اهتمت مختلف الصحف البريطانية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالاتفاق الذي وقعته إيران مع مجموعة الدول الست، واعتبرت الصحف على اختلاف توجهاتها السياسية أن الاتفاق سيشكل نقطة تحول في العلاقات بين طهران والغرب أولا، ثم قد يشكل انعطافة في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لجهة التقارب أكثر مع طهران، والتعاون معها أكثر في ملفات الشرق الاوسط الساخنة، لا سيما في سورية والعراق واليمن.
وإذا كان النقاش حول "تاريخية" الاتفاق سوف يأخذ زمنا حتى يُحسم بين المتحمسين للإنجاز والمنزعجين منه، فإن الكاتب جوليان بورجر في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قال بشكل حاسم إن الاتفاق أضاف قيمة تاريخية للعاصمة فيينا، وإن اقتصر دور ساستها على دفع فاتورة إقامة الوفود في فندق "باليز كوبرج"، وتقديم الدعم اللوجستي للمتفاوضين بالكثير من الزبيب والشوكلاته والأكثر من بسكويت "موزارت" النمساوي الشهير.
الرابحون والخاسرون
وأفردت "ذي غارديان" صفحتين متقابلتين لتناول تفاصيل الاتفاق النووي، وعرض أبرز النقاط التي وردت فيه إلى جانب أبرز المواقف الدولية، وفي هذا الجانب ركزت الصحيفة على موقفي إسرائيل والمملكة العربية السعودية. فبينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق "خطأ تاريخيا"، التزمت الرياض صمتا يعبر عن قلق عميق، على حد تعبير الصحيفة.
وفي حسابات الربح والخسارة، اعتبرت الصحيفة أن أكبر الرابحين من الاتفاق هم حلفاء إيران، وخاصة بشار الأسد وحزب الله اللبناني، إلى جانب الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، حيث سيسجل الاتفاق في قائمة إرث الرئيس أباوما على مستوى الإنجازات الخارجية، في حين يرى بوتين أن رفع الحصار عن إيران سوف يدعم قطاع الصناعات العسكرية في بلاده.
أما قائمة الخاسرين فقد تصدرتها إسرائيل التي فشل رئيس وزرائها في عرقلة الاتفاق، وألحق أضرارا بالغة بعلاقات تل أبيب مع واشنطن، ناهيك عن ارتفاع أصوات تطالب باستقالته. أما الخاسر الثاني – حسب ذي غارديان- فهو تنظيم "داعش" الذي يخشى قيام تحالف دولي ضده عماده الولايات المتحدة وإيران. ووضعت الصحيفة، السعودية، في قائمة الخاسرين من الاتفاق، لا سيما وأن الرياض لا ترغب في أي تقارب بين الولايات المتحدة وخصمها اللدود في الخليج، كما أن السعودية لا ترحب بالنفوذ المتنامي لطهران في العراق وسورية واليمن والبحرين.
نصر دبلوماسية الصبر
واعتبرت افتتاحية "ذي غارديان" الاتفاق "نصرا لدبلوماسية الصبر" التي قدمت لغة الدبلوماسية والبراغماتية على الحلول العسكرية. وقالت الصحيفة إن الاتفاق يُخرج إيران من عزلتها ويفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الغرب، ويفتح الأبواب أمام علاقات واسعة في التجارة والاستثمارات والسياحة، كما يفتح المجال أمام حوار وتعاون حول المشكلات المعقدة التي تمر بها المنطقة، وهذا كله يصب في صالح الشعب الإيراني والغرب معاً.
وقالت "ذي غارديان": "أمام إيران فرصة لأداء دور مختلف وبنّاء في الشرق الأوسط، لا سيما على جبهة محاربة "داعش"، حيث تلتقي مصالح الولايات المتحدة والغرب وإيران عند ضرورة القضاء على خطر الإرهاب الذي تمثله "داعش". ومضت الصحيفة بالقول إن على إيران الآن أن تأخذ منهجا أكثر ليونة اتجاه إسرائيل، وأن توظف نفوذها لدعم السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. بالمقابل دعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى اغتنام الفرصة والتحرك بشكل سريع لرفع الحصار عن الشعب الإيراني، حتى يشعر المواطن الإيراني العادي بفوائد الاتفاق، وقالت "ذي غارديان" إن اتفاق فيينا هو فرصة تاريخية، وعلى جميع الأطراف اغتنامها لكي يعم الخير على كامل المجتمع الدولي".
