الصحافة الإسكندنافية على "أوتوستراد الرقة ـ بلجيكا"

27 مارس 2016
اهتمام أكبر بالتحليلات بعد هجمات بروكسل (Getty)
+ الخط -
يذهب بعض الصحافيين الغربيين، الذين يعرفون المنطقة العربية وتشعباتها، إلى الادعاء بأن "تنظيم الدولة الإسلامية" وصل بثقة كاملة إلى ما أراده من خلال التغطية الغربية المكثفة للهجمات التي جرت والتي لم تجر، بل ويجزم بعضهم بأن لداعش استراتيجية في جر الدول الغربية إلى دخول أوسع للحرب ضد التنظيم.

أفضل تعبير عن فهم العلاقة بين استدعاء تلك الكثافة الإعلامية ورغبات التنظيم جاء على لسان أشهر صحافيات الدنمارك وإسكندنافيا PUK DAMGAARD بوك دامغوورد، مراسلة التلفزيون الرسمي الدنماركي في الشرق الأوسط، وهي خبيرة بالشأن السوري وحازت على جوائز صحافية لموضوعيتها في تناول الشأن العربي.


دامغوورد وفي لقاء مع قناتها DR تجزم بأننا "سنشهد تكرارا لمثل هذه العمليات ولفترة طويلة قادمة". كلام هذه الصحافية الخبيرة في شأن عربي ينطلق من أن "عمل تنظيم الدولة الإسلامية في سورية ليس مشروطا بقدوم الإرهابيين إليهم، بل هم قادرون بكل تأكيد على تحريكهم، وكلما كانت التغطية الإعلامية كبيرة كانت عملية الجذب والتجنيد أوسع".

هذه القراءة لبوك دامغوورد تعاكس نوعا من الضخ الإعلامي والسياسي الذي ربط بين تدفق اللاجئين والعمليات الإرهابية بالادعاء بأنهم (داعش) "يحصلون على دعاية مجانية مع صور 24 ساعة من برايم تايم. وتلك الدعاية تستخدم داخليا وفي التجنيد على الأراضي الأوروبية وبهذا يحصلون على الكثير من مثل هذه الهجمات".

وفي رأيها الذي اهتمت به وسائل الإعلام المحلية اهتماما كبيرا هذه المرة، وهي التي كانت تحذر منذ 2011 بأن ترك السوريين بدون التدخل لإنهاء الديكتاتورية سيؤدي لما نحن عليه اليوم، فإن استهداف بلجيكا يرتبط أيضا بانتشار فكر التشدد "راديكاليزايشين" فهي (بلجيكا) التي تضم أكبر نسبة "محاربي سورية" 400 مقاتل (تسمية إعلامية لمن سافروا للمشاركة في الحرب السورية في تنظيمات إسلامية) نسبة إلى عدد السكان.

وتضيف "لقد كنا أمام أوتوستراد مفتوح، فقد قابلت وتحدثت بنفسي مع هؤلاء المحاربين القادمين من بلجيكا في سورية وكان أحدهم يقول لي "نحن نقيم معا 50 إلى 60 شخصا في بيت واحد والرحلة تأخذ أسبوعا للوصول إلى سورية".

حين يطرح زملاء دامغوورد في الاستديو أسئلة على المراسلة الميدانية عن "مشاركة الغرب في قصف داعش والأثمان المدنية لهذا القصف وجعل بلجيكا هدفا مشروعا في الحرب" لا تترد في القول: "هذه حرب كما يراها تنظيم الدولة الإسلامية، وكلما استدعت قوى غربية من التحالف لمحاربته وقصفه وعمل قوات خاصة في سورية والعراق وليبيا، كانت البروباغندا. التنظيم يحاول بنفسه جر الغرب أكثر ليبرر دعايته بتشريع هجماته الإرهابية في الغرب، وهذا أمر متوقع أن يحدث على الأراضي الأوروبية".

يذكر أن لبوك دامغوورد إصدارات حول عدد من مناطق النزاع التي عملت فيها كمراسلة قبل أن تتحول في 2011 إلى الشرق الأوسط وتحديدا إلى سورية، وأشهر إصداراتها المقروءة بكثافة عن سورية: "حيث تبكي الشمس" 2014 عن دار بوليتيكن للنشر، وفي الكتاب يجول القارئ مع المراسلة في يوميات خلف خطوط الجبهات في سورية بتعداد الأثمان البشرية للحرب من حيث القتل والدمار والهجرة بما فيها مسارات اللجوء نحو أوروبا. أما كتابها الثاني عن سورية فقد صدر بعنوان: "هل ترى القمر يا دانيال" وهو أيضا عن دار بوليتيكن للنشر 2015 وفيه تتناول قضية خطف المصور الصحافي الدنماركي دانيال رو لمدة 398 يوما في معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.



اقرأ أيضاً: صحافيون وثقوا هجمات بروكسل... صدفة
المساهمون