حمّلت الصحف القطرية، الصادرة اليوم الأحد، الدول التي فرضت الحصار على دولة قطر، المسؤولية الكاملة أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعوب الخليجية والعالم عن تداعيات هذه الأزمة التي حاصروا فيها شعباً شقيقاً، وانتهكوا حقوقه وحقوق أشقائه في دول الحصار.
وأكدت الصحف على أن الموقف القطري تجاه الأزمة الخليجية المفتعلة "سيظل ثابتاً وواضحاً، وسيبقى التزام دولة قطر بسياسة توضيح الحقائق ونفي الاتهامات وإثبات بطلان الدعاوى التي تطلقها هذه الدول بكل صبر وأناة، برغم جميع الاتهامات الباطلة والاتهامات الكاذبة والملفقة".
وقالت صحيفة "الشرق" إنه لم يكن صعباً الرد على الاتهامات السعودية وتفنيدها، خاصة أنها بدأت بالاستهداف والتلفيق والتآمر على دولة عضو في البيت الخليجي، وبدأ الرد القطري على الخطوة الأولى التي تمثلت في اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ونسب تصريحات مفبركة إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدةً أنه كان معلوماً للقاصي والداني أن الأمير لم يدل بأي تصريحات، وبالتالي لم يكن صعباً على دولة قطر دحض تلك الدعاوى بسهولة وتفنيد تلك الأكاذيب. وطالبت قطر بتقديم التسجيل الذي يحوي التصريحات المنسوبة إلى الأمير، ولأن تلك التصريحات غير موجودة أصلاً فقد انقلب السحر على الساحر، وبدأت رحلة التراجع والهزائم الإعلامية والسياسية لدول الحصار.
وقالت الصحيفة في مقال لرئيس تحريرها إن دول الحصار تدعي أن دولة قطر تؤوي وتحتضن جماعات إرهابية وتروج لها، وقدموا استضافة منسوبي طالبان كدليل وبرهان لهذا الادعاء، وللمرة الثانية عادت الأسهم إلى راميها حيث تبين أن استضافة طالبان تمت بطلب أميركي.
كما أشارت الصحيفة إلى مزاعم هذه الدول بتمويل دولة قطر للحركات الإرهابية، قائلةً إنه لم يكن صعباً كشف الحقيقة، وهي أن دولة قطر ظلت منذ زمن طويل تقدم العون الإنساني والإغاثي والتعليمي إلى كافة دول العالم من المتضررين من الإرهاب ومن ضحايا الحروب، ولأن الحقيقة لها جنود مجندة، فقد جاء الدفاع عن دولة قطر تلقائياً ومن الرئيس الأميركي نفسه الذي شهد أمام قادة العالم بأن دولة قطر شريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب.
وفي ما يتعلق بالمزاعم التي تتهم دولة قطر بالتحريض للخروج على الدول وشق صفها الداخلي، أوضحت "الشرق" أن هذا الاتهام جاء ليبين عظم الدور الذي تقوم به دولة قطر في الوساطة بين المتنازعين والفرقاء في مشارق الأرض ومغاربها بلا قيد أو شرط، وها هي قوة الواجب القطرية تنسحب من الأراضي الجيبوتية، فإذا بالقتال يتجدد والنزاعات تشتعل بين جيبوتي وإريتريا لتؤكد هذه الحادثة الرد العملي على هذه الأكاذيب، وإثبات أنها مجرد اتهامات لا علاقة لها بأرض الواقع.
وأوضحت أنه إذا كانت هذه الاتهامات قد سقطت بتبيان الحقائق، فهناك اتهامات أخرى لا تستحق الرد لأن دحضها جاء بلسان من قاموا بالترويج لهذه الأكاذيب، ومن ذلك فرية أن دولة قطر تسعى لبث الفوضى في البحرين وتهديد الأمن العربي.
وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من كل هذه البراهين فإن دولة قطر لم تصف هذه الإجراءات الظالمة التي تنتهك القانون الدولي بأنها حصار، بل إن السعودية وتوابعها هم من أسموها بالحصار وغنوا لها، وطافوا على بلدان العالم في أوروبا وآسيا والأميركيتين، بالإضافة إلى العالم العربي، ولم تكن حصيلتهم أكثر من تأييد بعض الدول المغلوب على أمرها التي استجابت في حياء ثم عادت في اليوم التالي.