جدار برلين الإيراني
الكاتبة الإيرانية الأصل، أزيده موافيني، اعتبرت في مقالة بصحيفة "ذي غارديان" الاتفاق بمثابة لحظة سقوط جدار برلين الإيراني التي ستفتح للمواطن الإيراني العادي آفاقا جديدة نحو العالم، ونهاية لمحنة العذاب التي تراكمت مع سنوات الحصار. وقالت الكاتبة إن المواطن الإيراني بات اليوم مشغولاً ومهموماً بحياته اليومية ومتطلباتها أكثر من اهتمامه بالأيديولوجيا والمواقف المتشددة. وأشارت الكاتبة إلى أن سنوات الحصار حرمت المواطن الإيراني من السفر والعمل والتعليم في الخارج، فقد أصاب الحصار كل مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية بالشلل، ومن هنا يبدو المواطن الإيراني العادي توّاقا لرؤية نتائج سريعة للاتفاق بين إيران والغرب تترجم إلى حقائق ملموسة في حياته اليومية.
اتجاه آخر
إلى ذلك، قال الكاتب روبرت فيسك، في مقال رأي بصحيفة "ذي اندبندنت" إن إنحياز الولايات المتحدة إلى جانب إيران؛ والذي أغضب إسرائيل والسعودية، يُؤكد رغبة الرئيس أوباما بأخذ العلاقات بين طهران والغرب في اتجاه آخر، وكأنه يقول بذلك "وداعا لنفوذ الدول السنية التي ارتكب أبناؤها جرائم ضد الإنسانية في 11/9، وقدمت للعالم أسامة بن لادن، ودعمت طالبان في أفغانستان، ثم دعمت الإسلاميين السنة المتطرفين في العراق وسورية. ووداعا للأمراء الذين يدعمون "داعش". لقد سئمت واشنطن وتعبت من أمراء الخليج، وثقافتهم المتزمتة، ومن ثرواتهم المكدسة، وحربهم الأهلية البائسة في اليمن، فإيران الشيعية الآن هي الرجل الجيد بين الجميع".
ويضيف فيسك، هناك أشياء أخرى كانت تجري على قدم وساق في كواليس فيينا. فإيران هي الآن في مقدمة من يُمكن التفاوض معهم حول مستقبل سورية ونظام الأسد، فقوات الحرس الثوري وقوات حلفائها في حزب الله يقاتلون في الخطوط الأمامية ضد "داعش" والجماعات الإسلامية المتطرفة، وهنا بالضبط تلتقي مصالح الطرفين الإيراني والأميركي، وربما هذا ما يفسر غضب إسرائيل التي تمد يد العون لبعض الجماعات الإسلامية السنية التي تقاتل حلفاء إيران في سورية.
سباق تسلح
في المقابل، قالت صحيفة الـ "تايمز" في الصفحة الأولى إن حلفاء أميركا مستاؤون من الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الرئيس باراك أوباما، وأشارت الصحيفة إلى مخاوف دول الخليج وإسرائيل من أن يؤدي الاتفاق بين الدول الغربية وإيران إلى إطلاق سباق تسلح في المنطقة، وأن يؤدي التقارب بين واشنطن وطهران إلى الإخلال بتوازن القوى في المنطقة، خاصة وأن إيران أعقبت توقيع الاتفاق بتصريحات تشير إلى المزيد من التعاون مع الولايات المتحدة على مستوى محاربة "داعش".
اتفاق الندم
الكاتب في صحيفة الـ "تايمز" روجر بويز، يرى أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا سوف تندم يوماً ما على هذا الاتفاق وعلى الثقة التي وضعتها في الجانب الإيراني، عندما تتأكد أن القيادات الدينية والسياسية الإيرانية لم تتخل يوما عن نية بناء مشروعها النووي وإنما أجلته. ومضى الكاتب بالتشكيك في نوايا السياسة الإيرانية حتى في مستواها الداخلي، معتبرا أن الجيل الشاب من الإيرانيين الذين احتفلوا بتوقيع الاتفاق وبتوافق بلادهم مع القوى الكبرى، سوف يصابون بالصدمة عندما يكتشفون أن القيادة الإيرانية لم تكن تفكر بهم أو بمستقبلهم ورفاههم عندما وقعت الاتفاق، بل كانت تسعى إلى إنقاذ نظامها الذي يواجه الكثير من التحديات. واعتبر الكاتب أن الغرب أقدم على مغامرة كبيرة لأن الحرس الثوري قد يستخدم بعض الأموال التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق لدعم حلفاء إيران، وخاصة نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني. ورجح الكاتب أن يؤدي الاتفاق إلى تقوية النظام الإيراني بدلاً من إضعافه.
