انتعش سوق السياحة الداخلية في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وتزايد الإقبال من قبل العائلات الفلسطينية على استئجار الشاليهات "المغلقة" المنتشرة في أرجاء القطاع للترويح عن النفس، بعد المعاناة التي عاشها المواطنون خلال العدوان الأخير الذي دام 51 يوماً، في ظل حالة الإغلاق شبه التام التي يعاني منها القطاع منذ فرض الحصار الإسرائيلي عليه قبل 8 سنوات.
وقال المواطن رامي محمد، الذي تواجد مع عائلته في الشاليه لـ"العربي الجديد": "يتميز الشاليه بكونه أكثر راحة لنا، وكونه يبعدنا عن ازدحام الشواطئ بالزائرين، ويساعدنا في المحافظة على الخصوصية، بجانب المساحة الجيدة والهدوء".
ووجد بعض رجال الأعمال في بناء الشاليهات وتأجيرها للمواطنين، فرصة جيدة لتحقيق بعض الأرباح، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع نتيجة الحصار والعدوان.
وقال يوسف عرفات، صاحب أحد الشاليهات في مدينة غزة، لـ"العربي الجديد"، إن "شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين - وفيهما اندلع العدوان الإسرائيلي الأخير- يمثلان ذروة العمل في الشاليهات سنوياً.
وأوضح أن العدوان كلفهم خسائر مالية تقدر بنحو 12 ألف دولار، وأن أيام الإجازات السنوية والمناسبات كالأعياد تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين.
وأضاف أنه "في الفترة التي فصلت بين انتهاء العدوان وبدء العام الدراسي التي استمرت 15 يوماً ازداد الإقبال بشكل كبير، فكانت المكالمات للحجز والاستفسار بمعدل 60 مكالمة يومياً، ولكنها تقلصت بعد ذلك إلى النصف.
ويبلغ سعر حجز الشاليه لمدة 12 ساعة في الفترة الصيفية نحو 200 دولار، لكن هذا السعر انخفض إلى النصف في الفترات الأخرى.
وقال رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق، صلاح أبو حصيرة، لـ"العربي الجديد" إن الطلب على الشاليهات زاد خلال الفترة الأخيرة، نتيجة ازدياد تلوث مياه البحر، وتوفر عنصر الخصوصية التي يفضلها أغلب سكان القطاع أثناء رحلات الاستجمام".
ولفت إلى أن السياحة الداخلية تلقت ضربة قاسية، إثر العدوان الإسرائيلي، تمثلت في ضياع موسم الصيف وتوقف السياحة الداخلية. غير أنه أكدّ أن الطلب على الشاليهات بعد العدوان زاد في محاولة ذاتية من المواطنين للترويح عن النفس.