أكد المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولينس، رسمياً، اسم السائق الذي ارتكب اعتداء نيس، الذي تسبب، حتى الآن، في مقتل 84، من بينهم عشرة أطفال، وهو التونسي محمد لحويج بوهلال، في الوقت الذي تواصل الشرطة الفرنسية تحقيقاتها لمعرفة إن كان المشتبه فيه "ذئبا منفردا".
وكشف مولينس أن المشتبه فيه لم يكن مُتابَعا من قبلُ في قضايا تتعلق بالإرهاب، مشدداً على أنه "رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، وعلى الرغم، لحد الآن، من عدم وجود دليل على علاقات للسائق مع جهات أجنبية أو إرهابية، إلا أن استخدامه للشاحنة، وإطلاقه الرصاص من مسدس على أفراد الشرطة، ونيته ارتكاب مجزرة حقيقية، يجعله قريبا من طرق عمل المنظمات الإرهابية، ومن بينها "تنظيم الدولة"، التي تستخدم الشاحنات في هجماتها لقتل أكبر قدر ممكن من البشر".
وكشف المدعي العام أن الشرطة الفرنسية صادرت هاتفا نقالا، وبعض الأجهزة الإلكترونية ووثائق تقوم بتحليلها.
وقال هولاند، بعدما تفقد مصابين في أحد مستشفيات المدينة، الواقع بجنوب شرق البلاد: "في الوقت الراهن هناك 84 قتيلا وخمسون شخصا في حالة خطرة بين الحياة والموت"، مضيفا "بين هؤلاء الضحايا هناك فرنسيون، وعدد كبير من الأجانب الوافدين من جميع القارات، والكثير من الأطفال، الأطفال الصغار".
وقتل طفلان على الأقل، فيما نقل أكثر من 50 آخرين إلى المستشفيات، بحسب حصيلة مؤقتة أعلنتها السلطات.
وقال هولاند، الذي رافقه رئيس الوزراء، مانويل فالس، ووزير الداخلية بيرنار كازنوف، ووزيرة الصحة ماريسول تورين: "رأينا جرحى، الكثير منهم، لا بد أنهم ما زالوا يستعرضون صورا مروعة في أذهانهم، وهذه الحروق النفسية تسبب لهم ألما أكبر، بالإضافة إلى معاناتهم الجسدية".
وتابع الرئيس الفرنسي، بحسب "فرانس برس": "هناك أيضاً الذين لم يتعرضوا لإصابة جسدية، لكنهم سيحملون مطولاً، طوال حياتهم، صدمة نتيجة صور الرعب التي اضطروا مع الأسف إلى رؤيتها".
وفي السياق، قال مدعي عام باريس إنه "لم يعلن أحد مسؤوليته عن هجوم نيس، لكنه يحمل بصمات منظمة إرهابية".
وأوقف المحققون الفرنسيون، اليوم، الزوجة السابقة لمنفذ اعتداء نيس، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة. ويسعى المحققون إلى تحديد دوافع محمد لحويج بوهلال (31 عاما)، وذلك عبر الاستماع إلى أقربائه، إضافة إلى سعيهم لمعرفة ما إذا كان هذا الشخص المقيم في نيس قد تعاون مع شريك.
وبدأت عملية التفتيش بحضور عدد كبير من الشرطيين من قوات النخبة مدججين بالسلاح. وحتى قبل الظهر كان خبراء من الشرطة لا يزالون في الشقة التي يفترض أن السائق كان يقطنها.
ومع منتصف النهار، أغلقت الشرطة الشارع وبدا أنها تفتش بمساعدة كلب مدرب شاحنة خفيفة، وقد فتح باباها الخلفيان على بعد مائة متر من البناية. وسمع صوت انفجار خفيف أثناء هذه العمليات، بحسب مراسلي "فرانس برس".
من جهتها، قالت مصادر أمنية تونسية، اليوم، إن المشتبه فيه ينتمي لبلدة مساكن التونسية التي زارها للمرة الأخيرة قبل أربع سنوات، بحسب "رويترز". وأضافت المصادر أن الرجل لم يكن معروفا لدى السلطات التونسية بأنه يتبنى فكرا متطرفا.