واعتبرت الصحف البريطانية، أن تصريحات بلير محاولة للدفاع عن نفسه قبل صدور تقرير لجنة شيلكوت عن الحرب على العراق، الذي وصفته صحيفة "ذي غارديان" بـ"الصادم".
من جهتها، قالت صحيفة "ذي دايلي ميل"، إن اعتذار بلير "يبقى غامضاً وغير واضح"، وهو نفس الرأي الذي عبرت عنه صحيفة "ذي دايلي ميرور"، التي أكدت أن الاعتذار "غير مكتمل ولن يقدم أي عزاء لأسر وأقرباء الذين ذهبوا للحرب ولم يعودوا".
أما صحيفة "دايلي تلغراف"، فقد رفضت اعتذار بلير "الخالي من أي إحساس بالمسؤولية"، معتبرة أن هدف بلير من هذا الاعتذار "هو تحضير الساحة السياسية للدفاع عن سمعته بعد صدور التقرير عن الحرب على العراق".
وعلى نفس النهج سارت صحيفة "تايمز"، التي عنونت افتتاحيتها "بلير بدأ معركة الدفاع عن نفسه باكراً"، معبرة عن امتعاضها من إلقائه اللوم على أجهزة الاستخبارات البريطانية عندما صرح بأنها قدمت له تقارير خاطئة.
بينما كان صحيفة "ذي إندبندنت" أقل حدة في انتقاد بلير، إذ اعتبرت أن تصريحاته "خطوة مهمة لمحاولة فهم هذه المغامرة المأساوية ونتائجها على المدى البعيد".
صحيفة "ذي صن" خصصت افتتاحية "لاعتذار" بلير، معبرة عن استنكارها لتملصه من المسؤولية "عن أكبر كارثة جيوسياسية في القرن" وفق تعبيرها. مضيفة أن الاعتذار يدين بلير لأنه "أخذ البلد إلى حرب بناء على معطيات خاطئة، ولم يكن متيقناً من الانتصار بل كان همه هو دعم بوش الابن بأي ثمن".
وواصلت الجريدة، أن مبرر بلير بأنه لم يتوقع أن يصل العراق إلى مرحلة الانهيار والفوضى غير مقنع، لأن النقاش في بريطانيا قبل غزو العراق كان حول مصير البلد بعد إسقاط صدام حسين.
وأشارت الجريدة، إلى أن بلير قدم قبل حربه على العراق برنامجاً مفصلاً بمليارات الدولارات لإعادة السلام للعراق، "لكن النتيجة كانت أن أصبح العراقيون يشربون من مياه المجاري"، بحسب الجريدة، التي اعتبرت أن بلير خدع البريطانيين.
إلى ذلك، لفتت جريدة "ميل"، إلى أن بلير تجنب الحديث عن الوثائق السرية التي كشفت عنها الصحافة البريطانية حول إقحامه بريطانيا في الحرب على العراق، قبل أشهر من إعلان الحرب، وبأنه قدم لبوش تعهدا بالمشاركة العسكرية في سنة 2002، "وهذا ما يبين أنه اتخذ قراره بالمشاركة في الحرب، وبأنه كان يكذب عندما أعلن أمام مجلس العموم أنه يبحث عن حل دبلوماسي للملف العراقي".
اقرأ أيضاً: توني بلير...اعتذار بكلفة مئات آلاف الضحايا واعتراف بحجم الكارثة