الصحافيون الإسرائيليون يسرحون في الضفة... بمباركة السلطة

11 يناير 2015
من ذكرى إنطلاق حركة "فتح" (فرانس برس)
+ الخط -
بين عشرات المسلحين من حركة فتح في مخيم الدهيشة وسط مدينة بيت لحم، يقف الصحافي الإسرائيلي يهود بن حمو، مراسل القناة الثانية الإسرائيلية، بكل أريحية، وينقل تقريراً عن انطلاقة الحركة. وبين أزقة مخيم بلاطة بمدينة نابلس، يتجول الصحافي الإسرائيلي حيزي سيمنتوف، مراسل القناة العاشرة، لنقل تقرير عن المخيم، ضمن سلسلة تقارير بدأت القنوات الإسرائيلية ببثها، ابتداء من يوم الأحد الماضي، عن أربعة مخيمات فلسطينية هي: جنين وشعفاط وبلاطة والدهيشة.
وأمام هذا المشهد المُر، يتذكر الصحافيون الفلسطينيون حقوقهم الضائعة في الحركة والتنقل داخل بلدهم، مقارنة بالحرية التامة التي يتنقل فيها الصحافيون الإسرائيليون في مدن الضفة المحتلة ومخيماتها، معبرين عن سخطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على استمرار السماح لمراسلي القنوات الإسرائيلية، بالتجول في الضفة المحتلة، ونقل رسائل غالباً ما تكون مسمومة، عن أوضاع الفلسطينيين فيها.
ويقول عضو نقابة الصحافيين الفلسطينيين، عمر نزال، إنّ حملة أطلقت قبل سنتين، حقّقت السماح للصحافيين الفلسطينيين بالتنقل عبر حاجز "بيت إيل" العسكري قرب رام الله، وطرد نقابة الصحافيين الإسرائيليين من الاتحاد الدولي للصحافيين".
نزال، الذي منعته المخابرات الإسرائيلية قبل أسبوعين من السفر مثله مثل العديد من الصحافيين الفلسطينيين الممنوعين من مغادرة الضفة، يستطرد معقباً على وجود الصحافيين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية "النقابة ليست جهة تنفيذية، لذلك طلبنا من الجهات التنفيذية، عدم منح الصحافيين الإسرائيليين تراخيص وتسهيلات، ورغم أن وزارة الإعلام تعهدت بذلك، إلا أننا ما زلنا نراهم في أراضينا".
الغريب أن مراسل العاشرة الإسرائيلية، الذي أعد تقريراً في مخيم بلاطة، علق في النهاية بالقول "الانتفاضة في مخيم بلاطة أقرب ما تكون ضد السلطة، وفي ما بعد يمكن أن تكون ضد إسرائيل"، والسؤال: هل فعلاً تمنح وزارة الإعلام الفلسطينية، تصاريح عمل لصحافيين إسرائيليين، يحرضون ضد السلطة؟
تقول نداء يونس، رئيسة وحدة العلاقات العامة في وزارة الإعلام، لمراسل "العربي الجديد"، "لم نمنحهم تصاريح، هؤلاء ليسوا صحافيين، إنهم متسللون، يستبيحون أرضنا مثلهم مثل جيش الاحتلال، ونطلب من المواطنين عدم التعامل معهم، أو الإدلاء بتصريحات لهم، لأنهم خارجون عن القانون، ويدخلون مدننا ومخيماتنا مستغلين قوة احتلالهم، وضعف سيطرتنا على أراضينا المحتلة".
وفي ما يتعلق بحركة الصحافيين الفلسطينيين، يوجز موسى الريماوي، المدير العام لمركز مدى للحريات الإعلامية، الإعاقات التي يفرضها الاحتلال على الصحافي الفلسطيني قائلاً: "هو ممنوع من التنقل بين الضفة وغزة، وممنوع من دخول القدس، ويمنع أيضا من السفر، ومن التغطية في أماكن الأحداث حتى داخل الضفة الغربية".
ويتحجج بعض المسؤولين الفلسطينيين، عندما يحشرون في زاوية السؤال عن المنطق الذي يسمح للصحافيين الإسرائيليين غير المتضامنين، بالعمل في المناطق الفلسطينية، في الوقت الذي لا تسمح إسرائيل للصحافيين الفلسطينيين بدخول القدس، فيقولون "من خلالهم نوصل رسالة للمجتمع الإسرائيلي"...
المساهمون