بينما تنصبّ كل التغطيات الإعلامية حالياً على عملية تحرير الموصل العراقية من سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية ــ داعش"، يبدو المشهد الصحافي مع اقتراب المعارك من نهايتها مأساوياً، حيث ارتفع عدد الصحافيين الذين سقطوا منذ بدء معركة الموصل إلى 26 قتيلاً وجريحاً، بينهم تسعة صحافيين أجانب وعرب.
وآخر الصحافيين الذين سقطوا كان مراسل القناة الفضائية "هنا صلاح الدين"، حرب هزاع الدليمي، والمصور في القناة نفسها، سؤدد الدوري، اللذان قتلا، فيما أصيب المصور الصحافي، علي جمال عكاب، أثناء مشاركته في عمليات تغطية معارك قرية أمام غرب، التابعة لقضاء القيارة، جنوب الموصل.
وسبق سقوط الصحافيين العراقيين، وفاة الصحافية الفرنسية السويسرية فيرونيك روبير الشهر الماضي في انفجار لغم في الموصل شمال العراق، حيث كانت في مهمة صحافية، متأثرة بجروحها. وفي الانفجار نفسه سقط الصحافي الفرنسي ستيفان فيلنوف والصحافي الكردي العراقي بختيار حداد. ومع بداية معارك الموصل في شباط/فبراير الماضي قتلت مراسلة تلفزيون يبثّ باللغة الكردية، وأصيب مصور بانفجار لغم بمدينة الموصل، أثناء تغطية تطورات معارك تحرير الجانب الأيمن من المدينة.
وقال بيان لتلفزيون "رووداو"، إن المراسلة ومقدمة البرامج السياسية في القناة، شفاء كردي، لقيت مصرعها وأصيب مصور القناة يونس مصطفى، بانفجار عبوة بإحدى مناطق مدينة الموصل. وأضاف البيان "للأسف أثناء تغطية المعارك في الموصل، وجراء انفجار لغم أرضي، استشهدت الإعلامية المميزة في رووداو، شفاء كردي، مديرة قسم إنتاج الأخبار في شبكة رووداو الإعلامية، جراء انفجار لغم أرضي مزروع من قبل داعش بالموصل، وأصيب معها المصور يونس مصطفى". وتابع البيان "شفاء كردي كانت من الصحافيين المميزين لشبكة رووداو الإعلامية، وكانت نجمة شاشتها منذ بداية تأسيس القناة".
وعقب ارتفاع عدد الصحافيين الذين سقطوا في الموصل قال كريستوف ديلوار، الأمين العام
لمنظمة مراسلون بلا حدود، “إن حصيلة القتلى مُفرطة في مقبرة المراسلين الذين يلقون حتفهم على الميدان أثناء ممارسة عملهم“، مذكراً في الوقت ذاته بمقتل كل من "باتريك بورا في الكويت وجان هيلين في كوت ديفوار ولوكاس دوليجا في تونس وجيل جاكيه وريمي أوتليك وأوليفييه فوازان في سورية وغيسلاين دوبون وكلود فيرلون في مالي وكاميل ليباج في جمهورية أفريقيا الوسطى وبختيار حداد وفيرونيك فيلنوف وستيفان روبير في العراق، على سبيل المثال لا الحصر…”، مضيفاً أن “مجتمع المراسلين ما فتئ يضمد جراحه، حتى عاد دمه ليتدفق مرة أخرى. ذلك أن وفاة فيرونيك روبير تزيد من حزن كل الذين يولون أهمية قصوى للتحقيق الصحافي ويؤمنون بأن دور الإعلاميين وشرفهم المهني يتمثلان في الوقوف شاهدين على المآسي الإنسانية والإبلاغ عنها".
ويذكر أن العراق يحتل المرتبة 158 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام. واعتبر التقرير أن العراق هو من أخطر الدول على الصحافيين، حيث تتبارى كل الأطراف على اصطياد الصحافيين: من المليشيات المسلّحة المقربة من الحكومة (الحشد الشعبي) وصولاً إلى باقي المجموعات المسلّحة، وبعضها معروف مثل "داعش" فيما بعضها الآخر مجهول. وبالتالي يتحوّل الصحافيون في هذا البلد إلى أهداف بالنسبة لكل الأطراف، وهو ما يجعل عدد الصحافيين المختطفين والمختفين، والصحافيين المعتقلين والقتلى مرتفعاً.
وإلى جانب تهديد الصحافيين فإن المشهد الإعلامي كاملاً بات في قبضة السياسيين، والأطراف المتنازعة، حيث على سبيل المثال يظهر التمويل الإيراني الكبير للقنوات التلفزيونية. فعلى الرغم من النشأة الحديثة لتشكيل مليشيات "الحشد الشعبي" في البلاد، إلا أنّها تمكّنت وبتمويل إيراني مباشر، من إطلاق عدد كبير من القنوات الفضائيّة التي تتحدث باسمها فضلاً عن محطات إذاعية وقنوات تلفزيون محليّة يتمّ التقاطها داخل العراق فقط. ومن بين 59 قناة فضائية تبثّ في العراق، وجميعها ممولة من إيران، وتُعنى أيضاً بالشأن العراقي، تأسست خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية من عمر الاحتلال الأميركي للعراق لصالح أحزاب وحركات سياسية ومليشيات وجماعات مسلحة، برزت مؤخراً المحطات الفضائيّة الناطقة باسم المليشيات وتعرض عادة صوراً ومقاطع فيديو لعمليّات تلك المليشيات. وبالعادة تبث خطاباً تحريضياً وكراهيّة من خلال برامجها اليوميّة التي تستهدف طائفة بعينها من خلال مهاجمة الطائفة الأخرى.
