الشمس هي الحل

25 سبتمبر 2014
توجه عربي نحو بدائل جديدة للطاقة (أرشيف/getty)
+ الخط -
صارت أزمة الطاقة، خاصة الكهرباء، قاسماً مشتركاً في يوميات المواطن العربي، خاصة في الدول غير النفطية كمصر وتونس ولبنان والأردن والمغرب، مع اختلافات ملموسة في درجة حدة هذه الأزمة من بلد إلى آخر.
وبصرف النظر عن الأسباب الثاوية وراء هذه الأزمات، فإن المثير وجود شبه اتفاق عربي على الحلول المتاحة لوضع حد لها، في ظل تضاؤل أو حتى انعدام حظوظ الدول المعنية بها في الانضمام إلى نادي منتجي المحروقات، باعتباره الحل السحري الوحيد الكفيل بإنهاء هذه الأزمة بين عشية وضحاها.
فقد برز توجه عربي، صار أكثر وضوحاً في الأشهر الأخيرة، إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقات الأحفورية التي شهدت أسعارها خلال السنوات القليلة الماضية زيادات هامة، خلخلت حسابات المالية العمومية في أكثر من دولة عربية.
وأصبحت هذه الأزمة أيضاً وقوداً لحراك احتجاجي بسبب توجه عربي، هو بدوره شبه اتفاق، على رفع الدعم عن المحروقات.
على ضوء هذه المعطيات، تكوّن إجماع عربي على أن الطاقات المجددة هي الحل الأمثل لأزمة الطاقة في البلدان العربية غير النفطية، خاصة الشمسية، بهدف استغلال المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها المنطقة العربية عموماً في هذا المجال.
في حين يفتتح المغرب، بعد عام تقريبا، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، ويستعد للشروع في بناء محطات لطاقة الرياح، تعمل دول أخرى على قدم وساق لتحقيق تقدم في هذا المجال.
غير أن اعتماد هذا الحل يصطدم بعراقيل تمويلية.
فقد أدخل ارتفاع فاتورة المحروقات معظم هذه الدول في أزمة اقتصادية خانقة علامتها البارزة ارتفاع عجز الموازنة.
ويتعين سلك طريقين لتذليل هذه العراقيل، أولهما الاقتراض، وثانيها جذب الاستثمار الأجنبي. المثير أن محاولات تنفيذ هذه الحلول تتم بشبه قطيعة مع ماضي الطاقات المتجددة في المنطقة العربية من الصحراء الكبرى، جنوب دول المغرب الكبير، إلى شبه الجزيرة العربية.
والغريب أيضا أن الأوروبيين كانوا سباقين إلى التفكير في استثمار مؤهلات هذه المنطقة، حيث بلوروا، قبل خمس سنوات، مشروعا عملاقا أطلقوا عليه اسم "ديزيرتيك" بتكلفة تزيد عن أربعين مليار دولار لتحويل الصحراء المقفرة، القائظ حرها إلى كنز طاقي لأوروبا.
غير أن الأحداث التي عرفها العالم العربي قبرت هذا المشروع في المهد.
المساهمون