الصحافي المصري عوني نافع يعاني داخل السجن

20 اغسطس 2020
عوني نافع صحافي رياضي (فيسبوك)
+ الخط -

قرر عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، محمود كامل، الإفصاح عن تفاصيل حبس الصحافي المصري المعتقل، عوني نافع، رغم رفض الأخير وأسرته الإعلان عن أي تفاصيل خاصة بقضيته ووضعه الصحي في الحبس، ليضاف كلامه إلى استغاثات صحافيين مصريين من أجل نافع. 

وكتب كامل، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منشورًا أعلن فيه تفاصيل الأزمة الصحية التي يمر بها نافع في السجن، "علّ وعسى أن يستجيب أحد العقلاء وينقل لمستشفى أو يفرج عنه"، على حد قوله.

وكتب كامل: "أمام حالات القبض على زملاء صحافيين كنت دائما ومازلت مع عدم الإعلان عن الانتهاك إلا بعد الرجوع لأسرة الزميل المحتجز، لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها، ولكنني في هذه اللحظة وبعد أن تلقيت أكثر من استغاثة- بصورة غير مباشرة- من الزميل الصحافي عضو النقابة عوني نافع، من أنه يعاني من نزيف يومي وورم بالمعدة وتليف بجدار المعدة وضيق بالتنفس. منذ أكثر من يومين وأنا أصارع ضميري قبل الإعلان عن محتوى الاستغاثة نظرا لطلب أسرة عوني وطلبه بعدم الإعلان، كل ما طلبوه هو التدخل لنقله لمستشفى السجن، وأمام عجزي عن تنفيذ طلبه وجدت نفسي مضطرا للإعلان عن وضعه الصحي دونا عن إرادته علّ وعسى أن يستجيب أحد العقلاء ويتم نقله للمستشفى والإفراج عنه لأنه لم يرتكب أي جرم مثله كباقي زملائه الصحافيين المحبوسين ظلمًا".

وتابع كامل: "عوني نافع لمن لا يعرفه صحافي يعمل بالملف الرياضي، ليس له أي انتماءات سياسية، محبوس احتياطيا منذ 3 أشهر ونصف عرض خلالها مرة واحدة فقط أمام النيابة، وكل كتاباته ولقاءاته التلفزيونية مؤيدة للنظام الحاكم ولرئيس الجمهورية. كل تهمته أنه انتقد وامتعض من وضع غرفة العزل بالمدن الجامعية أثناء عزله بعد عودته من مهمة عمل بالسعودية، وأجرى مداخلة مع قناة العربي انتقد خلالها أداء وزيرة الهجرة في أزمة العالقين بالخارج"، مضيفاً: "الظلم لا يفرق بين مؤيد ومعارض".

وبداية أغسطس/آب الجاري، أطلق الصحافي المصري، راجح الممدوح، استغاثةً بشأن الحالة الصحية لعوني نافع، بعد أن تلقى رسالة خاصة بأن زميله الصحافي المعتقل يعاني من أزمات مرضية داخل محبسه وينزف دما من المعدة لوجود ورم بالمعدة منذ فترة وينزف من البواسير ويحتاج لعمل مناظير على المعدة والبطن.

وأضاف الممدوح، في رسالة صاغها عبر صفحة تجمع الصحافيين المصريين في مجموعة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن نافع، يحتاج لتدخل نقابة الصحافيين والنقيب ومجلس النقابة لتدهور حالته الصحية داخل السجن، وأن معه أوراق ومستندات تثبت صحة مرضه ومستعد للمحاسبة في حالة عدم ثبوت ذلك لأنه يعاني منها منذ فترة نظراً لأنه كان يجري مناظير كل ثلاثة أشهر في الأيام العادية والآن يعاني بشدة داخل السجن.

وطبقًا لرسالة الممدوح، فإن نافع، يطلب من الجميع الدعم والمساندة لنقله لأي مستشفى من أجل اللحاق بحالته الصحية والتي تتدهور يوماً بعد يوم.

وردّ عدد من أعضاء مجلس نقابة الصحافيين المصريين، على منشور الممدوح، بأن النقيب ضياء رشوان، يجري اتصالات للتدخل لإنقاذ الصحافي المعتقل. لكن يبدو أن تلك الاتصالات لم تسفر عن أي تقدم، ما اضطر عضو مجلس النقابة، للجوء لمنصات التواصل الاجتماعي، علّ الضغط يحدث فرقًا.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

أدرج عوني نافع، على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020، بعد القبض عليه ضمن حملة اعتقالات طاولت صحافيين مصريين، في يونيو/حزيران الماضي، جميعهم أعضاء بالجمعية العمومية لنقابة الصحافيين المصرية، وهم مصطفى صقر وعوني نافع وسامح حنين ومحمد منير الذي توفي لاحقًا بعد إصابته بفيروس كورونا.

وكان عوني نافع ضمن المصريين العالقين بالسعودية الذين ناشدوا السلطات المصرية إعادتهم إلى وطنهم في جائحة كورونا، وانتقدوا تخليها عنهم مع بداية الأزمة، في الوقت الذي كانت الدول تعيد فيه رعايا دول إلى أوطانهم.

وجاء القبض على نافع، من داخل المدن الجامعة المعدة لعزل المصريين العائدين من الخارج، عقب تسجيله فيديو بثه على صفحته على "فيسبوك" انتقد فيه أداء وزيرة الهجرة المصرية في تعاملها مع المصريين العائدين من الخارج ومنتقدا المدينة الجامعية الموجودين بها. وبتاريخ 16 يونيو/حزيران 2020، تم عرض الصحافي على نيابة أمن الدولة العليا وتم التحقيق معه في القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة ووجهت إليه اتهامات مشاركة بجماعة إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار وبيانات كاذبة وقررت حبسه على ذمة التحقيقات.

ويقبع على الأقل 29 صحافيا في السجون المصرية، وفقا لإحصائيات نشرتها منظمة مراسلون بلا حدود، بينما يرتفع العدد لما يقرب من 80 صحافيًا وإعلاميًا في تقديرات حقوقية محلية، تحصي جميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام من النقابيين وغير النقابيين.

وطبقًا لأحدث تصنيف لمنظمة مراسلون بلا حدود، بشأن حرية الصحافة في 2020 أظهر تراجع مصر للمرتبة 166 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بتراجع 3 مراكز عن ترتيبها في العام الماضي. وحسب وصف المنظمة، تعد مصر من أكبر سجون الصحافيين بالمنطقة. 

المساهمون