اقــرأ أيضاً
وآخر الصحافيين الذين سقطوا كان مراسل القناة الفضائية "هنا صلاح الدين"، حرب هزاع الدليمي، والمصور في القناة نفسها، سؤدد الدوري، اللذان قتلا، فيما أصيب المصور الصحافي، علي جمال عكاب، أثناء مشاركته في عمليات تغطية معارك قرية أمام غرب، التابعة لقضاء القيارة، جنوب الموصل.
وسبق سقوط الصحافيين العراقيين، وفاة الصحافية الفرنسية السويسرية فيرونيك روبير الشهر الماضي في انفجار لغم في الموصل شمال العراق، حيث كانت في مهمة صحافية، متأثرة بجروحها. وفي الانفجار نفسه سقط الصحافي الفرنسي ستيفان فيلنوف والصحافي الكردي العراقي بختيار حداد. ومع بداية معارك الموصل في شباط/فبراير الماضي قتلت مراسلة تلفزيون يبثّ باللغة الكردية، وأصيب مصور بانفجار لغم بمدينة الموصل، أثناء تغطية تطورات معارك تحرير الجانب الأيمن من المدينة.
وقال بيان لتلفزيون "رووداو"، إن المراسلة ومقدمة البرامج السياسية في القناة، شفاء كردي، لقيت مصرعها وأصيب مصور القناة يونس مصطفى، بانفجار عبوة بإحدى مناطق مدينة الموصل. وأضاف البيان "للأسف أثناء تغطية المعارك في الموصل، وجراء انفجار لغم أرضي، استشهدت الإعلامية المميزة في رووداو، شفاء كردي، مديرة قسم إنتاج الأخبار في شبكة رووداو الإعلامية، جراء انفجار لغم أرضي مزروع من قبل داعش بالموصل، وأصيب معها المصور يونس مصطفى". وتابع البيان "شفاء كردي كانت من الصحافيين المميزين لشبكة رووداو الإعلامية، وكانت نجمة شاشتها منذ بداية تأسيس القناة".
وعقب ارتفاع عدد الصحافيين الذين سقطوا في الموصل قال كريستوف ديلوار، الأمين العام
لمنظمة مراسلون بلا حدود، “إن حصيلة القتلى مُفرطة في مقبرة المراسلين الذين يلقون حتفهم على الميدان أثناء ممارسة عملهم“، مذكراً في الوقت ذاته بمقتل كل من "باتريك بورا في الكويت وجان هيلين في كوت ديفوار ولوكاس دوليجا في تونس وجيل جاكيه وريمي أوتليك وأوليفييه فوازان في سورية وغيسلاين دوبون وكلود فيرلون في مالي وكاميل ليباج في جمهورية أفريقيا الوسطى وبختيار حداد وفيرونيك فيلنوف وستيفان روبير في العراق، على سبيل المثال لا الحصر…”، مضيفاً أن “مجتمع المراسلين ما فتئ يضمد جراحه، حتى عاد دمه ليتدفق مرة أخرى. ذلك أن وفاة فيرونيك روبير تزيد من حزن كل الذين يولون أهمية قصوى للتحقيق الصحافي ويؤمنون بأن دور الإعلاميين وشرفهم المهني يتمثلان في الوقوف شاهدين على المآسي الإنسانية والإبلاغ عنها".
ويذكر أن العراق يحتل المرتبة 158 (من أصل 180 دولة) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام. واعتبر التقرير أن العراق هو من أخطر الدول على الصحافيين، حيث تتبارى كل الأطراف على اصطياد الصحافيين: من المليشيات المسلّحة المقربة من الحكومة (الحشد الشعبي) وصولاً إلى باقي المجموعات المسلّحة، وبعضها معروف مثل "داعش" فيما بعضها الآخر مجهول. وبالتالي يتحوّل الصحافيون في هذا البلد إلى أهداف بالنسبة لكل الأطراف، وهو ما يجعل عدد الصحافيين المختطفين والمختفين، والصحافيين المعتقلين والقتلى مرتفعاً.
وإلى جانب تهديد الصحافيين فإن المشهد الإعلامي كاملاً بات في قبضة السياسيين، والأطراف المتنازعة، حيث على سبيل المثال يظهر التمويل الإيراني الكبير للقنوات التلفزيونية. فعلى الرغم من النشأة الحديثة لتشكيل مليشيات "الحشد الشعبي" في البلاد، إلا أنّها تمكّنت وبتمويل إيراني مباشر، من إطلاق عدد كبير من القنوات الفضائيّة التي تتحدث باسمها فضلاً عن محطات إذاعية وقنوات تلفزيون محليّة يتمّ التقاطها داخل العراق فقط. ومن بين 59 قناة فضائية تبثّ في العراق، وجميعها ممولة من إيران، وتُعنى أيضاً بالشأن العراقي، تأسست خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية من عمر الاحتلال الأميركي للعراق لصالح أحزاب وحركات سياسية ومليشيات وجماعات مسلحة، برزت مؤخراً المحطات الفضائيّة الناطقة باسم المليشيات وتعرض عادة صوراً ومقاطع فيديو لعمليّات تلك المليشيات. وبالعادة تبث خطاباً تحريضياً وكراهيّة من خلال برامجها اليوميّة التي تستهدف طائفة بعينها من خلال مهاجمة الطائفة الأخرى.