سلّم رئيس التيّار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، قائمة مرشحيه للتشكيلة الوزارية المقبلة إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري، فيما انتقد مراقبون تجاوز الصدر لرئيس الحكومة حيدر العبادي، وعرض مرشحيه للحكومة الجديدة على رئيس البرلمان.
وقال المتحدّث باسم الجبوري، عماد الخفاجي، في بيان صحافي، إنّ "الجبوري تسلّم اليوم رسالة من الصدر تتضمّن قائمة مرشحيه لحكومة التكنوقراط"، مبيّناً أنّ "الجبوري أبدى اهتمامه بالأسماء، والتي يعدّها جزءا من جهود الإصلاح".
وأشار إلى أنّ "رئيس البرلمان يعتقد أنّ الأسماء التي قدّمها الصدر ستكون سنداً لرئيس الحكومة حيدر العبادي في اختيار التشكيلة الوزاريّة، والتي من المنتظر أن يعرضها على نواب الشعب، للتصويت عليها وفق الآليّات الدستوريّة".
وكان زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر قد فاجأ، أول من أمس الإثنين، الجميع بإعلانه عن اكتمال التشكيلة الوزاريّة من التكنوقراط، داعياً رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عرضها على البرلمان للتصويت عليها.
من جهته، أبدى الخبير السياسي محمد الغانم استغرابه من تحرّكات الصدر، وتصرفاته "وكأنّه رئيس للحكومة".
وقال في حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصدر شكّل لجنة لترشيح واختيار وزراء تكنوقراط للحكومة المقبلة على حدّ قوله، لكنّ السؤال المهم هو من الذي خوّل الصدر حق ترشيح واختيار وزراء جدّد، وهل هو رئيس للحكومة حتى يشكل لجنة ويختار وزراء؟"، مضيفا أنّ "الأغرب من ذلك كلّه أنّ الصدر يقدّم المرشحين لرئيس البرلمان متجاوزاً رئيس الحكومة".
وأشار إلى أنّ "كل ذلك يؤشّر على الضغط الكبير الذي يمارسه الصدر على العبادي، والذي وصل حدّ تجاوز العبادي والتواصل مع رئاسة البرلمان بشكل مباشر"، مؤكّداً "صعوبة المرحلة الخطرة التي تمرّ بها البلاد، وصعوبة التوافقات التي ستجري بين العبادي والصدر من ناحية التنازلات الكبيرة التي سيقدّمها العبادي للصدر".
كما أكّد أنّه "على هذه الحالة، فإنّ الإصلاح والتغيير الذي يصبو له العبادي سينقلب إلى فساد ومحاصصة حزبيّة جديدة في البلاد، الأمر الذي سيجر العراق إلى ما لا تحمد عقباه".
يأتي ذلك في وقت يعتصم فيه الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، منذ يوم الجمعة الماضي، أمام بوابات المنطقة الخضراء، للمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، فيما رفضت اللجنة المنظمة للاعتصام قرارات اجتماع الرئاسات الثلاث والقوى السياسية الذي عقد السبت الماضي، واعتبرتها "تسويفاً" لمطالب الشعب العراقي.
وتضع الاعتصامات حكومة العبادي على المحك، إذ تُعَدّ تجربة جديدة يمر بها العبادي واختباراً لمدى قدرته على احتواء الموقف، في وقت يسعى فيه لإحداث تغيير سياسي واستبدال الحكومة بحكومة تكنوقراط، الأمر الذي ألّب عليه كتل تحالفه الوطني، ومنها كتلة الصدر، والتي ترى أنّ التغيير يضرب مصالحها بالصميم.
اقرأ أيضاً: العراق: الصدر يعلن تشكيل طاقم وزاري ويدعو البرلمان لإقراره