اقرأ أيضا "واشنطن بوست": هل تستغل إيران الاتفاق النووي لزعزعة الأوضاع؟
وإذا كان النقاش حول "تاريخية" الاتفاق سوف يأخذ زمنا حتى يُحسم بين المتحمسين للإنجاز والمنزعجين منه، فإن الكاتب جوليان بورجر في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قال بشكل حاسم إن الاتفاق أضاف قيمة تاريخية للعاصمة فيينا، وإن اقتصر دور ساستها على دفع فاتورة إقامة الوفود في فندق "باليز كوبرج"، وتقديم الدعم اللوجستي للمتفاوضين بالكثير من الزبيب والشوكلاته والأكثر من بسكويت "موزارت" النمساوي الشهير.
الرابحون والخاسرون
وأفردت "ذي غارديان" صفحتين متقابلتين لتناول تفاصيل الاتفاق النووي، وعرض أبرز النقاط التي وردت فيه إلى جانب أبرز المواقف الدولية، وفي هذا الجانب ركزت الصحيفة على موقفي إسرائيل والمملكة العربية السعودية. فبينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق "خطأ تاريخيا"، التزمت الرياض صمتا يعبر عن قلق عميق، على حد تعبير الصحيفة.
وفي حسابات الربح والخسارة، اعتبرت الصحيفة أن أكبر الرابحين من الاتفاق هم حلفاء إيران، وخاصة بشار الأسد وحزب الله اللبناني، إلى جانب الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، حيث سيسجل الاتفاق في قائمة إرث الرئيس أباوما على مستوى الإنجازات الخارجية، في حين يرى بوتين أن رفع الحصار عن إيران سوف يدعم قطاع الصناعات العسكرية في بلاده.
أما قائمة الخاسرين فقد تصدرتها إسرائيل التي فشل رئيس وزرائها في عرقلة الاتفاق، وألحق أضرارا بالغة بعلاقات تل أبيب مع واشنطن، ناهيك عن ارتفاع أصوات تطالب باستقالته. أما الخاسر الثاني – حسب ذي غارديان- فهو تنظيم "داعش" الذي يخشى قيام تحالف دولي ضده عماده الولايات المتحدة وإيران. ووضعت الصحيفة، السعودية، في قائمة الخاسرين من الاتفاق، لا سيما وأن الرياض لا ترغب في أي تقارب بين الولايات المتحدة وخصمها اللدود في الخليج، كما أن السعودية لا ترحب بالنفوذ المتنامي لطهران في العراق وسورية واليمن والبحرين.
نصر دبلوماسية الصبر
واعتبرت افتتاحية "ذي غارديان" الاتفاق "نصرا لدبلوماسية الصبر" التي قدمت لغة الدبلوماسية والبراغماتية على الحلول العسكرية. وقالت الصحيفة إن الاتفاق يُخرج إيران من عزلتها ويفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الغرب، ويفتح الأبواب أمام علاقات واسعة في التجارة والاستثمارات والسياحة، كما يفتح المجال أمام حوار وتعاون حول المشكلات المعقدة التي تمر بها المنطقة، وهذا كله يصب في صالح الشعب الإيراني والغرب معاً.
وقالت "ذي غارديان": "أمام إيران فرصة لأداء دور مختلف وبنّاء في الشرق الأوسط، لا سيما على جبهة محاربة "داعش"، حيث تلتقي مصالح الولايات المتحدة والغرب وإيران عند ضرورة القضاء على خطر الإرهاب الذي تمثله "داعش". ومضت الصحيفة بالقول إن على إيران الآن أن تأخذ منهجا أكثر ليونة اتجاه إسرائيل، وأن توظف نفوذها لدعم السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. بالمقابل دعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى اغتنام الفرصة والتحرك بشكل سريع لرفع الحصار عن الشعب الإيراني، حتى يشعر المواطن الإيراني العادي بفوائد الاتفاق، وقالت "ذي غارديان" إن اتفاق فيينا هو فرصة تاريخية، وعلى جميع الأطراف اغتنامها لكي يعم الخير على كامل المجتمع الدولي".