وأضافت "أمام هذا الواقع المخيف لم يجد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وسيلة للهروب سوى الإنكار، والقول إن ما حدث هو مقاطعة وليس حصاراً وإصراره على تقديم شروط لرفع الحصار في بادئ الأمر، وعندما لم يجد السند لاتهاماته الجائرة قال: إنها ليست شروطاً بل هي مطالب".
وأكدت على أن الاتهام بدعم الإرهاب ليس مزحة، بل يتطلب دلائل وقرائن تثبت الواقعة، وتاريخ قطر يؤكد صحة موقفها وبراءة صحيفتها فإنها لم تعتمد على الإثارة والتهويل والاتهامات المتبادلة. وكان بوسعها أن ترد الصاع صاعين، وأن تقود هي الأخرى حملة مضادة ومحملة بالاتهامات، لكنها لم تفعل لأنها تدرك أن الحقيقة ستنتصر في نهاية المطاف.
من جهتها، أكدت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها أن المحاصرين سيظلون يتخبطون، بينما ستظل دولة قطر راسخة كالجبل الأشم واثقة من شفافية تعاملاتها وإجراءاتها وعلاقاتها، متمسكة بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون، ثابتة على سياستها التي تتأسس على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكافة الدول.
وقالت الصحيفة "عندما تكون الاتهامات واهية تفتقد الدليل والبرهان، يلجأ مطلقوها إلى التلفيق والاجتزاء وإخراج التصريحات من سياقها في محاولة يائسة للتعلق بأهداب أي ورقة توت تستر عورة أكاذيبهم وتغطي فضيحة إفلاسهم. واذا كانت دول الحصار والمقاطعة قد اتخذت إجراءات وارتكبت انتهاكات يندى لها جبين الإنسانية، بينما هي ما زالت حسب تصريحات دبلوماسييها تعد ما أسمته قائمة شكاوى أو ملاحظات ضد قطر، فليس غريبا أن تنبش في أرشيفها الخاوي لتخرج منه تلفيقا جديدا ينضح بالكذب والتحريف والاجتزاء".
وأشارت إلى "سعي البحرين في محاولة ساذجة ومكشوفة للمغالطة وقلب الحقائق وإخراجها عن سياقها الصحيح"، مضيفة أن "العجيب في الاتهامات البحرينية ذلك الاتصال الذي ادعت أنه تدخل وزعزعة، والحقيقة أنه جرى منذ نحو سبع سنوات بموافقة السلطات البحرينية نفسها، وهو ما أكدته دولة قطر وشهد بصدقه الطرف البحريني في الاتصال الذي أكد أيضاً أنه كان جزءاً من اتصالات متعددة لاحتواء الأزمة آنذاك مع عدد من الدول الخليجية والإقليمية وليس قطر فقط، وأن جميع هذه الاتصالات كانت معلنة وبعلم الحكومة البحرينية".
من ناحيتها، قالت صحيفة "الراية" إن دول الحصار قالت في بداية الأزمة إن لديها مطالب على دولة قطر أن تنفذها لتطبيع العلاقات معها وفك الحصار، ثم تراجعت لتقول إن لديها شكاوى مجرد شكاوى تعمل على تجميعها، ما يعني أنه ليس لديها منطق وقضية مع قطر، هبت بليل وعلى عجل بلا أجندة غير أجندة استهداف قطر بالكذب والبهتان، والآن بعد أن ظهر الحق أعلنوا أنهم يسعون لتجميع شكاوى.
وأشارت الصحيفة في مقال لرئيس تحريرها، إلى الفشل السياسي والإعلامي الذريع الذي أصاب مخططي هذه الحملة العشوائية، وأظهر عدم نضجهم وحالة اليأس التي تملكتهم وأخرجتهم عن طورهم، فأصبحوا يصرحون بما لا يعون ويفتون في ما يجهلون.
وأشادت الصحيفة بتعامل القيادة القطرية مع الأزمة منذ بداية الحملة الإعلامية المسعورة، وبإدراكها أن الاستهداف قادم لأبعد من الهجوم الإعلامي الجبان، فوضعت من الخطط والبدائل المدروسة محلياً وخارجياً ما أفشل مخططاتهم، ليرتد السهم لصدور ونحور من أطلقوه لإيذاء شقيق طالما ظل على الدوام سنداً منيعاً بجوارهم ووفياً مخلصاً لهم.
