وتسببت الحرب الدائرة في سورية، والقصف الذي تتعرض له المدينة، في تراجع كبير في تلك الصناعة، حيث انخفض عدد المصانع المنتجة للزجاج والفخار اليدوي في المدينة، من 50 مصنعا إلى واحد فقط، كما توقف التصدير؛ بسبب صعوبة وصول المواد الأولية، وغلاء أسعارها، نظراً للظروف الأمنية وهجرة اليد العاملة.
وأوضح صاحب مصنع الزجاج والفخار الوحيد في المدينة، محمد الناعس، أنه ورث الحرفة من والده، ولفت إلى أن هذه الصناعة تراجعت، بسبب انقطاع الكهرباء، وغلاء أسعار الوقود والمواد الأولية. مضيفاً: "كنا نشتري المواد الأولية من دمشق بأسعار زهيدة، أما الآن فقد تضاعفت الأسعار عدة مرات عن السعر السابق، ولم نعد نستطيع شراءها".
وتعدّ صناعة الفخار والزجاج المزين بالنقوش، واحدة من أعرق الصناعات اليدوية في سورية، يقوم الحرفيّون بتصنيعها على أشكال وأحجام مختلفة، لتتناسب مع جميع الأذواق، ويشتريها الناس في العادة بغرض الزينة، وإضفاء مظهر مميّز على بيوتهم.
وكانت سورية تصدر العديد من المنتجات اليدوية منها أو المصنعة آلياً قبل الحرب، مستفيدةً من انخفاض سعر المواد الأولية والنفط، وتوافر اليد العاملة الماهرة والرخيصة، لكن العمليات العسكرية في البلاد، وفقدان الأمن، وحالات النزوح؛ أوقفت تصدير عدد كبير من المنتجات؛ التي كانت تشكل مصدرا جيدا للدخل لكثير من الناس، ودعامة لاقتصاد البلاد.