وبينما اختار عدد من المواطنين التجمهر، صباح أمس الأربعاء، بالقرب من شارع محمد الخامس على بعد بضعة أمتار من مكان الاعتداء، فضّل آخرون إلقاء نظرة على عناوين الصحف علّهم يجدون بعض المعلومات الإضافية عن الاعتداء، ولا سيما بعد بروز تساؤلات عدة عن كيفية حدوث العملية وترجيح إمكانية وجود انتحاري فجّر نفسه بالقرب من الحافلة. وقد أسفر الاعتداء عن مقتل 12 جندياً من الأمن الرئاسي فضلاً عن العثور في مكان الانفجار على جثة لم يتم بعد تحديد هويتها. كذلك أصيب 20 شخصاً بينهم أربعة مدنيين والبقية من عناصر الأمن الرئاسي.
اقرأ أيضاً: شموع في شوارع تونس تضامناً مع الضحايا وتأجيل الإضرابات
يؤكد محمد، وهو موظف تونسي متقاعد، لـ"العربي الجديد"، أنّه أصيب بصدمة جرّاء الاعتداء، واصفاً الإرهابيين بـ"الجبن والغدر، ولا سيما أنهم يستهدفون أبرياء وعزّل". يرى محمد أنّ "العالم أجمع أصبح مهدداً بخطر الإرهاب، وأن يد هؤلاء المتطرفين قد تضرب في أي بلد"، مبيّناً أن "الشعب الذي يتكاتف ويوحّد صفوفه وحده القادر على المجابهة والصمود". ويحذر محمد من أنّ "التجاذبات السياسية والاختلافات هي التي تغذي الإرهاب"، منتقداً "بعض المنابر الإعلامية، والحضور الدائم للسياسيين الذين يحاولون استثمار الحدث".
من جهته، يرى حسن الغربي أنّ "الخوف يظل قائماً طالما أن الإرهابيين أصبحوا في قلب العاصمة، إذ إنه لا يمكن التمييز بين إرهابي ومواطن عادي، فالانتحاريون يعيشون بيننا، ويتجولون معنا وقد يتواجدون في الشوارع، وفي الحافلات وفي أي مكان ولا أحد ينتبه إليهم".
ويشدد الغربي على أنّ الأمن بمفرده لا يمكنه مواجهة هذا الخطر الداهم، إذ لا بد من تضافر جهود الجميع من مواطنين ومجتمع مدني وسياسيين لمجابهة الإرهاب.
من جهته، يرى حسني صحبي، أنّ "ما حصل مؤلم جداً وأن الضربة موجعة وقوية، إذ لم يسبق أنّ تمّ استهداف الأمن الرئاسي"، واصفاً الاعتداء "بالكارثة ووصمة عار لتونس، إذ إنه من غير المقبول ترك الثغرات لهؤلاء الإرهابيين".
ويلفت إلى أنه "مباشرة بعد انتشار خبر الاعتداء، فإنّ حالة من الفوضى والارتباك سيطرت على العديد من المواطنين في شارع باريس وباب منارة والحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، إذ سارع البعض للبحث عن سيارة أجرة، وهرول أهالي الأمنيين بحثاً عن ذويهم، في حين قلق كثيرون على أولادهم".
من جهة ثانية، يشير صبحي إلى أنه "يوجد تغيّر واضح في الاعتداءات، حيث نزل الإرهابيون من الجبال إلى قلب العاصمة"، مبيناً أنه "لم يسبق لتونس أن عاشت حادثة مماثلة".
بدوره، يوافق مالك رجب على أنّ نسق الاعتداءات الإرهابية في تطور، وخصوصاً أنه تم استهداف الأمن الرئاسي، أقوى جهاز في الدولة، وهو ما جعل الصدمة مضاعفة، على حد قوله. ويعتبر أن هذا الأمر "يستدعي وقفة حازمة من الجميع للقضاء على الإرهابيين، فالمواطن مهدد والدولة كذلك، ولا أحد بمأمن، لا على حياته ولا على أطفاله".
ووفقاً لرجب، فإنّ "استهداف الأمن الرئاسي هو استهداف لكيان الدولة ولأمن الدولة"، واصفاً ما حصل بـ"المأساة". ويضيف "في السابق كنا نسمع عن الإرهاب وعن القتل، وعن استشهاد جندي في الجبال. أما اليوم فالموت والجثث في قلب تونس".
ويرى رجب أنّ "الإرهابيين يروجون لثقافة الموت وهم ضدّ الحياة، وأن هؤلاء لا يهمهم مدني أو أمني لأنهم يضربون أسس الدولة، ويرعبون المواطن"، معرباً عن أمله في أن "لا تحدث عمليات أخرى مرعبة ومؤلمة".
اقرأ أيضاً: السبسي للتونسيين: فرض حالة الطوارئ وحظر التجول