وأشارت إلى أن الشركات وأصحاب الأعمال في السعودية والإمارات طالبوا حكوماتهم بتعويضهم جراء الخسائر الفادحة التي تكبدوها بفقدانهم للسوق القطري، مؤكدة أن دولة قطر رغم الكساد الاقتصادي الذي ضرب دول "أوبك" والعالم ظل اقتصادها قوياً ومتماسكاً، بل في نمو مستمر، فسارت مشاريعها بذات وتيرتها المتصاعدة والمتسارعة، ما جعل أنظار المنطقة والعالم ترنو باتجاه دولة قطر.
وقالت إنه بالرغم من افتضاح الأمر ظل الإعلام المرتزق على حاله، ويضج غوغائية ضد دولة قطر دون أن يعرف أصل القصة يعلو ضجيجه بلا طحين، خاصة عند زيادة عداد الريالات والدراهم، واصفةً إعلامهم بالانتهازي، منه ما يتبع السعودية وآخر توجهه الإمارات، وكلتا الدولتين تتصيد أختها وتجتهد في تبخيسها من تحت الطاولة، وسيأتي لا محالة اليوم الذي ينكشف فيه المستور ويقع فيه المحظور، وعندها لن تتوانى دولة قطر بقيادتها الشهمة في القيام بدورها الذي يمليه عليه ضميرها ونخوتها ومروءتها في إصلاح ذات البين بين الشقيقين ظاهراً والعدوين في الخفاء.
وطالبت "الراية"، من افتعل الأزمة وأوقد نارها، "بتحمل مسؤولياتهم كاملة أمام الله وأمام التاريخ وأمام الشعوب الخليجية والعالم كله تجاه تداعيات هذه الأزمة التي حاصروا فيها شعباً شقيقاً، وانتهكوا حقوقه وحقوق أشقائه في دول الحصار، وهم في غمرة اندفاعهم وعدم وعيهم بهذه التداعيات الصارخة والفاضحة".
وأكدت أن "المؤامرة انكشفت فلم يفلح إعلام الارتزاق ولا تسريبات وتسجيلات في غير محلها استجدوا فيها وساطة قطر بالأمس واعتبروها اليوم تدخلاً في شؤونهم الداخلية، لم تجد محاولات غسل المخ ولا جولات وتضليل وتدليس في النيل من دولة قطر أو حتى زحزحتها عن ثوابتها ومبادئها ،متسائلة لكن ماذا نفعل مع طموح سياسي جارف أراد أن يحجز له مكانة في المقدمة قبل الأوان ليجعل من ميدان قطر ساحة لنيل مآربه على حساب من هم أكبر منه مكانة ومنصباً؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن قراءة استمرار استهداف قطر رغم فشل المقاطعين في إيجاد مبررات حقيقية لقطع العلاقات، ثم فشلهم في تحديد مطالب لرفع الحصار ثم استبدال المطالب بالشكاوى التي يجري تجهيزها، سوى الفشل في تسويق مبررات قطع العلاقات والتعجل بفرض حصار جائر على دولة قطر باتهامات بلا أدلة.
وقالت إن "الشعوب الخليجية لا يمكن أن تصدق هذا المسلسل الرمضاني المضحك والمسلي الذي شغلوا به الناس عن أجواء الشهر الفضيل الإيمانية"، مضيفةً أن المواطن السعودي والإماراتي لن يحتمل الكذب عليه ومحاولة تغفيله مهما فعلت الآلة الإعلامية، وهو الأدرى بما يدور حوله، لقد فقد الشعبان الثقة في دبلوماسية بلديهما وفي إعلامهما، ومن الصعب إعادة هذه الثقة المفقودة حتى ولو بعد حين.
وذكرت "سنتصدى بكل قوة لكل محاولات استهداف قطر، بعد أن أزيح ستار الخيانة عن المدبرين والمحرضين وأبواق النفاق والارتزاق ممن تشبعوا بترديد الاتهامات حتى صدقوها".
(قنا)