ عقود". ويذكر ان العلاقات عادت بين البلدين بعد فترة طويلة من التدهور.والعلاقات بين الصين والنرويج جُمدت تماماً، منذ أن منحت لجنة نوبل في أوسلو الناشط الصيني ليو شياو بوه جائزة نوبل للسلام لعام 2010. وكانت بكين قد حكمت على ليو بالسجن 11 عاما في 25 ديسمبر 2009 بعدما أدانته محكمة في بكين بالتورط في أنشطة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة.
من جانبه، قال جان- جونار وينثر، مدير معهد البحوث القطبية النرويجي، إن معهده أجرى تعاونا وثيقا مع المؤسسات الصينية في مجال العلوم القطبية، في السنوات القليلة الماضية، وإن تطبيع العلاقات سيمكن من تدعيم هذه البحوث على نحو أكبر. ويذكر أن الصين تسعى إلى قيادة دول العالم نحو إنجاح اتفاقات التجارة الحرة التي يرفضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
(العربي الجديد)
اقــرأ أيضاً
وتستهدف الصين زيادة حجم تجارتها مع الكتل والدول الاقتصادية الكبرى، مثل روسيا ودول أميركا الجنوبية والهند وبعض دول أوروبا. في هذا الصدد، قال السفير الصيني في روسيا، لي هوي، "إن الصين هي أكبر شريك تجاري لروسيا لست سنوات متتالية، وسوف يستمر التعاون الثنائي في النمو رغم تباطؤ النمو العالمي". وذكر لي، في مقابلة أمس مع وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية، أن روسيا هي أحد أكبر موردي الطاقة والمنتجات الإلكترونية - الميكانيكية ومنتجات التكنولوجيا الفائقة، بل إن استمرار انخفاض أسعار السلع العالمية لم يمنع التحسن المستقر للتعاون الثنائي.
وسيوفر ربط مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة روسيا، الذي وافق عليه رئيسا البلدين في 2015، فرصة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وتضم مبادرة الحزام والطريق، الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، بهدف بناء شبكة للتجارة والبنية الأساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا عبر طرق الحرير القديمة. ويضم الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أرمينيا وبيلاروسيا وقازاخستان وقرغيزستان وروسيا. وقال لي إن الاستثمارات الصينية المباشرة في روسيا تجاوزت بالفعل 10 مليارات دولار، ويضع البلدان 66 مشروعاً تصل قيمتها الإجمالية إلى 90 مليار دولار، على رأس أولوياتهما. وأضاف أن التعاون يتطور في قطاعات مثل الطاقة النووية والطاقة الكهربية وصناعة الكيماويات والزراعة والتعدين وصناعات أخرى.
وأشار لى، إلى أن إقامة خط أنابيب المسار الشرقي تتقدم بسلاسة، ومن المتوقع بدء توصيل الغاز للصين في 2018 بمعدل 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.
تأمل الشركات والهيئات الأخرى في النرويج، في تحقيق مزيد من التعاون مع الصين، حيث قرر البلدان تطبيع علاقاتهما بعد ست سنوات من تجميدها.
وعلى الصعيد الأوروبي، تتطلع الصين إلى زيادة حجم تجارتها مع دول منطقة اليورو وزيادة استثماراتها في بريطانيا. وتستثمر الصين حوالى 30 مليار جنيه إسترليني في بريطانيا. وهناك خلافات تجارية بشأن وضع الصين في أوروبا، وهل هي دول ذات اقتصاد مختلط أم دولة تعتمد على الحرية الاقتصادية. وهذا الوضع يعقّد إلى حد ما صادرات الصين إلى دول منطقة اليورو. ولكن الصين تعمل على حل هذا الخلاف عبر منظمة التجارة العالمية، وبناء علاقات منفردة مع دول أوروبا.
في هذا الصدد، قالت كريستين سوجن لوند، المديرة العامة لاتحاد الشركات النرويجية الذي يعد المنظمة الرئيسية لأرباب العمل في النرويج، إن الشركات النرويجية تعمل على زيادة علاقاتها الاستثمارية والتجارية مع الصين. وذكرت لوند أن اتحاد الشركات النرويجية، الذي يمثل أكثر من 24 ألف شركة ويتكون من 19 من الاتحادات القطاعية و15 مكتباً إقليمياً
"شركاتنا مستعدة الآن لتطوير سلع وخدمات يحتاج إليها السوق العالمي، في شراكة وثيقة مع الصينيين"، لافتة إلى "وجود توافق بين الشركات النرويجية والصينية، ونتطلع إلى استئناف التعاون الكبير الذي كان بيننا منذ عقود". ويذكر ان العلاقات عادت بين البلدين بعد فترة طويلة من التدهور.والعلاقات بين الصين والنرويج جُمدت تماماً، منذ أن منحت لجنة نوبل في أوسلو الناشط الصيني ليو شياو بوه جائزة نوبل للسلام لعام 2010. وكانت بكين قد حكمت على ليو بالسجن 11 عاما في 25 ديسمبر 2009 بعدما أدانته محكمة في بكين بالتورط في أنشطة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة.
من جانبه، قال جان- جونار وينثر، مدير معهد البحوث القطبية النرويجي، إن معهده أجرى تعاونا وثيقا مع المؤسسات الصينية في مجال العلوم القطبية، في السنوات القليلة الماضية، وإن تطبيع العلاقات سيمكن من تدعيم هذه البحوث على نحو أكبر. ويذكر أن الصين تسعى إلى قيادة دول العالم نحو إنجاح اتفاقات التجارة الحرة التي يرفضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
(العربي الجديد)