الصحافة الأرجنتينية تهاجم "التانغو" بقسوة وتنتقد المدرب

17 يونيو 2019
غاب ميسي عن المواجهة أمام كولومبيا (العربي الجديد)
+ الخط -
لم ترحم الصحافة الأرجنتينية منتخب بلادها عقب الهزيمة أمام كولومبيا بهدفين دون رد في افتتاحية المجموعة الثانية في بطولة كوبا أمريكا 2019، حيث حملت افتتاحيات وسائل الإعلام كلاماً قاسياً ضد زملاء ميسي، بسبب الأداء الباهت الذي ظهروا به.

وعنونت صحيفة (أولي) الأرجنتينية "دمعة. منتخبنا لم يقدم ما يشفع له بالفوز، وسيعاني الأمرين من أجل التأهل إلى الدور المقبل. وخطة سكالوني فاشلة لأنه اعتمد على الهجمات المرتدة، وتغييراته غير مفهومة".

أما صحيفة (كلارين) فقالت: "الواقع أثّر أكثر من التاريخ وبدأت الأرجنتين بأسوأ طريقة ممكنة"، فيما قال الصحافي هيرنان كاستيلو الذي يعمل في قناة (تي إن تي سبورتس): "هؤلاء اللاعبون لديهم قدرات أقل وأضعف من الجيل الذي لعب كأس العالم الأخيرة".

في حين كتب صحافي من (تي إن ديبورتيفو): "المشكلة كبيرة، لا توجد أي خطة واضحة والفريق منهار، الاتحاد الأرجنتيني يواصل الارتجال مع سكالوني كمدرب".

وكتب كلاوديو موري الصحافي في (لاناسيون): "لدى كولومبيا مدرب بكاريزما ورؤية واضحة، لديه خبرة وأفكار، المقارنة بينه وبين سكالوني مجحفة فالأخير مبتدئ كلياً".

لكن أسوأ الانتقادات كان بطلها الظهير الأيمن رينزو سارابيا لاعب نادي بورتو فضلاً عن الجناح أنخيل دي ماريا، خصوصا الأخير الذي لطالما تم تحميله مسؤولية جزء كبير من الهزائم وخيبات الأمل التي تعرض لها المنتخب خلال كأس العالم 2014 أو نسختي كوبا أميركا 2015 و2016، ومونديال 2018.


خسارة صادمة..وهذه هي الأسباب!
وكانت الأرجنتين في آخر في مباراة ودية جرت في مدريد، قد خسرت 3-1 أمام فنزويلا، وهو المنافس الذي كان المعتاد أن يفوز عليه في جميع المباريات، ودية كانت أم رسمية، منذ سنوات، لذلك ما حدث مع المنتخب الأرجنتيني ضد كولومبيا لا يعتبر مفاجأة، على الرغم من أن ليونيل ميسي لا يزال في الفريق، وسيرجيو أغويرو هو هداف وبطل في الدوري الممتاز مع مانشستر سيتي، إلا أن هناك عدة أسباب لهذه البداية السيئة للأرجنتين في البطولة.

واحد من بين أهم الأسباب هو تعيين المدرب ليونيل سكالوني الذي ليس لديه خبرة، حيث تم اختياره لأنه كان بالفعل ضمن الطاقم الفني السابق، ولأنه كان أحد مساعدي خورخي سامباولي مدرب النكسة في كأس العالم 2018، في وقت لم يرغب فيه المدربون المهمون وذوو الخبرة بتولي المنصب في المنتخب الوطني في صورة دييغو سيميوني، وموريسيو بوتشيتينو، وجيراردو مارتينو، ومارسيلو غاياردو.

وإضافة لذلك، فإن سكالوني ليس مدربًا ذكيًا بما فيه الكفاية عندما يتعلق الأمر بالحديث إلى الصحافة، حيث بعد الهزيمة ضد كولومبيا اشتكى من العشب في الملعب، من دون أن يتحدث عن الأسباب الحقيقية ويقيم مردود الفريق بعد انتكاسة رياضية بأتم معنى الكلمة.

وعلى سبيل المثال اعترف ميسي بعد المباراة بأن الفريق الوطني لعب بشكل سيئ، رغم أنه قال أيضاً إن الفريق سيبذل كل جهد ممكن لتحسين المردود، لكن السؤال الذي يطرحه كل مشجعي الأرجنتين هو: كيف سيتم تحسين هذه الكارثة؟

ويتوقع أن يتم تعديل التشكيل الأساسي ضد باراغواي التي ستقام يوم الأربعاء المقبل، لكن هذا لا يكاد يكون مقنعاً لأن اللاعبين ليسوا مقتنعين بما يقدمه سكالوني من مجهودات معهم، إذ فقدوا بالفعل ثقتهم فيه والحل لا يمر عبر النظام التكتيكي، ولكن بسبب مشكلة ذهنية.

والحقيقة الأخرى هي أن الأرجنتين خسرت أبرز لاعبيها مع رحيل أسماء مثل حارس المرمى سيرجيو روميرو، وماركوس روخو، وخافيير ماسكيرانو، ولوكاس بيجليا، والمهاجم غونزالو إيغواين، حيث شعر الكثير منهم أنهم لا يستطيعون المساهمة بأي شيء آخر في المنتخب، وربما كان هذا صحيحاً لأن بعضهم أصبحوا أكبر من أن يلعبوا في كأس العالم بقطر في 2022، مما لا شك فيه، كان على سكالوني العمل من أجل تحقيق انتقال سلس وتجديد الدماء من دون أن يتأثر المنتخب الأرجنتيني كثيراً، لكنه كان مخطئاً، لأنه لم يستطع إقناع اللاعبين الجدد بخطة عمله، وليس لديه نظام تكتيكي محدد.

وعندما سألته الصحافة عن التكتيكات، قال سكالوني إنه ليس أمراً يهم الصحافيين، ومع ذلك فقد تغيرت خطة المنتخب ضد كولومبيا، حيث لعب بثلاثة لاعبي خط وسط، واحد فقط كقلب هجوم، وفي وقت سابق اعتاد على اللعب بخمس أسماء في وسط الميدان.

وبدأ سكالوني العمل في أغسطس/آب 2018، بينما بدأ كيروش في كولومبيا خلال فبراير/شباط 2019، لكن المدرب البرتغالي حصل على فريق يتمتع بإمكانات جماعية، وهو أمر لم تحققه الأرجنتين، مع ميسي وأغويرو.

وأصبح واضحاً لدى المشجعين الأرجنتينيين أنهم لن يروا ليونيل ميسي يلمع في الفريق الوطني كما يفعل مع برشلونة، الآن  الواقع أكثر حزناً لأنك ترى أن الأرجنتين لا ترقى إلى منافسيها ولن تكون مرشحا للتتويج باللقب مبدئيا.

ما هو المستقبل؟ إذا لم تحدث المعجزة، فإن كأس أميركا ستكون فشلاً للأرجنتين،  في هذه الحالة سيكون سكالوني خارج الجهاز الفني، ثم يتعين على كلاوديو تابيا رئيس الاتحاد اختيار مدرب آخر. لا شك في أن سيزار لويس مينوتي المدير الوطني للفرق الوطنية يجب أن يساعده في ذلك، لكن ذلك لن يكون سهلاً، من هو المدرب الذي يتمتع بالخبرة والقدرة والدعم من المشجعين الذين سيكونون على استعداد لقبوله؟
المساهمون