الشغور الرئاسي اللبناني: تفاؤل مستقبلي عكس التيار

21 مارس 2016
يعمّم مقرّبون من الحريري أجواء إيجابية (حسين بيضون)
+ الخط -
يعمّم مقرّبون من زعيم تيار المستقبل اللبناني، رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أجواء إيجابية حيال إمكانية إنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية المستمر منذ مايو/أيار 2014. ففي ظلّ مرحلة إعادة التموضع وفتح الأبواب أمام الحلول السياسية في المنطقة، في سورية واليمن تحديداً، يعتبر فريق الحريري في بيروت أنّ هذه المبادرات ستكون بادرة إيجابية لإعادة تحريك الملف الرئاسي وانتشال لبنان من أزمته السياسية. وفي هذا الإطار، تفيد معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" أنّ التفاؤل المستقبلي نابع من "اتصالات قام بها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، مع حزب الله بهذا الشأن وللوقوف عند دعم الأخير لترشيح حليفه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي، النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية".

اقرأ أيضاً: الكونغرس يناقش تصاعد "تهديدات" حزب الله... ويحضّر عقوبات جديدة

من جهتها، تشير أوساط بري لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "رئيس البرلمان لم يعد يرى في ترشيح الحزب لعون سوى إعاقة للانتخابات الرئاسية داعياً إلى إعادة النظر في هذه العقبة التي تشلّ الانتخابات الرئاسية منذ العام 2014". تابع المستقبليون هذا التواصل بشكل حثيث وهم يبنون عليه وعلى المتغيّرات الإقليمية الآمال. وفي السياق، يقول عضو كتلة المستقبل، النائب عمار حوري، لـ"العربي الجديد" إنّ "الحريري لديه معطيات جديّة في ما يخص الملف الرئاسي"، لافتاً إلى أنّ "هذه المعطيات هي ملك الحريري وحده ولم يكشفها بعد".
كما يؤكد حوري أنّ تفاؤل الحريري لا يعني أنّ الجلسة الانتخابية السابعة والثلاثين المقرر عقدها يوم الأربعاء المقبل (23 مارس/آذار الحالي) ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنّ الأمر قد يتطلّب وقتاً إضافياً ليتم ذلك. مع العلم أنّ الجلسة السادسة والثلاثين شهدت رقماً قياسياً لجهة عدد النواب الذين حضروها، إذ شارك 72 نائباً، من دون التمكن من تحقيق النصاب القانوني المطلوب (84 نائباً) بفعل التغيّب المستمر لكتلة "الوفاء للمقاومة" (الكتلة النيابية لحزب الله) وتكتل عون ونواب آخرين محسوبين على فريق 8 آذار.
وجاء هذا الحضور الكثيف في الجلسة الأخيرة نتيجة مشاركة زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، بعد عودته إلى بيروت وإعلانه البقاء في لبنان بعد غياب دام لأكثر من أربع سنوات بعد إقصائه من الحكم نتيجة انقلاب سياسي نفّذه حزب الله على حكومته مطلع عام 2011.
وبانتظار أن تترجم هذه المعطيات، يبدو أنّ الحريري وفريقه يسيرون بالتفاؤل عكس التيار السياسي اللبناني الذي يقول إنّ الأمور لا تزال معقّدة. وفي السياق، يشير عضو كتلة الكتائب، الوزير سجعان قزي، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "البعض متفائل بالحلول الإقليمية وانعكاسها على الوضع في لبنان، لكن الحلول في المنطقة للأسف لا ينبغي التعويل عليها لكونها حلولاً تدفع باتجاه الفيدرالية بالحد الأدنى أو التقسيم بالحد الأقصى، وهو ما لا يمن تحمّله في لبنان، وما لا يساعد على إقامة المؤسسات الرسمية والجمهوريات". ولا يخفي قزي تردّده في الرهان على هذه المعطيات "لكونها لا تفيد لبنان".
وفي إطار التشاؤم نفسه، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، أنّ "الوضع الرئاسي صعب أن يتغيّر"، ليعبّر عما يشبه العجز تجاه إنهاء الشغور الرئاسي. وأشار جعجع، خلال مناسبة حزبية، إلى اعتقاد أنّ "أي فريق سياسي لا يمكنه تقديم أكثر ما قمنا به للتوصل الى انتخابات رئاسية، ولكن كما تبين وللأسف أن فريق 8 آذار وبالتحديد حزب الله لا يريد انتخابات رئاسية وهذا أمر غير مقبول". وشكّك جعجع بنيّة حزب الله الجدية والفعلية بدعم وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، قائلاً إنه "بعد مرور شهرين على إعلاننا ترشيح عون، لم يحرك أحد إصبعه الصغير لانتخابه بينما كان يرفع إصبعه الكبير ليقول لنا إنه يؤيد الجنرال عون"، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي يردّد منذ بدء الشغور الرئاسي معادلة "عون أو الفراغ". مع العلم أنّ جعجع أعلن تأييده لوصول غريمه المسيحي الأول، ميشال عون، لرئاسة الجمهورية بعد مصالحة واتفاق سياسي تم بينهما على نقاط سياسية عدة تخصّ وحدة الساحة المسيحية.
من جهة أخرى، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، الوزير محمد فنيش، استمرار المعارك على الأرض السورية حيث "الوضع الميداني لا يزال محتدماً نتيجة أوهام أو طموحات بعض القوى الإقليمية"، قاصداً بذلك السعودية. الأمر الذي يعني بشكل أو بآخر متابعة الحزب للحرب التي يخوضها إلى جانب النظام السوري، وهو ما قد يحول دون ترجمة أي حلّ لبناني داخلي. ومن المفترض أن يوضح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعض الأمور والخيوط في ما يخص الشأنين السوري واللبناني خلال إطلالة إعلامية مقرّرة مساء اليوم الإثنين.

اقرأ أيضاً: سوق صبرا الشعبي في لبنان لم يعد للفقراء

المساهمون