أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس، رسمياً، مدينة "أبوحمد" السودانية، منطقة خالية من مرض "عمى الأنهار"، بعد أن كانت تمثل واحدة من أكبر بؤر الوباء في العالم، حيث سجلت نسبة إصابات 37 في المائة.
وبإعلان مدينة "أبوحمد" منطقة خالية من "عمى الأنهار" يتبقى على السودان القضاء على الوباء في ثلاث مناطق أخرى هي إقليم دارفور والنيل الأزرق والقضارف شرق البلاد.
ودرجت الجهات المختصة على صرف علاجات دورية لجميع أهل منطقة "أبوحمد" ضمن برنامج مكافحة المرض على مدى 15 عاماً، قبل أن تبدأ في 2006 في برنامج التحجيم.
ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الصحة السودانية، فإن السودان نجح في تنفيذ برنامج مكافحة عمى الأنهار بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات المختصة، إذ أوقفت في عام 2011 منح العلاج لكل سكان المنطقة من دون أن تظهر بعدها حالات إصابة.
واكتشف المرض في المنطقة عام 1950، وقرّر السودان في 2006 تحجيمه في أبوحمد باعتبارها أكبر البؤر على مستوى العالم، وعمدت وزارة الصحة وفق توجيهات منظمة الصحة العالمية، طيلة السنوات الثلاث الماضية، إلى اجراء مسوحات ما بعد العلاج، ليتم الإعلان رسمياً عن القضاء على المرض.
وأنشأت الوزارة معملاً جزئياً حديثاً لاختبار عينات الدم، والذبابة السوداء، للكشف على الطفيلي الذي ينقل المرض، وفحصت خلال العام الحالي ما يزيد عن 19 ألف ذبابة سوداء، تأكدت من خلالها من خلوها تماماً من الطفيلي المسبب للوباء، فضلاً عن فحص أكثر من خمسة آلاف عينة دم.
ووضعت منظمة الصحة العالمية "عمى الأنهار" ضمن أمراض المناطق المدارية المهملة، وهو من الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عبر إصابته بطفيل "الأونكوسيركيافولفولس"، والذي ينقله الذباب الأسود الذي يتوالد على ضفاف الأنهار عادة، ويبقى داخل جسم الإنسان نحو 15 عاماً، ويعد ثاني أكبر مسبب للعمى في العالم.
وحدد في وقت سابق في أبوحمد، مائة ألف شخص كمهددين بخطر الإصابة بعمى الأنهار، الأمر الذي له انعكاسات اقتصادية واجتماعية على المنطقة، حيث يحد من العمل والتعليم وغيرها من مناحي الحياة.
اقرأ أيضاً: الصحة العالمية تحذر من وباء الحصبة في السودان