الشمال السوري يتحضر لجمعة تظاهرات جديدة: "هيئة التفاوض" لا تمثلنا

04 أكتوبر 2018
يطالب الشارع السوري المعارض بعدم التهاون مع مبادئ الثورة(Getty)
+ الخط -

يستعد الشارع السوري المعارض في شمال وشمال غربي سورية، للخروج في تظاهرات حاشدة، في جمعةٍ اختار ناشطو الثورة السورية عنواناً لافتاً لها، يؤكد عدم الثقة بالعناوين السياسية الراهنة للثورة والمعارضة السورية، ما يفتح الباب أمام جدلٍ جديد، يتعلق بهذه العناوين، ومدى قدرتها على تمثيل هذا الشارع.

ويتظاهر عشرات آلاف السوريين غداً الجمعة، تحت عنوان "هيئة التفاوض لا تمثلنا"، في رسالةٍ واضحة الى مرجعيات الثورة السياسية، تؤكد وجود هوّة كبيرة بينها وبين الشارع المعارض، الذي يرفع سقوف التفاوض مع النظام، مطالباً بعدم التهاون مع مبادئ الثورة السورية، ولعل أبرزها إسقاط نظام بشار الأسد.

وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن ناشطي الثورة "رفضوا تعديل عنوان تظاهرات الجمعة"، مشيرة إلى أن "ضغوطاً مورست من أجل التعديل، لكنها لم تجد نفعاً".

وتواجه "هيئة التفاوض" انتقاداً واسع النطاق، بسبب تنازلات قدمتها في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، رغم أن قرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة بيان "جنيف 1" تدعو إلى مرحلة انتقالية تديرها هيئة حكم كاملة الصلاحيات، تضع دستوراً تجرى على أساسه انتخابات.

وكانت "هيئة التفاوض" تأسست في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، على أنقاض "الهيئة العليا للمفاوضات"، وذلك في مؤتمر موسع للمعارضة السورية عُقد في إطار ما سُمي حينها بـ "الرياض 2". وتضم "الهيئة" نحو 50 عضواً، يمثلون قوى سياسية، أبرزها "الائتلاف الوطني السوري"، و"هيئة التنسيق الوطنية" التي تمثل ما يُسمى بـ"معارضة الداخل"، ومنصتا موسكو والقاهرة، والفصائل العسكرية، وعددا من المستقلين.



ولقي دخول "منصة موسكو" التي يتزعمها قدري جميل في الهيئة، رفضاً واسعاً لدى الشارع السوري المعارض، بسبب تماهي هذه المنصة مع الرؤية الروسية للحلّ، القائمة على إعادة تأهيل النظام. كما أن الهيئة لم تطرد قائد فصيل متهما بـ"الخيانة"، هو أحمد العودة، من صفوفها، ما فجّر خلافات داخلها. ولكن أعضاء في الهيئة يؤكدون أنهم لن يتنازلوا عن مبادئ الثورة، مشيرين إلى جهات تريد التقليل من شأنها، رغم النشاط السياسي الكبير الذي يقوم به أعضاؤها في المحافل السياسية الإقليمية والدولية.