جدار برلين الإيراني
الكاتبة الإيرانية الأصل، أزيده موافيني، اعتبرت في مقالة بصحيفة "ذي غارديان" الاتفاق بمثابة لحظة سقوط جدار برلين الإيراني التي ستفتح للمواطن الإيراني العادي آفاقا جديدة نحو العالم، ونهاية لمحنة العذاب التي تراكمت مع سنوات الحصار. وقالت الكاتبة إن المواطن الإيراني بات اليوم مشغولاً ومهموماً بحياته اليومية ومتطلباتها أكثر من اهتمامه بالأيديولوجيا والمواقف المتشددة. وأشارت الكاتبة إلى أن سنوات الحصار حرمت المواطن الإيراني من السفر والعمل والتعليم في الخارج، فقد أصاب الحصار كل مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية بالشلل، ومن هنا يبدو المواطن الإيراني العادي توّاقا لرؤية نتائج سريعة للاتفاق بين إيران والغرب تترجم إلى حقائق ملموسة في حياته اليومية.
اتجاه آخر
إلى ذلك، قال الكاتب روبرت فيسك، في مقال رأي بصحيفة "ذي اندبندنت" إن إنحياز الولايات المتحدة إلى جانب إيران؛ والذي أغضب إسرائيل والسعودية، يُؤكد رغبة الرئيس أوباما بأخذ العلاقات بين طهران والغرب في اتجاه آخر، وكأنه يقول بذلك "وداعا لنفوذ الدول السنية التي ارتكب أبناؤها جرائم ضد الإنسانية في 11/9، وقدمت للعالم أسامة بن لادن، ودعمت طالبان في أفغانستان، ثم دعمت الإسلاميين السنة المتطرفين في العراق وسورية. ووداعا للأمراء الذين يدعمون "داعش". لقد سئمت واشنطن وتعبت من أمراء الخليج، وثقافتهم المتزمتة، ومن ثرواتهم المكدسة، وحربهم الأهلية البائسة في اليمن، فإيران الشيعية الآن هي الرجل الجيد بين الجميع".
ويضيف فيسك، هناك أشياء أخرى كانت تجري على قدم وساق في كواليس فيينا. فإيران هي الآن في مقدمة من يُمكن التفاوض معهم حول مستقبل سورية ونظام الأسد، فقوات الحرس الثوري وقوات حلفائها في حزب الله يقاتلون في الخطوط الأمامية ضد "داعش" والجماعات الإسلامية المتطرفة، وهنا بالضبط تلتقي مصالح الطرفين الإيراني والأميركي، وربما هذا ما يفسر غضب إسرائيل التي تمد يد العون لبعض الجماعات الإسلامية السنية التي تقاتل حلفاء إيران في سورية.
سباق تسلح
في المقابل، قالت صحيفة الـ "تايمز" في الصفحة الأولى إن حلفاء أميركا مستاؤون من الخطأ التاريخي الذي ارتكبه الرئيس باراك أوباما، وأشارت الصحيفة إلى مخاوف دول الخليج وإسرائيل من أن يؤدي الاتفاق بين الدول الغربية وإيران إلى إطلاق سباق تسلح في المنطقة، وأن يؤدي التقارب بين واشنطن وطهران إلى الإخلال بتوازن القوى في المنطقة، خاصة وأن إيران أعقبت توقيع الاتفاق بتصريحات تشير إلى المزيد من التعاون مع الولايات المتحدة على مستوى محاربة "داعش".
اتفاق الندم
الكاتب في صحيفة الـ "تايمز" روجر بويز، يرى أن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا سوف تندم يوماً ما على هذا الاتفاق وعلى الثقة التي وضعتها في الجانب الإيراني، عندما تتأكد أن القيادات الدينية والسياسية الإيرانية لم تتخل يوما عن نية بناء مشروعها النووي وإنما أجلته. ومضى الكاتب بالتشكيك في نوايا السياسة الإيرانية حتى في مستواها الداخلي، معتبرا أن الجيل الشاب من الإيرانيين الذين احتفلوا بتوقيع الاتفاق وبتوافق بلادهم مع القوى الكبرى، سوف يصابون بالصدمة عندما يكتشفون أن القيادة الإيرانية لم تكن تفكر بهم أو بمستقبلهم ورفاههم عندما وقعت الاتفاق، بل كانت تسعى إلى إنقاذ نظامها الذي يواجه الكثير من التحديات. واعتبر الكاتب أن الغرب أقدم على مغامرة كبيرة لأن الحرس الثوري قد يستخدم بعض الأموال التي سيفرج عنها بموجب الاتفاق لدعم حلفاء إيران، وخاصة نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني. ورجح الكاتب أن يؤدي الاتفاق إلى تقوية النظام الإيراني بدلاً من إضعافه.
اقرأ أيضا "واشنطن بوست": هل تستغل إيران الاتفاق النووي لزعزعة الأوضاع؟