الشروط الأربعة للتعلم الفعال

24 أكتوبر 2016
إتاحة الفرصة للتعبير الحر من مقومات التعلم الفعال (Getty)
+ الخط -
تقوم أي عملية تعليمية على أسس أربعة، يعتبرها التربويون بمثابة شروط التعلم المثالي الذي يحقق تأثيراً تربوياً حقيقياً في حياة الطفل، هذه الشروط مهمة في المراحل التعليمية الأولى، إلا أنها شروط عامة تنطبق على أي سن.




الانتــــــماء

بالرغم من غرابة هذا الأساس الأول، إلا أن التربويون أجمعوا على أهمية أن يشعر الطفل أنه جزء من العالم الخارجي، وأنه مرتبط بالآخرين بوشائج عاطفية إيجابية، وبالتالي يصبح من الأهمية بمكان أن تعمل المدرسة وأن يهتم الآباء أولاً وقبل كل شيء ببناء علاقات اجتماعية سليمة صحية تبني ارتباط الطفل بعالمه الخارجي (الأسرة – الأقران – العائلة الممتدة - ...) بصورة سليمة وصحية. ومن هذا المنطلق يتم تقييم العلاقات الأسرية المضطربة أو الخلافات بين الأقران من الأمور المعيقة لقدرة الشخص على الاستيعاب وفهم العالم من حوله.



السلامة والراحة النفسية

مع بدايات مرحلة الطفولة المبكرة يقوم الطفل ببناء تصور ذاتي حول نفسه، وقدراته، وصحته وحياته بصورة عامة، إلا أن هذه التصورات لا تتبلور بصورة ايجابية لو تم التقليل من شأن الطفل من خلال التوبيخ المستمر أو النقد غير الملائم لسن أو قدرات الطفل. في هذه الحالة يتم تدمير مقومات الثقة بالنفس والاعتزاز بها، مما سوف يكون له أعظم الضرر على العملية التعليمية اللاحقة، فعملية التعلم عملية قائمة على تصورات الشخص الإيجابية حول قدراته وإمكاناته، وللأسف يمكن أن نرجع اعتمادية كثير من الأبناء على الأهل من أجل التحصيل المدرسي إلى نقص تكوين التصورات الذاتية الإيجابية.



المشاركة الفعالة

في عالمنا العربي نرى أن الأسر تبذل كثيراً من الجهد لتوفير الأساس الأول والثاني، إلا أن

إهمال شرط "المشاركة الفعالة" يقضي على فرص أن تكون العملية التعليمية عملية تؤتي ثمارها وتساعد على البناء النفسي الذهني والروحي السليم، فمن دون المشاركة التي تشبع "حب الاكتشاف والفضول الفطري للأبناء" والتي تعمل على تشغيل العقل، الجسد والروح من خلال عملية متكاملة يتم الاستفادة أثناءها من كافة الحواس الخمس، تصبح العملية التعليمية مبتورة، قصيرة المدى وقليلة الناتج التربوي تنتهي مع انتهاء تسليم ورقة الامتحان أو تسميع الفقرة أو المقطع المطلوب.


التعبير الحر

كل شخص يولد ولديه قدرات على التواصل بصور مختلفة، وما على البيئة المحيطة إلا استغلال هذه القدرات وتوجيهها بصورة سليمة، أما في حالة تقليل فرص التعبير الذاتي الحر أو الكبت والحيلولة دون إتاحة فرص التعبير سوف تتقلص قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب، هذه النظرية مبنية على أن التعليم عملية بنائية وتراكمية، ولا تتم إلا من خلال التفاعل مع المعلومات والمفاهيم بصورة تشاركية، المعلومة أو المعنى يتم بناؤه من خلال "اختباره" وهذه الاختبارات تتم أثناء عملية التواصل ومن هنا نفهم كثرة سؤال الأبناء "لماذا؟" لماذا هناك سحاب؟ لماذا القمر يتغير؟ كلها أسئلة مفادها "لدي معلومة، الرجاء ساعدوني على تحويلها من مجردة صماء إلى معرفة مرتبطة بالحياة بعيدة المدى في نتائجها".





المساهمون